فردوس عبد الحميد: لا أحتكر محمد فاضل والعمل الجيد أقدّمه مع أي مخرج

نشر في 28-03-2014 | 00:01
آخر تحديث 28-03-2014 | 00:01
فردوس عبد الحميد فنانة تنتمي إلى زمن الفن الجميل، لها تاريخ من الأعمال في السينما والمسرح والتلفزيون، الفن بالنسبة إليها رسالة وهدف، آخر أعمالها مسرحية  تعود من خلالها إلى المسرح بعد غياب.  

عن مسرحيتها الجديدة  وتقييمها للفن اليوم وأعمالها الأخرى كان اللقاء التالي معها.

ما أحوال المسرح اليوم؟

 

يعاني المسرح منذ فترة ركوداً، وقد حان الوقت ليعود إلى سابق مجده، لا سيما أن حالة من النشاط بدأت تدبّ في شرايينه.

ما الذي شجعك على العودة إليه بعد غياب؟

شوقي إلى المسرح، لذا  عندما عرض عليَّ رئيس البيت الفني فتوح أحمد والمخرج محمد جبر المسرحية لم أتردد لحظة في القبول، بالإضافة إلى أن نص «زيارة السيدة العجوز» جيد ومأخوذ عن رواية عالمية للكاتب السويسري فريدريش دورينمات.

ما أبرز محاور القصة؟

 تتمحور حول سيدة أغرمت بشخص في الماضي، لكنه خذلها وابتعد عنها، وعندما تعود إلى القرية تقرر الانتقام منه، وترصد مبلغاً     من المال لمن يقتله، فتبدأ رحلتها في شراء الذمم وإحداث فتنة في القرية التي يتسابق أهلها  على قتله طمعا بالمال.

هل يحاكي النص الواقع؟

 بالطبع، لا سيما الأحداث السياسية التي تعصف بالبلد.

هل يعني ذلك أنه يحمل إسقاطا ما؟

أكيد، ترمز السيدة إلى من يتربص بنا ويحاول، عن طريق عملائه، شراء الذمم ليهدم المجتمع المصري ويفسد منظومة الأخلاق، قد تكون هذه الشخصية دولة أو جهة تحاول تدمير مجتمعنا، بدليل الأحداث التخريبية التي تشهدها البلاد.

برأيك هل تعود أزمة المسرح إلى فقدان النصوص أم انصراف الفنانين إلى السينما والتلفزيون؟

لا توجد أزمة في النصوص، ثمة نصوص عالمية وروايات مميزة لمن يريد تقديم مسرح جيد وليس لديه نص مناسب،  في المقابل ساهم عدم تفرغ الفنانين للمسرح في بلورة الأزمة، لأن المسرح يتطلب وقتاً وجهداً، فيما عائده المادي ليس على مستوى العائد في السينما والتلفزيون.

ما دور الدولة في هذه الأزمة؟

أهملت الدولة المسرح والفن، ولم ترصد موازنات للأعمال أو لترميم المسارح، لذا انصرف الجميع إلى السينما والتلفزيون، لكن في الفترة الحالية ثمة محاولة للنهوض بالمسرح من جديد.

 

نلاحظ انصراف جيل الشباب عن العمل في المسرح لماذا؟

بالعكس في الفترة الأخيرة قدم أشرف عبد الباقي أعمالا مسرحية جديدة لاقت قبولا، كذلك قدم محمد رمضان عملا مسرحياً لاقى نجاحاً، ما يعني أن  ثمة عودة  تدريجية، المهم أن تهتم الدولة بالمسرح ليعود إلى سابق مكانته.

أين أنت من التلفزيون؟

 

قدمت السنة الماضية مسلسل «ربيع الغضب» مع الفنان عزت العلايلي وإخراج محمد فاضل، لكنه لم يُسوّق بشكل مناسب، وعرض في توقيت سيئ. أنا في انتظار نص جيد لأقدمه.

