انطلق القطار العربي الإفريقي من الكويت حاملاً الرؤى التنموية العالمية تجاه القارة السمراء، ومبتدئاً بالمحطة الأولى الاقتصادية بمدينة الرياض في أكتوبر من هذا العام تحت شعار استثماري "تجاه إفريقيا"، ولكن في مجالي الطاقة الجديدة والمتجددة تحت مظلة الاجتماع العربي الإفريقي الثاني للتنمية الزراعية والأمن الغذائي.

Ad

ثم استكمل القطار مسيرته بمنتدى الصندوق الاقتصادي للتنمية بالكويت خلال الأسبوع الماضي بمشاركة الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، وانتهى بمقترحات خاصة بالحاجة إلى تقييم الفرص الاستثمارية بشكل أفضل، ودراسة دوافع الاستثمار، ومدى سلامة البيئة الإفريقية، بالإضافة إلى الشراكات بين القطاع الخاص الإفريقي والعربي معاً.

وألقى المنتدى الأضواء على الفرص التي تكمن في مجالات الطاقة والمجالات الزراعية المرتبطة بالاستثمار الزراعي وتأمين الغذاء، ثم استمرت الاجتماعات لكن على مستوى وزراء الخارجية وذلك لمراجعة "إعلان الكويت" الذي حمل النقاط الخمس وهي: الوقوف بحزم ضد الإرهاب، وتحقيق الازدهار ورفاه الشعوب، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وإصلاح الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وبعد نقاش تحت مظلة شركاء في التنمية استمر الحوار حول احترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والمطالبة بإصلاحها في الوقت ذاته، واحترام حقوق الإنسان والحكم الرشيد في الدول العربية والإفريقية.

ومن التحديات التي تعانيها الدول الإفريقية وتطرق إليها الإعلان معالجة الأسباب الرئيسية للعنف والنزاع في المناطق العربية والإفريقية التي بحد ذاتها تتطلب جهوداً دولية فاعلة وجادة، ومن التحديات التي تواجهها الدول أيضاً يأتي في مقدمتها الفقر والحاجة إلى الغذاء وهشاشة بعض قطاعات المجتمع في إشارة بشكل غير مباشر إلى النزاعات الداخلية العرقية والطائفية.

وعلاقتنا بإفريقيا بالغة في القدم فقد ابتدأت بالتجارة عبر الطرق الملاحية الجغرافية وامتدت لدعم الدول وعلى الأخص العربية منها للكويت أثناء خوضها حروبها الدبلوماسية لنيل استقلالها وعضويتها بجامعة الدول العربية.

وجاءت أيضاً قضية المرأة وتمكينها من العمل السياسي لتجمعنا قبل أعوام بوفود إفريقية، وإن كانت إفريقيا قد سبقتنا في تعيين المرأة في مراكز عليا كموريتانيا بتعيينها امرأة وزيرة للخارجية "الناها بنت مكناس"، أول وزيرة خارجية في العالم العربي، وقد تغزل بعد تعيينها بجمالها بعض الشعراء من السودان مما أثار استياء بعض المحافظين، وإثيوبيا أيضاً سبقتنا باختيار رئيسه إثيوبية للاتحاد الإفريقي، الأمر الذي يدفعنا إلى التساؤل عن غياب الناشطات الكويتيات من فعاليات المؤتمر، وقد توقعنا أن تبادر الوزيرات الكويتيات (الناشطات) بإقامة منتدى للمرأة تزامنا مع مؤتمر يجمع النساء الكويتيات بالإفريقيات وفتح باب الحوار حول التمكين والإصلاح.

وقد استضافت أديس أبابا بإمكانياتها المحدودة حلقة نقاشية بالغة في الأهمية قبل أسابيع عدة حول أهداف التنمية ومساهمة المرأة الإفريقية بمشاركة الأمم المتحدة وطرحت خطة للموقف الإفريقي من شتى القضايا لفترة ما بعد 2015. فهل نتعلم من الأفارقة التخطيط والتنظيم؟

كلمة أخيرة:

كلما تحدثنا عن استثماراتنا في البنية التحتية جاءت الأمطار وأحرجتنا، فمتى نضع المناطق التي غرقت بالأمطار تحت المجهر لنحاسب المسؤول عن الطرق والإمدادات الصحية لضمان سلامة الجميع وشفافية الاستثمارات أيضاً؟