فاجأت رئيسة نادي الفتاة الشيخة فريحة الأحمد الوسط الرياضي بإعلانها تحقيق فريق النادي مركز الوصافة في دورة الألعاب للأندية العربية للسيدات، التي استضافتها دولة الإمارات، في حين تؤكد النتائج الرسمية تصدر نادي الشارقة الترتيب أمام سيدات قطر ثم الشباب البحريني.

Ad

جرت العادة على أن يلجأ العديد من المسؤولين إلى دغدغة مشاعر الجماهير من أجل امتصاص غضبها، وذلك عقب كل إخفاق يتعرض له، سواء بالتلميح أو تأكيد تعرض الفريق المشارك لظروف في منتهى الصعوبة قبل وأثناء البطولة، حالت دون الظهور بالمستوى المُرضي، وعدم تحقيق النتائج المأمولة، أو تعرضه للاعتداء من قبل الجماهير أو معاملة غير حسنة من اللجنة المنظمة أو ظلم تحكيمي أثر على نتائجه بشكل مباشر، وعلى الأرجح، في معظم الأحيان، لا يكون لهذه المبررات أساس من الصحة.

أسلوب فريحة الجديد

لكن من غير المعقول أو المنطقي، أن يتم تضليل الرأي العام من خلال وسائل الإعلام الرسمية للدولة بالحصول على مركز متقدم لتلافي سهام النقد أو التفاخر بتحقيق إنجاز غير موجود على أرض الواقع.

وللأسف الشديد فإن هذا الأسلوب الحديث على الرياضة الكويتية اتبعته رئيسة الجمعية الكويتية للأسرة المثالية ورئيسة نادي الفتاة الرياضي الشيخة فريحة الأحمد الجابر الصباح، والتي أعربت في تصريح لها لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) يوم 13 من الشهر الجاري، عن فخرها واعتزازها بحصول الكويت على المركز الثاني بدورة الألعاب للأندية العربية للسيدات في نسختها الثانية والتي استضافتها دولة الإمارات.

وأكدت الأحمد أن فريق نادي الفتاة بذل مجهودا كبيرا حتى حقق المركز الثاني رغم الصعوبات التي واجهته، والتي يتعرض لها للمرة الأولى، مبينة ان الفريق فاز بميداليتين ذهبيتين وميداليتين فضيتين وأخرى برونزية.

الأرقام الحقيقية

ولا نعرف عن أي مركز ثان تتحدث رئيسة نادي الفتاة، فكلامها لا يمت إلى الحقيقة بصلة، بل يعد تضليلاً للرأي العام، فمشكلة البعض أنه لا يفهم أن الرياضة عبارة عن نتائج وأرقام، ومن المعرف أن لغة الأرقام لا تكذب، فوفقاً لما تداولته الصحف العربية والخليجية والبيان الصادر عن اللجنة المنظمة للبطولة، فإن نادي سيدات الشارقة الإماراتي تصدر قمة الميداليات، حيث حصد 31 ميدالية ملونة (13 ذهبية، 9 فضيات، 9 برونزيات)، بينما حل نادي سيدات قطر في المركز الثاني برصيد 20 ميدالية (7 ذهبيات، و4 فضيات، و9 برونزيات)، في حين جاء نادي الشباب البحريني في المركز الثالث برصيد 16 ميدالية (6 ذهبيات، 6 فضيات، 4 برونزيات).

والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل يؤهل هذا الرقم الهزيل من الميداليات (5 ميداليات) أمام أرقام الفرق والأندية الأخرى المشاركة فريق نادي الفتاة لاحتلال مركز الوصافة في البطولة؟ وهل تعلم الشيخة فريحة أن الحصول على مركز الوصافة في مسابقة واحدة من مسابقات البطولة لا يعني أنها حصلت عليه في الترتيب العام؟ أم أنها تعمدت دس السم في العسل واعتبرت أن المركز الثاني في مسابقة "الطائرة" هو مركز للوصافة في البطولة؟!

كونا على درب فريحة

وما يندى له الجبين خجلاً هو سير وكالة الأنباء الكويتية (كونا) على خطى الشيخة فريحة في نشر معلومات مغلوطة، حينما أسمت لاعبة فريق الكرة الطائرة هبة المسفر باللاعبة الحاصلة على الميدالية الذهبية، في الوقت الذي حصل فيه فريق الفتاة على الميدالية الفضية في البطولة، خلف نادي سيدات الشارقة الذي حصل على الميدالية الذهبية في المسابقة التي شاركت فيها سبعة فرق.

وعودة إلى الشيخة فريحة التي عادت إلى دغدغة مشاعر الجماهير بالأسلوب "القديم"، إذ أكدت، في تصريح لها بقاعة التشريفات، تعرض الفريق للعنف والضرب، وهو ما حرمه الميدالية الذهبية، فأي فريق تقصد "الشيخة فريحة"؟

ولا نظن أنها تقصد فريق "الطائرة" لأن اللعبة ليس فيها احتكاك بين الفريقين، حيث تفصلهما شبكة تجاوزها يعد خطأ وفقاً لقوانين اللعبة! أم تقصد فريق كرة السلة الذي نافس في الأدوار ثم خرج من البطولة بخفي حنين واحتل المركز الرابع، وهناك فرق كبير بين المركز الأول والرابع!

من المسؤول عن التضليل

وبعيداً عن كلام الشيخة فريحة، فمن المؤكد أن "كونا" تتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية في تضليل الشارع الرياضي، فإذا افترضنا جدلاً أن المتحدث ينقل كلاماً غير حقيقي، على لسانه، وبالطبع المتحدث مسؤول عنه، فهل تعمل "كونا" على التضحية بتاريخها ومصداقيتها بالترويج للنتائج الخاطئة، والكلام المغلوط، والأرقام غير الحقيقية البعيدة تماماً عن الواقع، دون أن يتكلف العاملون فيها عناء تحري الدقة عند نقل أي معلومة مهما كان أهمية المصدر؟!

هذه علامات استفهام وتعجب نضعها أمام الرأي العام والمسؤولين في وكالة الأنباء الكويتية والهيئة العامة للشباب والرياضة، لعلنا نحصل على إجابة مقنعة عنها.