زعزوع لـ الجريدة•: خطة لتحسين صورتنا... والسائح العربي هدفنا

كشف وزير السياحة المصري هشام زعزوع أن وزارته لديها خطة لتحسين صورة مصر وجذب الاستثمارات السياحية، مشيراً إلى أن الخطة تعتمد بشكل كبير على إقبال الوفود السياحية العربية، وخصوصاً من بلدان الخليج على مصر، لإنقاذ الدخل السياحي في موسم الصيف الجاري، والخروج بأقل الخسائر.

وقال زعزوع  إن حملة «وحشتونا» ساعدت في جذب السياحة العربية، معلناً قرب زيارته إلى الكويت والمملكة السعودية والإمارات والبحرين، في جولة تستهدف زيادة تنشيط السوق، وفي ما يلي نص المقابلة:

• ما تقييمك لحركة السياحة العربية الوافدة إلى مصر في الفترة الماضية، وهل عوضت الخسائر بعد تراجع السياحة الأوروبية؟

- تحركنا خلال الفترة الماضية لجذب السياحة العربية إلى مصر، خصوصاً الخليجية منها، للتوجه إلى شرم الشيخ والغردقة، من خلال الترويج والتنشيط بأسلوب مهني، يتم لأول مرة، مع السوق العربي والخليجي. وسأزور الكويت والسعودية والإمارات والبحرين قريباً من أجل زيادة التنشيط من تلك الأسواق، لأن السائح العربي بالنسبة لمصر مهم جداً، باعتباره يأتي إلى بلده الثاني، ويجب أن يتم العمل على استعادته بعد هدوء الأوضاع في مصر.

• هل نجحت خطة التنشيط فعلياً مع بداية فصل الصيف الحالي؟

- السائح العربي بدأ بالفعل في التوجه إلى مدينتي شرم الشيخ والغردقة، ويتم توفير الخدمات التي يحتاج إليها السائح هناك، كما أن حملة «وحشتونا» ساعدت على نجاح المقصد المصري في جذب السياحة العربية، لأنها كانت موجهة إلى السائح العربي العادي، وتم توجيه أسعار خاصة للسائح العربي، وكانت الرحلة لمدة أربعة أيام تتكلف 400 دولار، ولذا كانت مصدر جذب شديد ولها صدى واسع في السوق العربي، كما أن الطائرات إلى شرم الشيخ والغردقة والقاهرة ومن الأسواق العربية لا توجد عليها أماكن شاغرة، ونتوقع زيادتها نهاية شهر رمضان.

• هل عوضت حملة «وحشتونا» جزءاً من الخسائر حتى الآن؟

- السياحة العربية، وخاصة الكويتية، ساعدت بقوة في رفع نسب الإشغال في فنادق القاهرة، ووصلت على سبيل المثال في فندق «ماريوت» إلى 90 في المئة و»هيلتون رمسيس» إلى أكثر من 70 في المئة، وأصدق دليل على نجاح السياحة العربية واستعادة مصر قوتها في السوق العربي أن هناك طلبات كبيرة على مصر من المغرب العربي ولبنان التي تشهد طلبات كبيرة في عيد الفطر إلى شرم الشيخ، وصلت إلى 13 رحلة من شركة طيران واحدة. وعموماً هناك ضرورة لاستكمال العمل في تنشيط السياحة العربية إلى مصر، وأن تكون المُكوِّن الرئيسي في الفترة المقبلة للسياحة المصرية.

• هل ساعد التحرك السياحي العربي إلى مصر في تحسين الدخل السياحي؟

- نعم، فمتوسط إنفاق السائح كان قد بلغ 85 دولاراً في الليلة الواحدة نهاية العام 2010، لكنه ظل ينخفض حتى بلغ 60 دولاراً العام الماضي، ثم تطور في الربع الثاني من السنة المالية 2013/2014  (أكتوبر/ ديسمبر 2013) ليصل إلى 67 دولاراً في الليلة، وفي الربع الثالث (يناير/ مارس 2014) وصل إلى 72 دولاراً لليلة، وذلك وفقاً لبيانات البنك المركزي المصري وتحويلات الفنادق، ما يعني تطوراً إيجابياً في الدخل السياحي يتوقع معه أن يتطور بصورة أكثر إيجابية إذا استمر تطور الإنفاق السياحي بذات المعدل، مع مزيد من تدفق الحركة السياحية، وهو ما يساعد على إنهاء العام بأقل الخسائر في القطاع السياحي، وربما استطعنا الوصول إلى أفضل نتائج في الدخل السياحي منذ ثلاثة أعوام.

