مع تواصل عمليات الفرار الجماعي من نينوى، حيث سيطر مسلحون على حقل نفطي خامس في أحدث هجوم لهم، بدأ تنظيم الدولة الإسلامية أمس بإصلاح سد الموصل، في حين سارع الأكراد للتزود بالسلاح دفاعاً عن إقليمهم الذي أصبح في مرمى نيران التنظيم.

Ad

رغم خسارته أكثر من 20 مقاتلاً في الضربات الأميركية على قضاء سنجار ونحو 40 آخرين في طوزخرماتو، جلب تنظيم الدولة الإسلامية مهندسين لإصلاح سد الموصل، الذي سيطروا عليه قبل يومين في هجوم أثار قلقاً دولياً من قتل وتشريد عشرات الآلاف من غير المسلمين.

وأبلغ مهندس يعمل في سد الموصل وكالة «رويترز» بأن مقاتلي الدولة أحضروا مهندسين لإصلاح خط كهرباء الطوارئ للمدينة الأكبر في الشمال بعد تدميره قبل أربعة أيام، مما أدى إلى انقطاع الكهرباء ونقص في المياه، مضيفاً: «إنهم يجمعون الناس للعمل في السد».

وقال أحد المشرفين على إدارة السد، إن المتشددين يرفعون أعلام التنظيم السوداء ويقومون بدوريات مراقبة بسيارات نقل تحمل مدافع آلية لحماية المنشآت التي انتزعوا السيطرة عليها من القوات الكردية في وقت سابق الأسبوع الماضي، وأصبحوا بعدها على بعد 30 دقيقة بالسيارة من أربيل عاصمة إقليم كردستان التي تفادت الصراع الطائفي في أنحاء أخرى بالعراق على مدى عشرة أعوام.

ولاذ موظفون في شركات نفط أجنبية بالفرار، بينما أقبل الأكراد على شراء بنادق كلاشنيكوف من أسواق السلاح، خشية هجوم وشيك، رغم أن هذه البنادق لن تجدي نفعا أمام التفوق الكبير في قوة النيران لمقاتلي الدولة الإسلامية.

وفي ظل تصاعد خطر الدولة الإسلامية قال مصدر في الحكومة الإقليمية الكردية، إن الحكومة تلقت إمدادات إضافية من الأسلحة الثقيلة من الحكومة المركزية في بغداد و»حكومات أخرى» على مدى الأيام القليلة الماضية، لكنه رفض الخوض في تفاصيل.

هجوم الطوز

إلى ذلك، أعلن قائممقام قضاء طوزخورماتو شلال عبدول أمس، أن قوات البيشمركة والحشد الوطني أحبطت هجوما لتنظيم «الدولة» من ثلاثة محاور لاقتحام القضاء، مبيناً أنها قتلت 40 مسلحا، بينما أكد مدير ناحية آمرلي أن القوات الأمنية صدت خلال شهرين أكثر من 14 هجوماً على الناحية.

وأوضح عبدول، في تصريحات صحافية، أن الهجوم كان مصدره طريق تكريت وقرية بسطاملي والطريق الرابط مع ناحية آمرلي، مبيناً أنه أسفر أيضاً عن مقتل خمسة متطوعين.

وأضاف عبدول أن «هذا الهجوم جاء رداً على تقدم القوات المشتركة وتحريرها عدة مناطق والوصول إلى مسافة 4 كم على ناحية آمرلي»، مشيرا إلى أن «تلك القوات فتحت طريقا الى الناحية لغرض فك الحصار المفروض عليها من قبل داعش».

وفي بعقوبة، ذكرت الشرطة العراقية أمس أن 30 شخصاً قتلوا أغلبيتهم من الدولة الإسلامية وأصيب ثلاثة آخرون وجرى اعتقال خمس نساء في سلسلة أعمال عنف متفرقة في مناطق بالمدينة الواقعة على بعد 57 كم شمال شرق بغداد.

الصدر وبغداد

إلى ذلك، كشف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مساء أمس الأول عن إتمام بعض التنظيمات «الإرهابية» استعداداتها لدخول العاصمة بغداد، مبدياً استعداده لجمع العدد للدفاع عن العاصمة بالتنسيق مع بعض الجهات الحكومية.

وقال الصدر، في بيان، إنه «حسب ما وردتنا من معلومات (استخبارية) وغيرها ان بعض التنظيمات الإرهابية الظلامية اتمت استعداداتها لدخول العاصمة الحبيبة بغداد»، مشيرا الى أنه «من منطلق السلام والدفاع عن المقدسات فإننا على أتم الاستعداد لجمع العدد للدفاع عنها بالتنسيق مع بعض الجهات الحكومية لتجهيزها بالعدة الملائمة لذلك».

وأضاف الصدر أن «الإسراع في ذلك بات ضرورياً، فإن وافقت الحكومة على ذلك فسيتم الأمر ببيان آخر، فانتظروا فإني معكم من المنتظرين»، مشدداً على أنه «إذا تم ذلك فإننا مستعدون لحماية حدود بغداد وبواباتها، ومستعدون للدفاع عن مقدساتها ومساجدها وكنائسها ودور العبادة فيها».

اجتماع «الدعوة»

سياسياً، عقد حزب الدعوة الإسلامية مساء أمس الأول اجتماع الشورى المركزية بحضور أمينه العام رئيس الوزراء نوري المالكي، لمناقشة التطورات السياسية والأمنية.

وقال مصدر مطلع إن «الاجتماع ناقش التطورات السياسية والأمنية»، وذلك بعد طلب المالكي يوم الأربعاء من البرلمان بضرورة تكليف مرشح الكتلة الأكبر بتشكيل الحكومة.

في هذه الأثناء، تظاهر المئات من جماهير ائتلاف دولة القانون في ساحة الفردوس وسط بغداد أمس للمطالبة بولاية ثالثة للمالكي، مؤكدين أنها ضمانة للحفاظ على مستقبل العملية السياسية. ورفع المتظاهرون شعاراً مفاده أن «الولاية الثالثة استحقاق جماهيري ودستوري ونرفض التنازل عنه»، محذرين من وجود مؤامرة سياسية تحاك ضد دولة القانون التي تعد صاحبة الاستحقاق الانتخابي.

وكشف مصدر برلماني مطلع أمس أن رئاسة البرلمان قررت تأجيل جلسة مجلس النواب المقرر عقدها اليوم إلى غد الاثنين، عازياً سبب التأجيل الى «منح الكتل السياسية وقتاً إضافياً للاتفاق على مرشح لرئاسة الوزراء».