أوباما... الأسوأ في تاريخ العرب!
لم يمر على العرب منذ سطوع نجم الولايات المتحدة الأميركية وهيمنتها على العالم في منتصف القرن الماضي رئيس أسوأ من الرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما، فقد شهد العالم العربي أفظع فتراته الحديثة في عهد هذا الرئيس، إذ قتل عشرات الألوف من العرب في سورية بجميع أنواع الأسلحة التقليدية وغير التقليدية في جرائم لم يتغاض عنها المجتمع الدولي منذ عقود سوى في سورية، ولم يشهد العالم أيضاً منذ سنوات تجمد عشرات اللاجئين من الأطفال والنساء من البرد والصقيع في مخيمات لا تستطيع حتى منظمات الإغاثة الدولية بما فيها منظمات الأمم المتحدة الوصول إليها كما يحدث الآن في سورية.حتى إن حرب الأيام الستة (5 يونيو 1967) التي هزم فيها العرب، وكانت نكبة مدوية لهم، لم تعارض أميركا القرار رقم 242 في مجلس الأمن الدولي الذي حفظ حقوقنا ومنع سفك المزيد من الدماء العربية، وحد من عمليات تهجير ضخمة للفلسطينيين، ولكن أوباما ذلك الرئيس الأول المتحدر من الأقليات العرقية الأميركية كان صدمة العرب وأكثرهم إيذاء لهم، وأوباما الذي ورث الإمبراطورية الأميركية وهيمنتها يريد أن يديرها بفكر (الانعزاليين الجدد) أي الهيمنة على العالم دون دفع ضريبة ذلك والقيام بواجباتهم تجاه البشرية وهو فكر يشبه أوهام حركات "الهيبز" ومناهضي قتل الحيتان! بينما الواقع أن العالم مكان فيه مخاطر يجب أن يتصدى لها من يريد أن ينعم بثرواته ويتزعمه، لذا لا يصلح منطق وفكر تجمع متطوعي جنوب أحياء شيكاغو لإدارة مشاكل وتحديات كوكب الأرض.
والأمر المحزن أن ضمير وأخلاقيات أوباما سمحت له أن يخرج علينا بعد الصور المروعة لقتل السوريين بالأسلحة الكيماوية في الغوطة بمشهد تمثيلي في خطاب يتوعد فيه بأن هذه الجريمة ضد الإنسانية لن تمر دون عقاب بينما كان وزير خارجيته جون كيري يعقد صفقة مع الروس لتدمير الأسلحة الكيماوية السورية لضمان أمن إسرائيل والأوروبيين عبر البحر المتوسط مقابل إفلات النظام السوري من العقاب، ويمهد كذلك لصفقة أخرى مع الإيرانيين بشأن سورية مقابل حلحلة الملف النووي الإيراني، بينما ضمير الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب لم يسمح أن يرى مآسي الصومال الإنسانية دون أن يتدخل وكذلك الرئيس بيل كلينتون الذي تدخل بعد مذابح سبرنيتشا في البوسنة والهرسك رغم التحديات الروسية الكبيرة له. وأوباما أيضاً هو الرئيس الأميركي الأشد قتالاً من أجل تحييد سيطرة دول الشرق الأوسط على سوق الطاقة، ويبشر بذلك في خطاباته ويدعو إلى نشر التكنولوجيا الحديثة للنفط الصخري لتحقيق ذلك للصين والهند ودول أخرى، حتى إن كلام أوباما في القاهرة ورسالته للعرب بعد انتخابه في المرة الأولى في 2008 لم يلتزم به ولم نر نتائجه في القضية المركزية في المنطقة المتعلقة بفلسطين.ويبدو أن ما يفعله الرئيس أوباما ذلك الأكاديمي الذي يطبق بعض التوجهات الانعزالية التي تسود لدى الأميركيين مؤخراً الذين ينزعون إلى فكر مشابه للسويديين والسويسريين ويريدون في نفس الوقت أن يحكموا العالم ويتمتعوا بالأفضلية فيه، يكررون ما فعله البريطانيون والفرنسيون مع أدولف هتلر في بداية القرن الماضي من تغاضٍ عن أفعاله وجرائمه وكانت نتائجه مآسي عالمية، لذلك فإن الكوارث الإنسانية التي يتعرض لها الشعب السوري في قلب الشرق العربي والمواجهات الطائفية التي تحتدم فيه ستكون لها تداعيات كبيرة في المنطقة والعالم، كما أن كل مأساة لطفل وامرأة وجريمة ضد الإنسانية وقعت في الشام واستدعت الحركات المتطرفة لمواجهتها بعد حالة اليأس من المجتمع الدولي بسبب صفقات واشنطن مع موسكو وطهران يتحمل تبعاتها الإنسانية والتاريخية شخصياً السيد باراك حسين أوباما.