 لماذا فشلت الدولة ممثلة  بـ «صوت القاهرة» و{مدينة الإنتاج الإعلامي» في إنتاج أعمال درامية جيدة؟

ليس الفشل في الإنتاج، بل في تسويق الأعمال التي يتم إنتاجها، في الماضي كانت مهمة  قطاع الإنتاج الأساسية تسويق الأعمال التلفزيونية داخل مصر وخارجها، أما الآن فلا يتم تسويق أي أعمال، والنتيجة ضياع أموال الدولة وتوقف الإنتاج لنقص التمويل. ثم لدينا كمّ من القنوات الفضائية المصرية والعربية التي تحتاج إلى أعمال درامية لملء ساعات البث، ومع ذلك يتقاعس القيمون على المؤسسات الحكومية (صوت القاهرة، مدينة الإنتاج، قطاع الإنتاج) في تسويق أعمالهم.

عدم التعامل مع مخرجين بخلاف محمد فاضل، هل هو قرار منك أم من المخرجين؟

تعاملت مع مخرجين كثر طوال مشواري الفني، وعندما يكون ثمة نص جيد سواء مع فاضل أو مع أي مخرج آخر أقدمه، وإذا عرض محمد فاضل عليّ عملا ولم أجد نفسي فيه سأرفضه، لديه الآن عمل جديد لا يناسبني وبالتالي لا أشارك فيه، لست محتكرة من قبل المخرج محمد فاضل ولا أرفض العمل مع أي مخرج آخر.

برأيك ما سبب اختفاء الدراما الاجتماعية وانتشار مسلسلات الأكشن والموضوعات الغربية على الشاشات؟

للأسف عندما يحقق أي عمل نجاحاً تظهر بعده أعمال كثيرة مشابهة بحثاً عن النجاح نفسه، فالقطاع الخاص، صاحب الإنتاج الأكبر، يبحث عن نجاح مضمون، وهذا حقه بالطبع، وبالتالي «يستنسخ» أي موضوع يرى أنه يحقق له النجاح.

من تلومين في هذه الحالة؟

 الدولة، لا بد من أن تقدم أعمالا تهدف إلى النجاح الفني قبل النجاح المادي، مثلما كان يحدث في الماضي عندما كان التلفزيون ينتج أعمالا جيدة ما زالت حية في ذاكرتنا.

كيف يمكن الخروج من موسم الدراما الواحد في شهر رمضان إلى مواسم درامية على مدار السنة؟

قيمة الإعلانات ونسبة المشاهدة هما الهدف الرئيسي من تقديم الأعمال الدرامية، وذلك نتيجة لسيطرة القطاع الخاص على الإنتاج، وعليه لا بد من دخول الدولة الإنتاج الدرامي بشكل أفضل، وفق خطة محددة على مدار السنة، تشمل تسويق الدراما  وعرضها على قنواتها الأرضية والفضائية بمعدل مسلسل كل شهر مثلا. بالنسبة إلى عائد الإعلانات فهو موجود، وستحقق الأعمال الربح المطلوب، لكن لا بد من خطة عمل بدلا من العشوائية التي نتخبط  فيها الآن.

ما رأيك بمسلسلات الـ 120 حلقة التي ظهرت أخيراً؟

هي تقليد للدراما التركية التي حققت نجاحاً رغم ضعف مستواها الفني، ولأن هدف منتجي الدراما الأساسي تحقيق الربح، لجأوا إلى التقليد.

ظهور شارة «للكبار فقط» في الدراما وتناولها قضايا لم تكن تظهر على الشاشات في الماضي، هل هو  أمر مقبول أم لا؟

غير مقبول، تدخل الدراما كل بيت ويشاهدها الجمهور على اختلاف الأعمار والثقافات، من ثم يجب مراعاة ذلك في ما نقدمه لأن التلفزيون يختلف عن السينما التي أذهب إليها بكامل حريتي، وأختار العمل الذي أشاهده، أما في التلفزيون تقتحم الدراما البيوت من دون استئذان وبالتالي لا بد من الحرص على الاختيار الجيد.

لكن هذه الموضوعات والألفاظ مستمدة من الواقع الذي تعكسه الدراما؟

إذا كان الواقع مليئاً بالبذاءات والقبح فهل أنقله كما هو من دون تجميل؟ بالطبع لا، المطلوب نقل الواقع لكن من دون انحدار بالأخلاقيات، ثمة قضايا فردية ومشاكل لا ترقى إلى مستوى الظاهرة التي تناقشها الدراما وإن كان ثمة من يرغب في تناولها، فلديه السينما يعرض فيها ما يشاء. للتلفزيون محاذيره وشروطه الخاصة  وعلى الجميع الالتزام بها.

back to top