القاهرة تتجمل لاستعادة الهيبة

بعد أكثر من ثلاثة أعوام تلت ثورة يناير 2011، فقدت خلالها القاهرة رونقها وعبقها التاريخي، بسبب انتشار الباعة المتجولين، واحتلال بعضهم مساحات واسعة من أرصفة الشوارع، بدأت العاصمة المصرية تستعيد جمالها مجدداً، والتخلص من كل إشغالات الطريق التي احتلت مناطق عدة أبرزها "وسط البلد".

واعتبر مراقبون أن الحملة المكبرة التي تقودها الحكومة المصرية منذ أيام قليلة برئاسة إبراهيم محلب، وتنفذها قوات الشرطة لإزالة الإشغالات التي تحتل الطرق والأرصفة، خطوة إيجابية في سبيل استعادة هيبة الدولة التي اهتزت منذ الإطاحة بنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، وصولاً إلى فترة الحكم القصيرة التي لم تتجاوز العام بقيادة الرئيس السابق محمد مرسي.

وعلق المواطنون آمالاً عريضة على هذه الحملة في أن تُنهي أزمة السير في الشوارع التي تشهد تكدساً شديداً على مدار اليوم، خصوصا مع نزول رئيس الحكومة بنفسه إلى الشارع الثلاثاء الماضي، لتنفيذ الحملة بمصاحبة وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، حيث بدأ العمل في إزالة إشغالات منطقتي "الإسعاف"، وشارع "26 يوليو" بوسط العاصمة.

مصدر أمني مطلع، قال إن "الوزارة وجهت مديريات الأمن بالقيام بحملة مكبرة لإزالة الإشغالات الموجودة داخل نطاق عملها"، موضحاً في تصريحات لـ"الجريدة" أن الحملات ستكون مشتركة بين أجهزة الأمن العام والمرافق والمرور لإزالة الإشغالات، مؤكداً أن الحملات مستمرة حتى يتم القضاء على كل الظواهر الإجرامية، وإشعار المواطنين بالوجود الأمني الفعَّال.

في السياق، اعتبرت مستشارة الجهاز القومي للتنسيق الحضاري سهير حواس، حملات إزالة الإشغالات تصحيحاً للأوضاع المنفلتة في الشارع، وقالت لـ"الجريدة" إن "الحملات تؤشر إلى بدء عودة الانضباط إلى الشارع"، مشددة على ضرورة اتخاذ الإجراءات التي تحول دون عودة الإشغالات مجدداً، بينما أكد مساعد وزير الداخلية لقطاع غرب القاهرة اللواء ربيع الصاوي، أن الهدف من الحملة ليس الإضرار برزق الباعة الجائلين، بل إعادة حق الطريق، وتيسير حركة المرور، بعدما أصابتها الإشغالات بالشلل.

يُذكر أن القاهرة عانت خلال الفترة الماضية مشكلات وأزمات عِدة، أبرزها العشوائيات والمرور والنظافة والباعة المتجولون ومخالفات المباني، حيث أظهرت الأرقام الرسمية أن عدد المناطق العشوائية في القاهرة بلغ 112 منطقة، منها 24 منطقة بها خطورة داهمة يقطن فيها حوالي 300 ألف مواطن.