توافد المصريون المقيمون في الكويت أمس بالآلاف على سفارة بلادهم، للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية لبلادهم، والمشاركة في الاستحقاق الديمقراطي الأكثر أهمية، الذي يعد خطوة مهمة على طريق الاستقرار، وإنهاء المرحلة الانتقالية التي تعيشها مصر، منذ اندلاع الموجة الثانية من الثورة في 30 يونيو من العام الماضي.

Ad

وفي هذا الصدد، أشاد السفير المصري لدى البلاد عبد الكريم سليمان بالتعاون الكبير من جانب الحكومة الكويتية لإنجاح هذا العرس الديمقراطي، لافتا إلى أن السفارة بدأت عملية التجهيز والإعداد لهذا الاستحقاق قبل شهر من موعد الانتخابات، حتى يتسنى استقبال الإعداد الغفيرة من الناخبين.

ازدواجية التصويت

وقال سليمان، في تصريح صحافي أمس على هامش متابعته سير عملية الاقتراع، إن «ثمة استعدادات عبر تقنية عالية تستخدم خلال الانتخابات تتمثل في توفير 20 جهاز «تابلت» (حاسوب لوحي) موصّولة عبر الأقمار الاصطناعية بقاعدة البيانات الرئيسية للناخبين في مصر، وذلك لمنع ازدواجية التصويت، فعلى سبيل المثال من قام بالاقتراع داخل السفارة المصرية لدى الكويت، وتوجّه لأي بعثة دبلوماسية اخرى، أو إلى محافظته داخل مصر للتصويت لن تسمح قاعدة البيانات بتصويته مرة أخرى».

وأضاف: «هناك ايضا استعدادات بشرية تتمثل في وجود 50 موظفاً حضروا من القاهرة، بعد خوضهم دورة تدريبية على كيفية استخدام اجهزة التابلت بناءً على طلب من السفارة»، لافتا إلى أن الكتلة التصويتية الأولى خارج مصر هي للمصريين المقيمين بالكويت، ومن هذا المنطلق تولي الخارجية المصرية اهتماما خاصا ببعثتها هنا، وتستمع فورا الى مطالبنا، مشيرا إلى أن افراد البعثة الدبلوماسية في الكويت كافة انضموا الى فريق العمل لتقديم المعونة لإنجاح هذا العرس الديمقراطي الكبير.

إقبال رهيب

وعن حجم الإقبال والمشاركة، أكد سليمان أن ثمة اقبالا رهيبا، غير عادي وغير مسبوق منذ الدقيقة الاولى لفتح صناديق الاقتراع، لافتا إلى أن «طوابير المشاركين تخطت عدة كيلومترات، وهذا أمر مبهج ومؤشر على أن الاقبال هذه المرة سيكون كبيرا جدا، نظرا لالغاء شرط التسجيل»، متوقعا أن يتجاوز عدد المقترعين ثلاثة أضعاف المصوتين على الدستور الجديد.

وناشد سليمان الجالية المصرية في البلاد الحضور والمشاركة في الانتخابات، بغض النظر عن المرشح الذي سيختارونه، لاسيما «أن لدينا مرشّحين محترمين»، مشددا على ضرورة المحافظة على السلوك الحضاري، والالتزام بتعليمات السفارة واللجنة العليا للانتخابات، واحترام القوانين الداخلية للكويت.

وحول التنسيق بين السفارة ووزارة الداخلية الكويتية قال سليمان، إن «التنسيق يتم على أعلى مستوى، وليس وليد اللحظة بل منذ فترات، فكل الاستحقاقات الانتخابية السابقة كان هناك تنسيق، اضافة إلى أنني التقيت امس الاول نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد للتنسيق الكامل بهذا الصدد، ولتقديم الشكر على الجهود المضنية التي تقوم بها الوزارة لإنجاح هذا الاستحقاق، فضلا عن مناقشة عدة موضوعات أخرى تهم البلدين الشقيقين».

الفرز والنتائج

وأعلن سليمان أن عملية الفرز وإعلان النتائج ستتم مباشرة عقب انتهاء موعد التصويت الذي حددته اللجنة العليا للانتخابات، عند التاسعة من مساء 18 الجاري، مشيرا إلى أن كل مصري بلغ 18 عاما، ويحمل الرقم القومي، أو جواز السفر «المميكن» يحق له التصويت دون شرط التسجيل المسبق الذي تم إلغاؤه، «لذا لا يتوفر لدينا حصر بكل الأعداد المشاركة».

وكشف أن «الكويت لها الصدارة من حيث الكتلة التصويتية لثلاثة اسباب، أولها التعاون التام والعلاقة المميزة بين السفارة المصرية والسلطات الأمنية الكويتية لإخراج هذا العرس الديمقراطي على الوجه الأكمل، ثانيها انشغال الجالية المصرية بهموم وطنها وتحمسها لمصر وانتهاء المرحلة الانتقالية، أما السبب الأخير فيرجع إلى التواصل الدائم بين السفارة المصرية لدى الكويت وجاليتها، وإبلاغها بكل تفاصيل العملية الانتخابية، وتشجيعها على المشاركة».

على الحياد

وأضاف السفير المصري أن «العملية الانتخابية تسير ببساطة ويسر، فالانتخابات الرئاسية دائما تحظى بحضور كثيف، كونها تشهد تنافسا قويا، غير أنها في مصر تشهد تنافسا اشد وأقوى، كوننا نمر بمرحلة انتقالية، وكلا المرشحين محترمان»، مشدداً على أن السفارة تقف على الحياد وعلى المسافة ذاتها منهما، ولا ترجّح كفة أحدهما على الآخر، أو تدعم طرفاً على حساب الثاني، داعيا الله، عزّ وجل، أن يولي أمر مصر لمن يصلح.