ذكرت رئيسة مكتب الإيدز والإحصاءات والمعلومات في وزارة الصحة ومقررة اللجنة الوطنية الدائمة لمكافحة الإيدز د. هند الشومر أن أحدث الدراسات بمركز التحكم والوقاية من الأمراض بالولايات المتحدة الأميركية تشير إلى قرب التوصل إلى تطعيم واق من العدوى بفيروس الإيدز بعد اجتيازه المراحل التجريبية، وهو ما سيضيف الجديد للاستراتيجيات الوقائية للمجموعات ذات الخطورة العالية مثل حالات نقل الدم المتكرر للمصابين بأمراض الدم وحالات الغسل الكلوي وحالات الأطفال المعرضين للعدوى، مؤكدة أن مكتب الإيدز والإحصاءات والمعلومات بوزارة الصحة يحرص على التواصل المستمر مع المنظمات الدولية والإقليمية والخليجية ومتابعة أحدث المستجدات والبحوث العالمية للوقاية من العدوى بالفيروس الذي بلغ عدد حالات المتعايشين معه 34 مليونا على مستوى العالم طبقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية لعام 2012.

Ad

يوم الإيدز

وأضافت الشومر في كلمة لها بمناسبة الاحتفال بيوم الإيدز العالمي الذي يصادف الأول من ديسمبر من كل عام أن دولة الكويت تعتبر من الدول ذات المعدلات المتدنية في نسبة انتشار العدوى بالفيروس، نظراً للاستراتيجيات والإجراءات الصارمة التي تتخذها وزارة الصحة لضمان مأمونية نقل الدم وفحص المتبرعين بالدم، إلى جانب تطبيق إجراءات وسياسات التعقيم ومنع العدوى في المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية وفي الأماكن ذات الأهمية الخاصة مثل مراكز غسل الكلى وزراعة الأعضاء بالإضافة إلى ما يتمتع به أفراد المجتمع من مستوى عال من الوعي الصحي والحرص على النظافة الشخصية واتباع السلوكيات الاحترازية الواقية من العدوى بالفيروس.

وقالت الشومر إن نظام فحص العمالة الوافدة بالبلاد المصدرة لتلك العمالة بالإضافة إلى إعادة الفحص قبل الحصول على الإقامة بالبلاد وإجراء الفحوصات قبل التعيين في الوظائف الحكومية تعتبر احدى الاستراتيجيات الناجحة للوقاية من انتشار العدوى بفيروس الإيدز، مضيفة أن هناك العديد من المفاهيم الخاطئة التي كانت سائدة من قبل بشأن طرق انتقال العدوى بالإيدز وقد آن الأوان لتصحيحها بعد الدراسات الحديثة وتحليل وبائيات المرض وطرق انتقال العدوى التي من بينها احتمالات حدوث العدوى بالفيروس بسبب إجراء عمليات جراحية طارئة أو نقل دم خارج البلاد في أماكن لا تطبق بها سياسات وبروتوكولات منع العدوى على النحو الصحيح.

وعن انتقال العدوى بالإيدز من الأم المصابة إلى الجنين أثناء فترة الحمل أو خلال الولادة أو عن طريق الرضاعة الطبيعية ذكرت رئيسة مكتب الإيدز والإحصاءات والمعلومات بوزارة الصحة أن انتظام الأم الحامل المصابة بالعدوى على العلاج طوال فترة الحمل يقي الجنين من احتمالات العدوى وقد أظهرت دراسة وبائيات المرض بدولة الكويت ميلاد أطفال أصحاء من أمهات مصابات بالعدوى ولكن كن حريصات على أخذ العلاج للإيدز طوال فترة الحمل. ومن حيث احتمالات حدوث العدوى بسبب الإبر الملوثة بالدم أو عن طريق الوشم وثقب الأذن حذرت الشومر من تبادل الإبر الملوثة بالدم أو التهاون في إجراءات التعقيم ومنع العدوى في مجال الحقن والوخز بالإبر وثقب الأذن.

إجراءات وقائية

وقالت الشومر إن دولة الكويت كانت من أوائل الدول التي بادرت باتخاذ العديد من الإجراءات الوقائية والعلاجية للوقاية من الإيدز منذ اكتشاف العدوى بالفيروس في بداية الثمانينيات من القرن الماضي، حيث تم تشكيل لجان فنية وقانونية ولجنة للتوعية الصحية، كما استضافت دولة الكويت عدة مؤتمرات عالمية حضرها مكتشف الفيروس مونتانييه ولفيف من الاستشاريين والمتخصصين ومدراء البرامج الوطنية بدول العالم المختلفة وخبراء منظمة الصحة العالمية والمنظمات الدولية.

