بكركي تسير على «خيط رفيع» بين معراب والرابية

نشر في 12-02-2014 | 00:01
آخر تحديث 12-02-2014 | 00:01
No Image Caption
جعجع وعون يفندان «وثيقة بكركي» كل على طريقته والراعي يشيد بهما
بدا أمس أن البطريركية المارونية تسير على «خيط رفيع» بين معراب والرابية. فبينما كان البطريرك الماروني بشارة الراعي يغادر لبنان الى روما، عقد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع مؤتمراً صحافياً خصصه لمناقشة «وثيقة بكركي» بالتزامن مع المؤتمر الصحافي الاسبوعي لتكتل «التغيير والإصلاح» الذي يرأسه النائب ميشال عون خصص أيضا لتوضيح موقف عون من الوثيقة، وذلك بعد ترحيبه بها على عجل في يوم عيد القديس مارون بعد أيام من الصمت.

في هذا السياق، رفض البطريرك الماروني بشارة الراعي أمس من مطار بيروت قبيل توجهه الى الفاتيكان ضمنا تشكيل «حكومة أمر واقع»، معتبراً أن تشكيل حكومة لا تحوز ثقة المجلس النيابي تمس كرامة رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام.

وقال الراعي: «منذ عشرة أشهر وبالتحديد من هنا من المطار، كنت أقول دائما انني مع تشكيل حكومة، اليوم قبل غد، لأن الوقت أصبح قصيرا جدا، ولدي أمنية أريد أن أقولها بإصرار، إنه إذا تشكلت حكومة كما يريدها الجميع في لبنان، يجب ألا تشكل أزمة، برأيي ليس الوقت مناسبا لخلق أزمة جديدة وليس من كرامة لا فخامة رئيس الجمهورية ولا من كرامة الرئيس المكلف ان تشكل حكومة لا تنال الثقة في مجلس النواب، وهذا الامر يتعلق بكرامة رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، هذا غير واقعي بأن ينتظروا عشرة اشهر لتشكيل حكومة لا تحصل على الثقة، وأنا أعتقد هنا أن كرامتهما ستمس بالعمق كما تمس كرامة جميع اللبنانيين بذلك. وأعيد وأؤكد أننا مع تشكيل حكومة اليوم قبل غد، على ألا تشكل أي أزمة وأن تكون حكومة تهيئ فعلا للاستحقاق الاساسي الذي هو يمثل بانتخاب رئيس جديد للجمهورية».

أما النائب البطريركي العام المطران بولس صياح فقد صرح: «يبدو أن رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون وجد نفسه أمام واقع ظهر وكأنه يتجاهل الحجم الذي يشغله في مجلس النواب»، لافتاً إلى أن «عون لديه أكبر كتلة نيابية في المجلس، وخطأ كبير إذا تم تشكيل حكومة من دون التشاور مع عون».

وعن مبدأ المداورة في الحقائب، رأى صياح أنه «أمر محبذ، إنما في الواقع وفي حكومة ستدوم شهرين أو 3 أشهر، فإن هذه المداورة لن تسمح للوزير الجديد أن يدخل إلى الوزارة ويكون فاعلاً فيها»، متسائلاً: «هل ستخدم المداورة البلاد والقضية اللبنانية والوزارات؟»، مشدداً على «اننا لا ندخل في مسألة الحقائب بل نتحدث عن المبادئ»، داعياً إلى «تأليف حكومة جامعة، تجمع بين كل أطياف المجتمع اللبناني، لتكون ميثاقية ولتعيش، إذ انه لا يمكن لأحد ان يعزل الفريق الآخر ويحكم البلاد بمفرده».

جعجع

وأشار رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الى أنه «بعد 4 ايام من وثيقة بكركي قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن لا وجود للبنان من دون المقاومة أي لا وجود للبنان من دون دويلات حزب الله»، مضيفا «هناك مشروعان مطروحان، وهما مشروع وثيقة بكركي ومشروع دويلة حزب الله وعلى كل شخص ان يختار».

وإذ ذكر بمضمون وثيقة بكركي، لفت جعجع الى أن «المذكرة تشير الى أنه للمحافظة على التركيبة اللبنانية، يجب ان يكون لبنان على الحياد باستثناء القضية الفلسطينية طبعا وحزب الله ذهب الى سورية للقتال، وبالتالي لدينا مشكلة اساسية هنا بضرب الميثاقية اللبنانية وإغراق لبنان بكل ما نشهده من عدم استقرار أمني وسياسي»، موضحا ان «من يؤيد مذكرة بكركي يجب ان يكون مع حصرية السلاح مع القوى الشرعية اللبنانية».

وفي وقت لاحق اتصل الراعي بجعجع وشكره على «تفنيده» للوثيقة وتبنيه لها.   

كنعان

وكان عون عبّر عن ترحيبه بوثيقة بكركي على عجل لدى لقائه الراعي في بكركي، واعداً بموقف تفصيلي بعد اجتماع تكتل «التغيير والإصلاح». وبدلا من أن يتحدث عون كما درجت العادة كل ثلاثاء، خرج عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب إبراهيم كنعان الى الإعلام أمس مؤكداً بعد اجتماع التكتل أن «التكتل لم يؤيد مذكرة بكركي دون أن يتمعن بها، لأنه لا يمكننا أن نؤيد مذكرة دون أن نتأكد أن بنودها الرئيسية تنسجم مع تطلعاتنا ومبادئنا»، مشدداً على أن «النقاط الرئيسية في المذكرة وطنية وليست مسيحية».

وأشار بعد اجتماع التكتل الأسبوعي إلى أن «وثيقة بكركي تذكر بالميثاقية وبماذا تعني الميثاقية»، لافتاً إلى أنها «تكلمت عن الميثاق الذي ليس مجرد تسويات عابرة نتراجع عنها في أوقات تضارب المصالح والخيارات».

ولفت إلى أن «المذكرة تتكلم عن المشاركة الفعلية بين المكونات اللبنانية وهذا وارد أيضا في النظام السياسي»، وقال: «وثيقة بكركي تؤكد أنه لا شرعية لأي سلطة تناقض العيش المشترك وانه لا أحد منا يحدد وحده الخيارات الوطنية بل إن السلطة التي تنشأ هي من تحدد هذه الخيارات». وأضاف أن «المذكرة طرحت الحياد للحفاظ على التنوع، وهذا يعني أن الحياد مطلوب للملفات الداخلية، وهذا أمر لا يكون من دون قدرة ومن دون قوة، ومن هنا ربطت المذكرة الحياد بقوة لبنان بالجيش والقوى الأمنية وخيارات لبنان العربية كالقضية الفلسطينية».

قباني: ابني لم يتزوّج مدنياً

رد المكتب الإعلامي لمفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني على أنباء أن نجل المفتي تزوج زواجاً مدنياً، مؤكداً أن «المفتي أفتى بحرمة عقد الزواج المدني، لأن أحكامه مخالفه لأحكام الشريعة الإسلامية الواجبة التطبيق على المسلمين في أحوالهم الشخصية، ويناقض أحكام القرآن الكريم والسنة النبوية، ونجله الشيخ راغب قباني عقد قراناً شرعياً في مسجد ومركز رابطة الشباب المسلم في البرازيل»، متهماً «جهات لا تخفى على أحد» بـ«شن حملة سياسية وإعلامية مبرمجة ومنظمة ضد المفتي».

back to top