روحاني ينال مصادقة خامنئي على رئاسة إيران ويؤدي اليمين

Ad

شهد الربع الأخير من عام 2013، الذي أتخمت الأحداث السياسية أوله وأوسطه، تحولاً تاريخياً على الساحة الإيرانية بدءاً من وصول رئيس وسطي إلى قيادة الجمهورية الإسلامية ومروراً بالتقارب غير المسبوق مع الولايات المتحدة الأميركية ووصولاً إلى الاتفاق النووي التاريخي مع الدول الست الكبرى، الذي دشن أولى الخطوات على طريق طويل نحو حل جذري لأكبر مشكلات العالم وهي البرنامج النووي المثير للجدل.

وبخلاف الدور الذي تلعبه في سورية وتمسكها بمساندة نظام الرئيس بشار الأسد حتى النهاية، حاولت إيران خلع ثوبها وبدأت مع اكتساح الرئيس الإصلاحي حسن روحاني لانتخابات الرئاسة مدفوعاً باليأس الشعبي من المحافظين وتشديد الخناق الغربي على البلاد اقتصادياً، اعتماد لغة جديدة أكثرها تودداً كان مع الجانب الأميركي المنقطعة علاقتها معه منذ عام 1979 عند اجتياح طلاب غاضبين سفارة واشنطن في طهران.

وبات الاتصال المفاجئ بين الرئيس الأميركي باراك أوباما وروحاني على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر أهم محطة في هذا التحول، الذي جلس بعده أعداء الأمس على طاولة واحدة للتفاوض وأعقبه دفاع مستميت من قبل إدارة أوباما على عدم توقيع مزيد من العقوبات على إيران مقابل التزامها بالسماح بتفتيش المواقع المشتبه في عملها على إنتاج السلاح النووي.

واصطدمت مساعي الرئيس الجديد بالحرس الثوري، الذي يسيطر عليه المتشددون، وشُن هجوم قوي على روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف الذي لمع نجمه واستقبل استقبال الأبطال في طهران بعد التوصل الى «اتفاق جنيف»، إلا أن المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي أبقى الخلافات في إطار مقبول مانعاً تفجرهاً عبر اتخاذه موقفاً وسطياً من الطرفين، فانتقد بعض «شطحات» روحاني، ودعا «الحرس» إلى البقاء بعيداً عن السياسة.

وفيما يلي أبرز الأحداث دون ترتيب تواريخها:

السبت 3 أغسطس 2013:

تسلم الرئيس روحاني مهامه الرسمية في مراسم حضرها خامنئي، غداة تصريحات أثارت جدلا حول إسرائيل العدو اللدود لإيران. وبعد مراسم رسمية جرت في مقر المرشد الأعلى بحضور كبار مسؤولي البلاد، ليصبح بذلك روحاني (64 عاماً) الرئيس السابع للجمهورية الإسلامية. وانتخب روحاني في 14 يونيو في الدورة الأولى من الانتخابات بأصوات 51% من المقترعين، رئيساً للبلاد خلفاً لمحمود أحمدي نجاد، الذي شهدت السنوات الثماني من ولايته توتراً متكرراً مع الغرب، ولاسيما بخصوص الملف النووي.

الجمعة 27 سبتمبر 2013:

في ختام أسبوع دبلوماسي مكثف، توّج التقارب الأميركي- الإيراني باتصال تاريخي بين الرئيس باراك أوباما ونظيره حسن روحاني، أعلنه الأول وكشف محتواه الثاني وتناول في مجمله المحاولات الجارية للتوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني.

ففي إعلان صريح عن سقوط 35 عاماً من القطيعة قال أوباما، في تصريح صحافي في البيت الأبيض: «تحدثت للتو مع الرئيس حسن روحاني»، مضيفاً: «وقد بحثنا في محاولاتنا الجارية للتوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي».

وبينما أشار أوباما إلى أن هذه المكالمة، التي تلقاها روحاني وهو في طريقه إلى المطار مغادراً نيويورك، هي «أول اتصال بين الرئيسين الأميركي والإيراني منذ 1979 مما يدل على الريبة العميقة القائمة بين بلدينا»، كشف روحاني، الذي كتبت تحركاته وتصريحاته خلال الأسبوع الماضي في الأمم المتحدة، «نهاية أحد محرمات الثورة الإسلامية في 1979»، عن فحوى الاتصال غير المسبوق على هذا المستوى، مؤكداً أنه أبلغ أوباما أن «الموضوع النووي لا يتعلق بحقوق الشعب فحسب، بل إنه يرتبط بكبرياء وشموخ الإيرانيين أيضاً».

الأحد 24 نوفمبر 2013:

بعد ماراثون شاق أنهك المشاركين فيه ومتابعيه على حد سواء، اجتازت الدول الست الكبرى وإيران أولى الخطوات نحو اتفاق شامل لاحتواء البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية، في تطور اعتبره الغرب تمهيداً لقطع الطريق أمام طهران لتصنيع قنبلة نووية وتأمين المنطقة، بينما رأته حكومة الرئيس روحاني اعترافاً دولياً بحق بلاده في امتلاك التكنولوجيا النووية وتخصيب اليورانيوم.

