تخصص في تدريس علوم الشرق في الجامعات الألمانية، ولأنه احتاج إلى إتقان اللغة العربية في أبحاثه العلمية حول المشرق العربي، زار عدداً من العواصم العربية، حيث درس في كثير من معاهد ومراكز تعليم اللغة العربية، وبعد اتقانه اللغة العربية، فكّر أستاذ الآداب الشرقية بالجامعات الألمانية ألفريد هوبير، في ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الألمانية، فبدأ في قراءة القرآن، وبحسب قوله لم يكد يختم الجزء الأول إلا شرح الله صدره للإسلام، وبدلاً من أن يكون معول هدم للإسلام أصبح واحداً من أبرز المدافعين عنه وعن المسلمين.

Ad

يقول هوبير لـ"الجريدة": كنت قبل عشرين عاماً أهتم بدراسة اللغة العربية وحضارة الإسلام في العصور القديمة، وبعد تعمقي في دراسة التاريخ الإسلامي فكّرت في ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الألمانية، وهكذا بدأت القراءة في كتاب الله لأكتشف كم الفضائل التي يحث عليها القرآن، وكيف أنه كتاب نور ورحمة، ووجدتني أتأثر بكل قيم القرآن الكريم، وخلال فترة وجيزة كنت قد ختمت قراءة القرآن عدة مرات، بدأت بعدها في التواصل مع المهاجرين المسلمين ووجدت راحة نفسية كبيرة وأنا أقرأ معهم القرآن بعد أن يفرغوا من الصلاة كل يوم جمعة، ولم يمر وقت طويل حتى كنت أقرأ الشهادتين وأنتقل من الظلمات إلى النور، والحمد لله على نعمة الإسلام التي لا تضاهيها أي نعمة.

وهكذا اعتنقت الإسلام عن قناعة منذ أكثر من عشرين عاماً، حيث قمت بدراسته والتحقت بالعمل فترة طويلة بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر في قسم الدراسات الإسلامية باللغة الألمانية، فالمسلمون الجدد في ألمانيا خير من يمثل الإسلام، فهم يعملون على انتشاره بصورة كبيرة بين الألمان، فمعظم معتنقي الإسلام من الألمان يعملون في مجال الدعوة الإسلامية، وهذا من أهم أسباب انتشار الإسلام بين الألمان، فأنا على سبيل المثال كأكاديمي ألماني اعتنق الإسلام منذ عدة سنوات، أقوم بإلقاء محاضرات ولقاءات بين شباب الجامعات الألمانية عن الإسلام وسماحته، كما أقوم بعمل برامج إعلامية لتصحيح صورة الإسلام في الداخل الألماني، ولست وحدي من يقوم بهذا الدور بل هناك الكثير من المسلمين الجدد الناشطين في مجال الدعوة الإسلامية.

وينهي الرجل حديثه بقوله: الإسلام دين يغزو القلوب بدون سابق إنذار، ولهذا لا تسأل عن سبب انتشار الإسلام، ولكن بصفة عامة فإن أهم أسباب اهتمام الألمان بالدين الإسلامي هو رغبتهم في تغيير نمط حياتهم من خلال بناء نظام أخلاقي جديد.