• يلاحظ الاهتمام بالترويج للسياحة في البحر الأحمر على حساب جنوب سيناء مثلاً؟

- الوزارة بدءاً من شهر مارس الماضي بعد الحظر الذي فرضته ألمانيا و15 دولة أوروبية أخرى على جنوب سيناء، قامت بتحويل الحركة من جنوب سيناء إلى البحر الأحمر، بالتعاون مع عدد من منظمي الرحلات في الخارج، وأدى ذلك إلى ارتفاع نسب إشغال الفنادق في الغردقة ليصل ما بين 75 في المئة و80 في المئة، كما ساعد على استمرار الطلب على مصر بما يساعد على عودة السياحة إلى طبيعتها سريعاً.

• ما رؤيتكم لإنقاذ السياحة الثقافية التي تضررت خلال السنوات الماضية؟

- السياحة الثقافية تأثرت كثيراً نتيجة التوترات التي شهدتها القاهرة وتأثرت بها الأقصر وأسوان، لأن في أغلب البرامج السياحية الثقافية يكون الترويج لتلك المناطق مجتمعة، وهناك اتصالات بخمسة أسواق في أوروبا متخصصة في السياحة الثقافية والنيلية لاستعراض رأيها في كيفية استعادة الحركة، وسيكون هناك تنسيق مع كل شركات الطيران العارض في دول إنكلترا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا، بالإضافة إلى مصر للطيران.

• ماذا عن ملف الاستثمار السياحي، هل هناك تنشيط في هذا الملف بعد تراجع شهده خلال السنوات القليلة الماضية؟

- هناك خطة إعلامية وإعلانية ستنفذها الوزارة لتحسين الصورة الذهنية عن مصر، ما ينعكس على جذب مزيد من الاستثمارات السياحية، وفي هذا الإطار يتم الإعداد لفعاليات الخاصة بتنشيط الاستثمارات إلى مصر والسياحية منها بصفة خاصة، وسيتم دعم المستثمرين بتيسيرات عِدة لتشجيعهم على الاستثمار في السوق المصري.

• ما استراتيجية الوزارة في التحرك مع الأسواق الأوروبية لرفع حظر السفر عن جنوب سيناء؟

- هناك اتصالات مستمرة مع السفير الألماني بالقاهرة هانس يورج هابر، منذ إعلان ألمانيا حظر السفر إلى جنوب سيناء، وما تبعه من إعلان العديد من الدول الأوروبية، حيث أبلغني السفير الأسبوع الماضي أنه من المنتظر في غضون أيام أن ترفع الحكومة الألمانية حظر السفر إلى مدينة شرم الشيخ، وسيكون له بالغ الأثر في أن تحذو كثير من الدول الأوروبية حذوها.

• هناك مطالبات بتطوير منطقة الأهرام الأثرية، ما الخطوات التي وصلتم إليها في هذا السياق؟

- التطوير الكبير الذي قامت به وزارة السياحة لمنطقة الأهرام شهد به الجميع، حيث تم تنفيذ العديد من الإصلاحات، وأصبحت معها المنطقة نظيفة وممهدة وتصلح لاستقبال السُياح بصورة مثالية، حيث تم رصف الطريق وتوفير أماكن انتظار السيارات والأتوبيسات، إلى جانب تطوير الأكشاك الخاصة بهيئة تنشيط السياحة والشرطة وأكشاك البائعين، بالإضافة إلى التعاون مع أهالي المنطقة المتعاملين مع السياح من الخيالة والجمّالة، وتم الاتفاق على أسعار الخدمات في المنطقة.