أسفر حريق ضخم اندلع مساء أمس الأول في بناية سكنية بمنطقة الفروانية، تتكون من 13 دوراً مع السرداب، وتتألف من 72 شقة، عن وفاة  وافدة عربية وابنها المعاق، فضلاً عن إصابة 79 شخصاً، بينهم 11 إطفائياً، وتعامل مع الحادث 8 مراكز إطفاء.

Ad

لقيت وافدة عربية وابنها المعاق مصرعهما مساء امس الاول، جراء حريق ضخم اندلع في بناية سكنية مكونة من 13 طابقا وسرداب، وتبلغ مساحتها 1000 متر مربع في منطقة الفروانية، كما اسفر الحادث الذي تعاملت معه 8 مراكز اطفاء عن اصابة 79 شخصا، بينهم 11 اطفائيا، ونجح رجال الإطفاء في اخلاء 360 شخصا من سكان البناية.

وفي التفاصيل التي رواها نائب المدير العام لشؤون المكافحة وتنمية الموارد البشرية بالإنابة العقيد وليد الانصاري ان غرفة عمليات الادارة العامة للاطفاء تلقت بلاغا عند الساعة الثامنة والنصف من مساء امس الاول يفيد باندلاع حريق في بناية سكنية بالفروانية، مشيرا إلى انه على الفور تم تحريك مركزَي إطفاء الفروانية والعارضية الصناعية إلى موقع البلاغ، حيث وصلت الفرقة الأولى الى الموقع في غضون 6 دقائق من تلقي البلاغ.

واضاف الانصاري ان رجال الاطفاء فور وصولهم تبين لهم ان الحريق اندلع في سرداب البناية، الذي يستخدم كمخزن يحتوي على مواد مختلفة مثل الفحم والمواد الغذائية والخيام، لافتا إلى أن قوة النيران وأعمدة الدخان كانت كبيرة جدا ووصلت خلال ثوان الى جميع أدوار البناية التي تحتوي على اكثر من 72 شقة ويقطنها حوالي 400 شخص، مما حدا بضباط الفرقة الى طلب اسناد فوري من غرفة العمليات نظرا إلى خطورة الموقف، ووجود أعداد كبيرة من السكان محشورين داخل البناية.

وذكر انه تم التحريك الفوري لمراكز الانقاذ الفني والاسناد وصبحان والمدينة والشويخ الصناعي بالاضافة إلى طلب آليات التنفس من مراكز الشهداء والسالمية والجهراء، مشيرا إلى أن مدير عام الادارة العامة للاطفاء اللواء يوسف الانصاري حضر إلى الموقع وتولى ادارة الحادث مع قادة المناطق ورؤساء المراكز.

 

360 ناجياً

 

 ولفت إلى أن رجال الإطفاء عملوا وفق خطة ميدانية محكمة قسمت الى ثلاثة اقسام، كان الأول لعمليات اخلاء السكان والثاني لمنع امتداد الحريق إلى المباني المجاورة وتأمينها، والثالث لعمليات المكافحة، موضحا ان رجال الإطفاء نجحوا في إخلاء 360 شخصا من سكان البناية عن طريق نقلهم إلى السطح، ومن ثم إنزالهم بواسطة سلالم الإطفاء في عمل بطولي يستحق الإشادة.

وأوضح الأنصاري ان الحادث اسفر عن وفاة وافدة عربية وابنها المعاق نتيجة استنشاقهما كميات كبيرة من الدخان بالرغم من وصول رجال الإطفاء إليهما ونقلهما إلى المستشفى عن طريق الطوارئ الطبية، الا انهما فارقا الحياة بعد وصولهما، مشيرا الى ان الحادث اسفر كذلك عن إصابة 79 شخصا، بينهم 11 اطفائيا، وتم علاجهم ونقلهم من قبل فني الطوارئ الطبية وسيارات الاسعاف الموجودة في موقع الحادث، مشيدا بجهود رجال الاطفاء الذين تعاملوا مع الحادث بحرفية كبيرة.

من جانبه، قال اللواء يوسف الانصاري ان رجال الاطفاء تعاملوا مع الحادث بكل مقومات وقدرات رجال الاطفاء، حيث تم استدعاء آليات خاصة تحتوي على أجهزة تنفس بسبب العمل وخطورة الاجواء المليئة بالدخان، مع التقيد بتنفيذ جميع عناصر الخطة من انقاذ ومكافحة وامداد وتمويل بشكل متواز ومتناسق، ما يعكس دور التأهيل والتدريب والتخطيط للسيطرة على الحريق بنجاح، وذلك ببدء الاخلاء والاجلاء، ومن ثم المكافحة والتهوية، وعمليات الانقاذ التي تمت ونقل خلالها المصابون الى المستشفى، كما عولج البعض في الموقع، حيث شهدت هذه الحادثة حالتي وفاة جراء الاختناقات وسببه كثافة الدخان المتصاعد من السرداب.

وأشار إلى أن هذا الحادث ليس الأول من نوعه، لكنها من أضخم حوادث الحريق في المباني السكنية الاستثمارية وتقدم اللواء الأنصاري نيابة عن منتسبي الإدارة العامة بأحر التعازي إلى اسر الضحايا جراء هذا الحادث، سائلا المولى العلي القدير ان يلهم اهلهم الصبر والسلوان.

وعن سبب استمرار الحريق عدة ساعات، قال الأنصاري ان طبيعة حوادث حريق السراديب تكون شاقة، ناهيك عن طبيعة المواد المخزنة في السرداب وعدم وجود أماكن للتهوية، كل هذه الأمور أطالت فترة التعامل مع الحادث، والذي أعطيت فيه الأولوية لعمليات الإخلاء وتأمين السكان.