روحاني لا يستبعد فتح سفارة أميركية في طهران
خطف الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس الأضواء في مؤتمر "دافوس" المنعقد في سويسرا، وأطلق سلسلةً من المواقف كان أبرزها عدم استبعاده إعادة فتح سفارة أميركية في طهران، وذلك في مقابلة مع التلفزيون السويسري بُثت في وقت متأخر من مساء أمس الأول.ورداً على سؤال بشأن إعادة فتح السفارة الأميركية في طهران بعد عقود على إغلاقها، قال روحاني: "لا يستمر عداء إلى الأبد ولا تستمر صداقة إلى الأبد، لذلك علينا أن نحوّل العداوات إلى صداقات"، معبراً بذلك عن أقصى حدود البراغماتية الإيرانية.
وفي كلمته التي ألقاها على منصة المنتدى أمس، غداة افتتاح مؤتمر "جنيف 2" حول الأزمة السورية في سويسرا أيضاً، والذي لم تُدعَ إليه طهران، قال روحاني إن بلاده تتفاوض مع الولايات المتحدة في إطار "التعامل البنّاء" مع المجتمع الدولي، وتنتظر أن تترجم واشنطن أقوالها إلى أفعال، متعهداً باتباع سياسة خارجية قائمة على "التعقل والاعتدال" لإنعاش الاقتصاد المتعثر.ودعا إلى التعاون مع جميع جيران إيران، ولكنه لم يخص السعودية بالذكر، ورفض إدراج إسرائيل بين الدول التي تسعى طهران إلى إقامة علاقات ودية معها حين ضُغِط عليه مرتين، قائلاً إن طهران تريد الصداقة والتعاون مع "جميع الدول التي تعترف بها الجمهورية الإسلامية".وفي شأن الملف النووي وصف روحاني "بالتطور الكبير منذ الثورة الإسلامية" الاتفاقَ المبرمَ في جنيف في نوفمبر الماضي مع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وألمانيا برعاية كاثرين آشتون وزيرة الخارجية الأوروبية. وقال إن "إيران لم ترغب أبداً في حيازة القنبلة النووية ولا حتى في المستقبل"، وذلك سعياً إلى طمأنة مستمعيه في منتدى دافوس الذي يجمع نخبة الاقتصاد العالمي، مشيراً إلى أن العلاقة مع أوروبا "تشهد تطبيعاً مع دخول الاتفاق النووي المؤقت حيز التنفيذ".وأكد تمسك بلاده بموقفها تجاه الوضع في سورية، قائلاً إن "الحل الأمثل لإنهاء النزاع هو انتخابات حرة وديمقراطية"، مضيفاً: "لا ينبغي أن يقرر أي طرف أو قوة خارجية نيابة عن الشعب السوري وعن سورية كدولة".وجدد روحاني انتقاد دول إقليمية لم يسمها قال إنها "تدعم الإرهاب في سورية"، مشيراً إلى أن "هذا الدعم سيرتد على هذه الدول داخل أراضيها".ويترأس روحاني، الذي يعد أول رئيس إيراني يحضر المنتدى منذ عقد، وفداً يضم وزير الخارجية محمد جواد ظريف ووزير النفط بيجان زنقانة إلى منتجع التزلج السويسري، في حين تسعى إيران للخروج من عزلة دبلوماسية.(دافوس - أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)