وأشارت إلى أن وزارة الصحة كانت سباقة في وضع الخطط والاستراتيجيات الوطنية للكشف عن الفيروس والاكتشاف المبكر للعدوى به وتوفير التقنيات الحديثة للتشخيص إلى جانب توفير الأدوية اللازمة للعلاج وفقاً لأحدث البروتوكولات العالمية، لافتة إلى أن المرسوم بالقانون رقم 62 لسنة 1992 تضمن المواد التي تحمي حقوق المصابين بالعدوى بالفيروس بالخصوصية وسرية المعلومات إلى جانب المواءمة بين حقوق المصابين وحقوق المجتمع. كذلك فإن القانون رقم 31 لسنة 2008 بشأن الفحص الطبي للراغبين في الزواج ولائحته التنفيذية يعتبر احدى الأدوات التشريعية الهامة للوقاية من العدوى بالإيدز والكشف عن الإصابة به في وقت مبكر وحماية أسرة المستقبل من احتمالات انتقال العدوى بالفيروس.

وشددت على حرص وزارة الصحة على توفير الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية لجميع حالات المصابين بالعدوى ووفقاً لأحدث البروتوكولات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية. وذكرت الشومر أن الوزارة تحرص على التواصل مع برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز ومنظمة الصحة العالمية والمنظمات الدولية من خلال المشاركة في الاجتماعات الاستشارية الدولية والإقليمية والخليجية والمؤتمرات كما قامت دولة الكويت بتقديم التقارير الوطنية المطلوبة ضمن التزامات الدولة بمتابعة تنفيذ الأهداف الإنمائية للألفية الصادرة عن اجتماع قمة الأمم المتحدة للألفية المنعقد في عام 2000 حيث يوجد نص واضح بأحد الأهداف الإنمائية للألفية (الهدف السادس) بالتصدي للإيدز والحد من العدوى بالفيروس المسبب له وتطبيق استراتيجية التحكم والسيطرة في العدوى بفيروس الإيدز وتوفير العلاج اللازم للحالات المصابة وخفض معدلات الوفيات بسبب مضاعفات العدوى بفيروس الإيدز إلى جانب تطبيق مبادئ ومعايير حقوق الإنسان ضمن استراتيجيات الوقاية والتصدي للإيدز.

خفض العدوى

وحول شعار يوم الإيدز العالمي لهذا العام، نبهت رئيسة مكتب الإيدز والإحصاءات والمعلومات بوزارة الصحة إلى أن شعار هذا العام والأعوام من 2011- 2015 هو العمل على خفض حالات العدوى الجديدة إلى الصفر إلى جانب خفض حالات الوفيات بسبب العدوى بالفيروس إلى صفر أيضاً والقضاء التام على الوصمة والتمييز وهو ما يعرف بالأصفار الثلاثة والتي يمكن تحقيقها من خلال الاستراتيجيات الوقائية والعلاجية والتوعية ودمج مبادئ ومعايير حقوق الإنسان ضمن سياسات وبرامج التصدي للإيدز والوقاية منه.

ولفتت رئيسة مكتب الإيدز والإحصاءات والمعلومات إلى أهمية تفاعل قطاع التعليم مع تحديات التوعية والوقاية من الإيدز من خلال تطوير برامج التوعية والمناهج الدراسية بالمراحل التعليمية المختلفة إلى جانب دمج المفاهيم الصحيحة للوقاية من العدوى بالإيدز ضمن المناهج التعليمية والأنشطة المدرسية وهو ما أكدته توصيات الدراسة المشتركة التي أجرتها الشومر مع اللجنة الوطنية لليونسكو بدولة الكويت ويتم حالياً متابعة تنفيذ توصيات تلك الدراسة بالتنسيق مع القيادات التربوية والتعليمية بوزارة التربية.

وعن الدراسات والبحوث الوطنية الخاصة بالإيدز ذكرت الشومر أنه تم إعداد قاعدة معلومات وطنية عن البحوث والدراسات التي تم إجراؤها بدولة الكويت واشتملت على بحوث لقياس المعارف والاتجاهات والسلوكيات لدى عدة فئات من المجتمع إلى جانب دراسات أكاديمية قام بها باحثون من جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب وتم نشرها بالمراجع المحكمة عالمياً وبالمؤتمرات الطبية.

واختتمت مقررة اللجنة الوطنية الدائمة لمكافحة الإيدز تصريحها بمناسبة يوم الإيدز العالمي بالإعراب عن تفاؤلها بإمكانية التصدي للتحديات المتعلقة بالوقاية من العدوى بالإيدز واستمرار تطبيق المبادرات الناجحة للوقاية من الإيدز والاستفادة من الإيجابيات التي تحققت منذ بداية تطبيق الأهداف الإنمائية للألفية في عام 2000 وذلك للاستمرار في تطبيق البرامج مع بداية الأهداف الإنمائية الجديدة والتي تستعد دول العالم لبدء تنفيذها اعتباراً من عام 2015 بعد إقرارها بصفة نهائية من قمة الأمم المتحدة لعام 2015، مؤكدة أن البحوث والاكتشافات العلمية الجديدة تفتح أبواب الأمل أمام الحالات المصابة بالعدوى بالإيدز والحالات ذات الخطورة العالية للعدوى به.