لبنان: مداهمات المطلوبين تمتد إلى مناطق بيروت الآمنة

نشر في 28-06-2014 | 00:04
آخر تحديث 28-06-2014 | 00:04
No Image Caption
انتحاريا الروشة استهدفا «الساحة»... والسفارة السعودية تؤكد اكتواء المملكة بنار الإرهاب
يتجه الوضع اللبناني عموما إلى المزيد من التشنج والتوتر مع تفاقم الأعمال الأمنية وامتدادها إلى مناطق تعتبر شبه آمنة، واستكملت القوى الأمنية أمس عملياتها، فداهمت قوة من شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي فندق الرمادا (السفير سابقاً) المجاور لفندق DUROY في منطقة الروشة الذي وقع فيه تفجير أمس الأول، في إطار الإجراءات الأمنية الروتينية التي تنفذها القوى الأمنية بحثا عن مشتبه فيهم.

وذكرت مصادر مطلعة أن "المسؤولين في الفندق اشتبهوا في وجود مادة غريبة، ظنوا أنها قد تكون من المواد التي تستخدم في صناعة المتفجرات، فسارعوا إلى إبلاغ الأجهزة الأمنية"، كاشفة أن "شعبة المعلومات أوقفت شخصا يمنيا للاشتباه فيه، كما أنها تحقق مع شخص آخر من جنسية عربية غير خليجية".

ونقلت قناة "ال بي سي" عن مصادر أمنية أن "مداهمة الفندق إجراء روتيني للتأكد من هويات بعض النزلاء ولم يتم توقيف أحد"، كما ذكرت قناة المنار أن إدارة الفندق طلبت من الموظفين الإداريين المغادرة، بينما غادر بعض النزلاء، لافتة إلى أنه "تم توقيف شخصين"، لكن لم يتم التأكد من هذه المعلومات.

وقامت دائرة الرصد والتدخل في الأمن العام صباح أمس بمداهمة فندق "غولدن توليب" (الماريوت سابقا)، وأفادت معلومات بأنه جرى توقيف سوري وسعودي. كما نفذ الأمن العام مداهمة في مطعم الساحة على طريق المطار القديمة دون أي إفادة عن توقيف أحد.

في موازاة ذلك، ذكرت مصادر أمنية أن "اانتحاري الحي أبلغ المحققين أنه ورفيقه كانا يعتزمان استهداف مطعم الساحة قرب مسجد الرسول اﻷعظم في الضاحية الجنوبية".

إلى ذلك، استنكرت سفارة السعودية في بيروت، في بيان أمس، "العمل الإرهابي الذي وقع في منطقة الروشة مساء الاربعاء، لأنه عمل لا يمت الى القيم الانسانية او الاسلامية بأي صلة، ويمثل اعتداء على الأبرياء والحرمات".

وقالت السفارة إن "المملكة العربية السعودية اكتوت بنار الارهاب في محطات عدة، وهي لا توفر اي جهد في سبيل مكافحة هذه الآفة الغريبة عن مجتمعنا العربي وقيمنا الاسلامية، وللاجهزة الامنية في المملكة استراتيجية واضحة المعالم لمكافحة الارهاب، نالت تقدير المجتمع الدولي لما قدمته ولاتزال من اسهامات فعالة في تعزيز الامن العالمي، وتتعاون لهذه الغاية مع كل الدول الصديقة".

وأبدى السفير السعودي لدى لبنان علي عسيري استعداد بلاده للتعاون مع السلطات اللبنانية بشأن تفجير الروشة عبر فريق عمل يساعد في تقديم الادلة، مؤكدا "احترام اي قرار لبناني اذا فرضت السلطات تأشيرات على السعوديين".

في سياق منفصل، توصل مجلس الوزراء للاتفاق على آلية عمل الحكومة، في ظل الشغور الرئاسي، وافادت مصادر متابعة بأنه "تم التوافق على انتداب وزير من كل كتلة سياسية، وان يوقع الوزير المختص على كل قرار يتخذ في مجلس الوزراء، على ان ترحل البنود الخلافية".

وطمأن رئيس الحكومة تمام سلام بأنه تم التمكن من استباق الاعداء، وتم افشال أهداف الارهابيين، مشددا على المضي في كل ما يعزز المواجهة ومتابعة الاجراءات وكل مستلزمات أمن البلد لن تتوقف.

