محمد عبدالقادر: السينما المصرية لم تتطرّق إلى قضايا المثليين كما طرحتها

نشر في 21-02-2014 | 00:02
آخر تحديث 21-02-2014 | 00:02
في أولى تجاربه السينمائية يناقش السيناريست محمد عبد القادر مشكلة المثليين، ورغم أن طرحه جريء وثمة خشية من ألا يتقبله الجمهور فإنه مضى في مغامرته متحدياً ما يعتبر محرمات وعارضاً القضية بواقعية.
عن الفيلم وكواليس كتابته والانتقادات التي تعرض لها كان الحوار التالي معه.
كيف انبثقت فكرة الفيلم؟

أهتم منذ فترة طويلة بتقديم عمل عن المثليين على شاشة السينما، وأردت أن تكون هذه القضية الأولى لي كمؤلف، وعندما شاركت في ورشة لكتابة السيناريو مع المخرج هاني فوزي، كان الفيلم مشروعي خلالها بعد مناقشات حول ما يمكن تقديمه، وكانت الحيرة بين فكرتين شائكتين حتى تم الاستقرار على «أسرار عائلية».

هل واجهت صعوبة في جمع معلومات حول القضية؟

على مدى تاريخ السينما المصرية لم تناقش مشكلة المثليين بشكل واضح وصريح عبر عمل فني، بل كانت الصورة منقوصة عنهم، لذلك استغرق البحث سنة كاملة قبل كتابة النسخة النهائية، زرت خلالها أطباء نفسيين للاطلاع على  الحالات الموجودة لديهم، بالإضافة إلى المادة العلمية التي يمكن بناء العمل عليها، كذلك حرصت على حضور جلسات علاج جماعية لهم ما أكسبني واقعية في التعبير عن القضية.

ومع الأشخاص المثليين الذين تناقشت معهم؟

على الإطلاق، بل رحبوا بفكرة تقديم عمل يتناول مشاكلهم، وسمعت منهم الكثير عن الموضوع، لكن لم أورده في السيناريو لصعوبة تقديمه سينمائياً.

هل أضفت تفاصيل لحالات سمعت بها فحسب؟

عمدت، كمؤلف، إلى استخدام خيالي السينمائي مع الحبكة الفنية للسيناريو، لذا جمعت مواقف لحالات مختلفة بهدف تقديمها على الشاشة، وفي الوقت نفسه ابتعدت عن الابتذال وعرض الحالات القاسية، حتى لا يكون الفيلم مؤلماً للجمهور، فليس معنى أن القضية شائكة ولم تقدم من قبل أن أعرضها بشكل قاس وفج.

هل يعني ذلك أنك فرضت على نفسك قيوداً في الكتابة؟

كتبت كل ما أريد في السيناريو، لكن من دون إثارة، لأن الفكرة نفسها مزعجة وتمثل قضية يخاف كثيرون التطرق إليها، لذا كان عليّ كمؤلف وضع هذه الاعتبارات في حساباتي خلال الكتابة.

 

ما الفترة الزمنية التي استغرقها الفيلم؟

عشرة أشهر، وفي كل مرة كنت أقدّم ما وصلت إليه إلى المخرج هاني فوزي حتى فاجأني برغبته في أن يكون العمل أول تجربة إخراجية له، فتحمست وركزت فيه وراعيت التفاصيل كافة ليخرج بشكل جيد.

هل واجهت أزمة في الإنتاج؟

أدركت منذ البداية، أن عملية الإنتاج صعبة ومعقدة لفيلم يتحدث عن المثليين، خصوصاً أنني انتهيت من كتابته مع وصول جماعة «الإخوان المسلمين» إلى الحكم، لكن المخرج هاني فوزي وفّر الشركة المنتجة من خلال صداقته للدكتور إيهاب خليل، طبيب نفسي يرغب في خوض تجربة الإنتاج السينمائي، وعندما اطلع على القصة تحمس لها، لا سيما أنها تضمنت جانباً نفسياً، ووافق على إنتاجها.

وفي موافقة نجوم معروفين على أداء دور البطولة؟

بطل الفيلم في السيناريو شاب في الفئة العمرية من 17 إلى 23 عاماً، بالتالي لا يوجد نجوم ضمن هذه الفئة، لذا بحثنا عن وجه جديد يؤدي يستطيع التعامل مع السيناريو الشائك، ولديه موهبة حقيقية في التمثيل، حتى عثرنا على محمد مهران، واخترناه من بين العشرات الذين تقدموا إلى اختبار الأداء.

لماذا أثار الفيلم كل هذه الضجة في الرقابة؟

عندما قدمت السيناريو إلى الرقابة كانت لديها ملاحظات قبل الموافقة عليه.  وعندما جلست مع أعضائها  اقتنعوا بوجهة نظري ووافقوا على السيناريو شرط إجراء تعديلات بسيطة للغاية، إلا أننا فوجئنا، بعد تنفيذ الفيلم، باعتراض الرقابة عليه بشكل حاد وعدم وجود رؤية للتوافق، لأن ما طالبت بحذفه يخلّ بمضمون الفيلم بشكل كامل، فتمسكنا بعرضه كاملاً أو بقائه حبيس الأدارج، لأن ليس من المعقول أن نطرح عملا مبتوراً على الجمهور.

لكن لجنة التظلمات حذفت مشاهد في الفيلم قبل إجازته للعرض؟

حذفت «شوت» واحد وأوقفت الصوت على لفظ معين، وخلال العرض اتضح اللفظ للجمهور، وما قامت به اللجنة لم يؤثر على الصورة النهائية للفيلم.

هل أنت راضٍ عن  إيرادات الفيلم؟

ليست جيدة لكن تصورت أن تكون أقل مما تحقق بسبب الضجة التي أثيرت، والخشية لدى قاعدة كبيرة من الجمهور من مشاهدته، إلا أن غالبية الصالات لم تلغ حفلات الفيلم لعدم وجود جمهور، كما يحدث أحياناً، رغم سخونة المنافسة بين الأفلام المطروحة.

كيف تقيّم  النقد الذي تعرض له الفيلم؟

انقسم النقد بين نقد سلبي غير مبرر، بالنسبة إلي، لذا لم أعره أي اهتمام لأنه اعترض على فكرة الفيلم فحسب، ونقد موضوعي كتبه نقاد معروفون أمثال طارق الشناوي وماجدة موريس، وتحدثوا عن أمور فنية وأبدوا تحفظات تفهمتها كمؤلف.

back to top