لم يكن مفاجئاً اختيار البراك أميناً عاماً لـ"حشد"، "فكاريزما بوحمود" وتاريخه يجعلان هذا الأمر متوقعاً، وبحبر "لا مانع" أخضر أيضاً، ولمعلوماتكم ألوان "اللامانع" هي اختراع بيروقراطي ابتكره المسؤولون هنا للتعامل مع حاجات مواطنيهم، فـ"حاجة المواطن" هي أم "الاختراع البيروقراطى"، و"اللامانع" الأخضر -رعاكم الله- يعني أن "دربك خضر" وظهرك "مسنود، مسنود يا ولدي"، والأزرق رسالة لمن يهمه الأمر لينظر إلى معاملتك بحسب "تساهيل جوه"، فإن كانت سماؤه زرقاء صافية فـ"حيهلا"، وإن كان "في الجو غيم" فستدق الشماسي "على "بلاج دُبش" أنت ومعاملتك لتصيفا هناك وتقبضا منه شخصياً! أما "اللامانع" الأسود فمعناه "بِلّ معاملتك واشرب ماءها"!
المفاجئ فعلاً بعد مؤتمر حشد هو "التشابه الصادم" بين لوني"اللامانع" الحكومي الأزرق ولون "لا مانع" المعارضة البرتقالية! مما قد يثير التساؤلات حول متشابهات العمل السياسي بين الحكومة والمعارضة!كما تعلمون أن تأشيرة الحكومة على معاملات البرامج والتعيينات هي تأشيرة "لا مانع" زرقاء تأتي بحسب التساهيل السياسية والمصلحية، فلا برامج واضحة ومحددة زمنياً لها تطرحها مع بداية أدوار الانعقاد، ولا تعيينات لها تأتي بآليات دستورية سليمة! وكما تعلمون أيضاً أن المعارضة كانت تعارض لذات الأسباب، ولكنها مع أول محك ديمقراطي شابه "لا مانعها" البرتقالي مع "لا مانع" الحكومة الأزرق حينما رسما "بفرشاة تساهيل" واحدة فلا طُرح في مؤتمر "حشد" برنامج يوضح المبادئ والأهداف والزمن المحدد لتحقيقها، ولم يتم انتخاب الأمانة العامة وفق آلية ديمقراطية سليمة، بل تم تعيينه تحت مسمى "التزكية"! والتزكية لا محل لها من الإعراب إن وجد مرشح واحد فقط خارج حسبة الثلاثين مقعداً! وقد ظهرت فعلاً بعض الأصوات التي اعترضت على التزكية ولم يلتفت إليها أحد!محزن جداً أن نرى العم السعدون مهدداً الخارجين على مبادئ حشد "بأنهم راح يطلعون بره"، بينما المنتسبون في داخل الديوان لا يعرفون ما هي هذه المبادئ تحديداً! ومحزن أكثر أن ينشغل البراك بمهاجمة "الأسرة" عوضاً عن أن يوضح "شجرة عائلة حشد" من البذرة إلى الثمرة! ومحزن أكثر وأكثر هدم "الحس الانتخابي" عند اختيار الأمانة العامة!ولنتأمل مستقبلاً بألا يجري "سيل الأحزان" جارفاً على أرض "حشد" ليهدم سدود الألوان كلها بينها وبين الحكومة، فيتشابه معنى لون "لا مانع" الحكومة الأسود مع "لا مانعها" البرتقالي، فقد تظهر أصوات "حشدية" يغضبها عدم تحقيق الأهداف فترفع شعار: "ارحل يا البراك"! وهذا أمر ديمقراطي صحي أجازته المعارضة سابقاً لخصومها، فمن لا ينجز يرحل، فهل تقبل بـ"ارحل" هذه أم تجريها على "لا مانع" الحكومة الأسود لتقول: بِلّوا «ارحل - كم» واشربوا ماءها"!... نأمل أن يصمد البرتقالي هذه المرة ويكون "مانعاً" يصعب اجتيازه.
مقالات
«ارحل يا البراك»!
22-03-2014