ونص الاتفاق، الذي كلفت ممثلة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون بإعلانه بحضور جميع وزراء خارجية مجموعة «5+1» إضافة إلى نظيرهم الإيراني محمد جواد ظريف، على «خطة عمل تستمر 6 أشهر»، تلتزم خلالها إيران بعدة شروط مقابل الحصول على ضمانات بعدم توقيع عقوبات جديدة وإلغاء أخرى.

الخميس 29 أغسطس:

بعد أيام من إعلان البحرية الإيرانية تطوير صواريخ وطوربيدات الغواصات المتوسطة وتصنيع غواصات ثقيلة خلال العام الحالي، كشفت طهران عن تدشين «رادار المنظومة التدريجية» القادر على رصد وتعقب أي طيران، إضافة إلى نشر منصات لمنظومات الدفاع الجوي وطائرات بدون طيار بإشراف الأركان العامة للجيش على حدود البلاد.

الخميس 23 مايو2013:

وصف وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، قيام إيران بتجنيد المتجسسين وضلوعها في الخلية التجسسية التي اكتشفتها الداخلية السعودية بـ»الموقف العدائي»، مؤكداً «اتخاذ موقف متعدد المستويات لوأد هذه الأعمال التي تتناقض مع أطروحات طهران في تحسين العلاقات مع جيرانها». وشدد الفيصل، على «تباين الموقف الإيراني بين الخطاب القولي والممارسة العملية القائمة على التدخل المستمر والمتكرر في الشؤون الداخلية».

السبت 25 مايو 2013:

أتبع الفيصل دعوة مجلس التعاون الخليجي لإيران بالالتزام التام بمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدوله، بتحذير شديد اللهجة لطهران بضرورة «الابتعاد عن لغة التهديد وعدم إشعال المنطقة». وفي اليوم نفسه، كشف نائب القائد العام لقوات الحرس الثوري العميد حسين سلامي عن امتلاك الحرس لآلاف الصواريخ الجاهزة للإطلاق لاستهداف المصالح الحيوية للأعداء في المنطقة.

الخميس 29 أغسطس 2013:

في سابقة في تاريخ الجمهورية الإسلامية، قرر الرئيس الإيراني تعيين الدبلوماسية مرضية أفخم ناطقة باسم وزارة الخارجية، وسط ترقب الإيرانيين تعيين أول سفيرة للبلاد منذ قيام الثورة الإسلامية 1979. وأفخم، التي أصبحت أول امرأة تتولى هذا المنصب، تعمل في الخارجية منذ نحو ثلاثين عاماً وتشغل منذ 2010 منصب مديرة الإعلام والدبلوماسية العامة فيها، وهي تتحدث اللغتين الانكليزية والفرنسية بطلاقة.

الثلاثاء 5 فبراير 2013:

استقبلت العاصمة المصرية الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في زيارة هي الأولى لرئيس الجمهورية الإسلامية في إطار مشاركته في القمة الإسلامية الثانية عشرة في القاهرة، وبهذا الحدث، تطوي القاهرة وطهران سنوات القطيعة، التي بدأت منذ الثورة الإسلامية عام 1979، وعقد الرئيسان السابقان محمد مرسي ونجاد قمة ثنائية على هامش أعمال القمة، التي عقدت في ظل ظروف بالغة التعقيد في مصر والمنطقة.

الاثنين 4 نوفمبر2013:

قبل أيام من إحياء الذكرى الرابعة والثلاثين لاحتلال السفارة الأميركية في طهران، أكد الحرس الثوري تمسكه بشعار «الموت لأميركا»، الذي يتردد أثناء الاحتفالات الرسمية، وذلك رغم اللهجة الجديدة التي تعتمدها إدارة روحاني. وقال الحرس الثوري، على موقعه الرسمي، إن «شعار الموت لأميركا هو رمز مقاومة وتصميم الأمة الإيرانية في مواجهة هيمنة الولايات المتحدة التي هي أمة قمعية لا تستحق الثقة».

وأضاف أن «الحقد الثوري للإيرانيين سيسمع عبر شعار الموت لأميركا في 13 إبان (الرابع من نوفمبر)، مشيراً إلى أن «قضايا تجسس الولايات المتحدة على المكالمات الهاتفية ضد الحكومات والسكان في دول أخرى تشكل الدليل على أنه لا يمكن أن نثق بالمسؤولين في البيت الأبيض».

السبت 26 أكتوبر 2013:

صبيحة ليلة دامية قتل خلالها 17 عنصراً من حرس الحدود الإيراني في منطقة جبلية على الحدود مع باكستان، أعدمت طهران 16 متمرداً شنقاً. وأكد المدعي العام في محافظة سيستان بلوشستان محمد مرضية أن «ستة عشر متمرداً مرتبطين بجماعات مناهضة للنظام أعدموا شنقاً في سجن زهدان (كبرى مدن المحافظة) رداً على مقتل حرس الحدود في سرفان»، مضيفاً: «لقد حذرنا مجموعات المتمردين من أن أي هجوم يستهدف السكان المدنيين أو أفراد قوات الامن لن يبقى بدون رد».

وكانت وكالة الأنباء الرسمية «إرنا» أفادت بأن 17 عنصراً من قوات حرس الحدود الإيراني قتلوا في اشتباكات مع مسلحين علی حدود مدینة سراوان جنوب شرق محافظة سیستان وبلوجستان بشرق إیران، مشيرة إلى جرح سبعة جنود وخطف 8 من المنطقة الواقعة على الحدود مع باكستان.