وكشف سلام بعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء أن "مجلس الوزراء بجو التوافق، ولن يصل إلى التصويت في هذه المرحلة الاستثنائية"، مشددا على أن "كل شيء سيقر بالتوافق لتعزيز أمن البلد"، مناشدا "الجميع السعي لانتخاب رئيس للجمهورية، فمازلنا في مجلس الوزراء هاجسنا الأكبر اتمام الاستحقاق الرئاسي وكيفية مقاربة هذا الأمر كوكلاء في مجلس الوزراء".

وأكد ان "الوحدة الوطنية التي نجحت في كل صعيد، يأتي اليوم من يريد ان يعكر هذه الأجواء"، مشددا على أن "تكامل عمل المؤسسات الأمنية اتاح الفرصة امام فرز الأمور"، ولم يخف أن "هناك استهدافا أمنيا إرهابيا للبنان وبشكل شرس لا أخلاقي ولا انساني"، لافتا الى أن "ابرز استهداف هو محاولة النيل من الوحدة الوطنية".

وردا على سؤال بشأن فرض تأشيرات مسبقة على السفر، قال إن "لبنان بحاجة إلى كل الناس، لاسيما دول الخليج"، معتبرا انه من "واجب المعنيين تعزيز الاحتياطات الاستباقية لمنع تسلل كل من يريد ان يضر لبنان".

حوار الضابط والانتحاري قبل تفجير «دي روي»

كشفت مصادر أمنية ان "انتحاريي فندق دي روي أحمد الثواني وعبدالرحمن الشنيفي أمضيا 15 يوما في الفندق الذي وصلا إليه في 10 يونيو، وهي فترة كانت كافية لكي يبنيا شبكة علاقات مع بعض الموظفين فيه".

وفي روايتها لعملية المداهمة، التي جرت مساء أمس الأول، أوضحت المصادر ان "قوة من الأمن العام، وبناء على معلومات وصلت عن وجود أشخاص مشتبه فيهم داخل الفندق، وبعد التأكد من إدارته، قصدت الغرفة رقم 301 في الطابق الثالث، حيث كان الانتحاريان ينزلان".

وأضافت ان "الضابط الذي يترأس القوة المقتحمة، وهي مكونة من أربعة عناصر، قرع باب الغرفة، فرد عليه أحد الانتحاريين سائلاً: مَن؟". وهنا ترجح المصادر أن "يكون السائل الانتحاري الأول الثواني، حيث كان مستلقيا على السرير، وسارع الى تفجير نفسه فور معرفته بهوية طارق الباب، بينما كان الانتحاري الثاني الشنيفي، في غرفة جانبية يحاول رمي نفسه من الشرفة قبل إلقاء القبض عليه".

وتابعت ان "أحد عناصر الأمن العام سأل الانتحاري الثاني، وهو يلقي القبض عليه أثناء محاولته القفز من الشرفة، وقد أصابته حروق بالغة جراء تفجير زميله نفسه، بدّك تقتل الناس؟!"، فأجابه: "في سبيل الله أفعل!".

ويرجح خبراء أن يكون الانتحاري الموقوف قد جهز زميله من خلال وصل المتفجرات الموضوعة في الحزام الناسف بالصاعق، بينما لم يسعفه الوقت لتجهيز نفسه قبل اكتشاف أمرهما.

كيري والحريري لإنهاء «الفراغ»

التقى رئيس الحكومة السابق سعد الحريري قبل ظهر أمس وزير الخارجية الأميركي جون كيري في مقر إقامة السفير الأميركي في باريس.

واستمر اللقاء الذي تخلله فطور عمل ساعة كاملة، وتم خلاله استعراض الأوضاع والتطورات في لبنان والمنطقة، وجرى التركيز بشكل خاص على الشأن اللبناني، لاسيما ضرورة إنهاء حال الفراغ الرئاسي والعمل بكل الجهود الممكنة لانتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت ممكن. كما تناول البحث الخطوات المؤدية إلى ضمان الاستقرار في لبنان وتعزيز القوى الأمنية والعسكرية.

وتناول البحث أيضا مشكلة النازحين السوريين والضغوط التي يواجهها لبنان من جراء ذلك، والجهود المطلوبة من المجتمع الدولي لمواجهة هذه المشكلة وأعبائها المتنامية على مختلف الصُّعُد.

back to top