توقف التنمية... من المسؤول؟
قبل أربعين عاما كانت دولة الكويت تلقب بـ"دانة الخليج" بسبب نهضتها وتقدمها وتفوقها على سائر دول الخليج في شتى المجالات العمرانية، والاقتصادية، والثقافية، والتعليمية، والفنية، والرياضية، والصحية، والإعلامية، وكانت بحق "دانة الخليج".أما الآن فإن دول الخليج جميعها قد سبقتنا بكثير في شتى المجالات ونحن ما زلنا "مكانك راوح"!
والسؤال الذي يتبادر إلى ذهن كل مواطن غيور على الكويت: ما السر في تأخر الكويت عن دول المنطقة؟كنت في زيارة لأحد الدواوين الكويتية في منطقة حطين واستمعت إلى وجهة نظر أحد الصحافيين المشهورين، حيث قال: "إن مجلس الأمة هو السبب في تأخرنا عن دول الخليج وأنه حجر عثرة في طريق التنمية... وهو الذي يعرقل المشاريع الحكومية بسبب كثرة استجواباته التي يقدمها للحكومة وليس لها أي فائدة تذكر"!لم يعجب كلامه الحضور، فرد عليه أحدهم قائلا: إذا كان مجلس الأمة هو سبب تعطيل التنمية في البلد بسبب كثرة استجواباته التي عادة ما تنتهي بحل المجلس، فماذا قدمت الحكومة أثناء فترة حل المجالس السابقة 1976 ـ 1986؟ أكثر من ربع قرن والحكومة لم تبن مستشفى جديدا مع العلم أن التركيبة السكانية قد وصلت ذروتها، فتعداد السكان حاليا 4 ملايين تقريبا! والازدحام المروري قد بلغ أشده وأصبح لا يطاق بالمرة بسبب كثرة السيارات التي أصبحت أكثر من تعداد المواطنين!هل هناك بلد في العالم عدد سياراته أكثر من عدد مواطنيه؟! وماذا فعلت الحكومة لحل المشاكل الكثيرة التي تعانيها البلاد مثل مشكلة التركيبة السكانية، والقضية الإسكانية وتردي الأوضاع الصحية والتعليمية والرياضية، والأمنية والاقتصادية والاجتماعية حتى الفساد الإداري والأخلاقي صار مألوفا وعرفا سائدا وعلى عينك يامسؤول؟!هذا الحوار الديمقراطي الذي استمعت إليه في الديوانية ذكرني باللغز المحير أيهما جاءت قبل الأخرى البيضة أم الدجاجة؟وأنا برأيي الشخصي المتواضع أرى أن الحكومة هي السبب الرئيسي في تعطيل التنمية في البلد، سابقا كان عذر الحكومة نواب المعارضة وأنهم سبب تعطيل المشاريع الحكومية... أما الآن ليس هناك معارضة بسبب مقاطعتهم للانتخابات، بل هناك مجلس أمة "وديع" ومتعاون مع الحكومة إلى أقصى درجة، ولكي تثبت الحكومة صدق نواياها عليها أن تبدأ بعجلة التنمية التي سمعنا عنها من سنين ولم نرها على أرض الواقع.* آخر المقال: غير معقول انتظار المواطن عشرين عاماً لاستلام بيت العمر، و"شبقى" في العمر بعد استلامه البيت الحكومي؟