كييف تستأنف الهجوم على الانفصاليين بعد اغتيال نائب
بايدن يدعم السلطات الأوكرانية وموسكو مستعدة لمواجهة العقوبات وتمنع زعيم التتار من دخول القرم
استأنفت السلطات الأوكرانية أمس الهجوم على انفصاليي الشرق الموالين لموسكو، بعد اغتيال نائب مؤيد للغرب، في وقت زار نائب الرئيس الأميركي جو بادين البلاد لإظهار الدعم للسلطات الانتقالية.
أعلن الرئيس الأوكراني المؤقت ألكسندر تورتشينوف أمس استئناف عملية "مكافحة الإرهاب" التي اطلقت ضد الانفصاليين في الشرق، وعلقت قبل عيد الفصح، وذلك بعد العثور على جثمانين يحملان آثار "تعذيب".وقال تورتشينوف، في بيان: "أطالب قوات الأمن باستئناف عمليات مكافحة الإرهاب للدفاع عن المواطنين الأوكرانيين الذين يعيشون في شرق اوكرانيا ضد الارهابيين"، موضحا انه اتخذ هذا القرار بعد العثور على جثمانين، احدهما، على ما يبدو، لنائب محلي لحزب "باتكيفتشينا" المؤيد للغرب، بزعامة يوليا تيموشينكو، والذي ينتمي إليه هو أيضاً.وأعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية أن طائرة عسكرية أوكرانية أصيبت أمس بنيران أطلقت عليها من مدينة سلافيانسك الواقعة شرق أوكرانيا، التي يسيطر عليها متمردون موالون للروس.وجاء في بيان صادر عن وزارة الدفاع الأوكرانية أن "مجهولين أطلقوا النار على طائرة من نوع اي ان-30 تابعة للقوات الجوية الأوكرانية، كانت تقوم بأعمال مراقبة في اجواء سلافيانسك، ما أدى إلى إصابتها ببضع رصاصات، إلا أنها تمكنت من الهبوط من دون مشاكل".في غضون ذلك، اكد نائب الرئيس الاميركي جو بايدن أمس في كييف ان على روسيا سحب قواتها من اوكرانيا والتوقف عن دعم انفصاليي الشرق، مضيفا: "كنا واضحين، روسيا تجازف بتحمل اكلاف اضافية ومزيد من العزلة".وقال بايدن، في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الاوكراني الانتقالي ارسيني ياتسينيوك، موجها الحديث للمسؤولين الروس، "حان وقت التوقف عن الكلام والبدء بالعمل، يجب ان نشهد اجراءات تتخذ بلا تأخير، فالوقت ثمين".واضاف: "البعض يريد تقطيع اوصال اوكرانيا"، مكررا ان بلاده تقف الى جانب الشعب الاوكراني واوكرانيا موحدة، طالبا من روسيا سحب قواتها من الحدود، حيث احتشدت بإقرار موسكو، وبالتوقف عن دعم "رجال يختبئون خلف اقنعة"، في اشارة الى الانفصاليين شرقا، مكررا ان الولايات المتحدة لن تقر ابدا ضم القرم الى روسيا، و"لا يحق لاي دولة الاستيلاء على اراضي دولة اخرى".من جهته، اعلن تورتشينوف، خلال لقائه بايدن، أن اعمال المتمردين الموالين لروسيا في شرق البلاد تبطل اتفاق جنيف الذي كان يفترض ان يؤدي الى تهدئة في البلاد.وصرح تورتشينوف بأنه "عوضا عن القاء السلاح واخلاء الادارات المحتلة اقدم الانفصاليون على مهاجمة مبنى الشرطة، واحتجزوا رئيس الشرطة في كراماتورسك، ما يبطل اتفاق جنيف"، مضيفا: "مع الاسف ان روسيا ووحداتها الارهابية الموجودة في اوكرانيا ترفض علنا تطبيق اتفاق جنيف المبرم الخميس بين اوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي". روسيا مستعدة للمواجهةفي المقابل، اعلن رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف امس ان بلاده مستعدة لمواجهة عقوبات غربية جديدة تلحق قطاعات اساسية في اقتصادها بسبب ازمة اوكرانيا.وقال ميدفيديف، في كلمة القاها امام مجلس النواب (الدوما)، "انه طريق لا يفضي الى مكان، لكن اذا قرر بعض شركائنا الغربيين سلوكه رغم كل شيء فلن يكون امامنا من خيار الا ان نواجه (الوضع) بقوانا الخاصة وسننتصر".وبعد فرض عقوبات استهدفت شخصيات او مؤسسات مالية روسية بسبب ضم القرم الى روسيا، تنوي الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ايضا اعتماد حزمة جديدة من العقوبات خاصة اقتصادية، فيما الوضع يتدهور في شرق اوكرانيا.واكد ميدفيديف في هذا الصدد "انني واثق من اننا قادرون على الحد من تبعاتها"، مضيفا: "بكل تأكيد لن نوقف تعاوننا مع المؤسسات الاجنبية خاصة الدول الغربية، لكننا سنكون على استعداد لمواجهة اي تدابير غير ودية"، وستتلقى القطاعات التي قد تشملها العقوبات، مثل قطاع الدفاع او التجهيزات، الدعم اللازم من الحكومة.زعيم التتارالى ذلك، منعت روسيا امس زعيم تتار القرم مصطفى جميليف من دخول شبه الجزيرة الاوكرانية خمس سنوات، حسبما اعلن مجلس تتار القرم في بيان.واوضحت المتحدثة باسم المجلس ليليا موسليموفا ان حرس الحدود سلموا جميليف لدى مغادرته القرم صباح امس الى كييف وثيقة رسمية تحظر عليه الدخول الى اتحاد روسيا حتى 19 ابريل 2019. وصرح جميليف بأن "هذا القرار يظهر اي دولة متحضرة نواجهها".لكن مصدرا في قوات امن القرم صرح لوكالة ريا نوفوستي الروسية بأن "الجانب الروسي لم يمنع النائب الاوكراني مصطفى جميليف من دخول القرم"، موضحا ان برلمان القرم ايضا "لم يتخذ اي قرار في هذا الصدد".(بروكسل، موسكو، دونيتسك، كييف،واشنطن - أ ف ب، رويترز)