• كيف يمكننا أن نتقبل أدبيات العلاقات الدولية وهي تردد مقولة "اليمن دولة فاشلة"؟! وما الذي أوصله إلى ذلك؟ فاليمن دولة عريقة تاريخياً وسياسياً، وله في فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى وضع دولي مميز اتسم بالسلم والبعد عن العنف، ونشطت فيه الدبلوماسية عبر توقيعه اتفاقية مع الدولة العثمانية عام 1911 وأخرى مع الطائف ومعاهدة الصداقة مع بريطانيا، واستطاع اليمن أن يتعامل بذكاء مع النزعة التسلطية للدولة العثمانية، ولم يمنعه ذلك من الزحف الهادئ على المناطق الساحلية وعقد اتفاقيات صداقة مع الدول الكبيرة آنذاك.
وفي فترة الستينيات وحينما برزت الخلافات الداخلية بين الأحزاب اليمنية التي استقطبتها أطراف الحرب الباردة، ولم تشأ أن يتدخل في شؤونها أحد إلا دولة الكويت كالوسيط المحايد، ومنذ ذلك الحين والكويت تحتفظ بعلاقة خاصة مع الكثير من الشخصيات اليمنية استمرت حتى يومنا هذا.• ابتدأ هذا العام بالمصالحة الإيرانية الأميركية والجهد الدولي في تمكين إيران "بشكل محدود" من الولوج إلى المجتمع الدولي وفتح الأسواق الإيرانية أمام "بعض" الشركات الأجنبية. الأمر الذي يراه البعض قد ساهم في تغيير توازن القوى في منطقة الخليج وفتح المجال لدول أخرى تسعى إلى الموازنة، وقد يكون ذلك سبباً في سعي دول الخليج إلى رسم معاهدة أمنية تتعلق بالشؤون الداخلية للدول، والتي تم رفضها شعبياً، وكشفت افتقار الأمانة العامة لجهاز إحصائي وبحثي لاستطلاع الآراء، وكشفت الاتفاقية أيضاً مدى غياب المواد الداعمة لحقوق الإنسان من ميثاق مجلس التعاون الخليجي.• انتقل الوضع في دول الشمال الإفريقي من مرحلة الثورة إلى المرحلة الأكثر صعوبة، وهي بناء المؤسسات التشريعية أو "الربيع الدستوري" الذي وقع في مأزق طبقاً لمجموعة من الناشطين في حديث لإذاعة الـ"بي بي سي" أفادوا بأن الأنظمة المخلوعة قد ساهمت في إقرار بعض القوانين المؤيدة للحريات، وقد جاءت الثورات وألغتها بشكل إجرائي خاطئ على حد تعبير إحدى الناشطات التونسيات، الأمر الذي أدى إلى تراجع كبير في الحريات، وجعلها عرضة للنظم التقليدية التي تتسم بالجمود ومعاداة حقوق النساء والشباب.• تعطلت خدمة "الواتساب" قبل أيام عدة فلم يستطع الـ450 مليون شخص المراسلة.وانطلقت التعليقات الساخرة عبر "تويتر" أبرزها تغريدة الحاصل على الميدالية الذهبية بالغوص توم ديلي الذي لتابعه مليونا شخص مستفسراً عن الخدمة، وجاء أطرف تعليق من المغردين الكويتيين من عشاق "الواتساب" الذين كتبوا باللهجة الكويتية يقولون "يعلها بالفيسبوك ولا فيك".• كلمة أخيرة: أجرى سكان مدينة لينينغراد استفتاءً لاختيار الاسم المناسب لها بعد عام 1990، فأيدت الأغلبية العودة إلى اسم سان بطرسبورغ نسبة إلى بيتر مؤسس الدولة، أما هنا فقد فوجئ سكان إحدى المناطق بتغيير اسم الشارع واستبدال اسم عالم من العلماء باسم المرحوم الموظف الإداري الذي يملك أبناؤه "واسطة"، فلن يصل البريد إلى سكان المنطقة بسبب إلغاء اسم الشارع، ولا عزاء للعدالة بتسمية الشوارع... وكل عام وأنتم بخير.
مقالات
«يعلها بالفيسبوك ولا فيك»
25-02-2014