بات ولع الجماعات الإسلامية المتشددة، بإعادة ما يعرف بالخلافة الإسلامية الراشدة، محط أنظار الجميع، في الوقت الذي يتعامل فيه المجتمع الدولي مع ما يحدث بصمت مُريب، الأمر الذي برّره كثير من المراقبين بأنه جزء من التواطؤ الغربي، ومسعى جديد لتفتيت الوطن العربي، الذي ربما يستطيع التكتل الجديد الذي تقوده مصر والمملكة العربية السعودية وقف تلك المساعي. وفي الوقت الذي تمكّن فيه الشعب المصري من وقف مد المشروع الإخواني في المنطقة، الطامح هو الآخر في إعادة الخلافة الإسلامية، بعد الإطاحة بحكم الرئيس الإخواني محمد مرسي، في ثورة 30 يونيو التي استجاب فيها الجيش للمطالب الشعبية، أعلن تنظيم الدولية الإسلامية – داعش سابقاً - بقيادة زعيمه أبوبكر البغدادي، منذ شهرين، الخلافة الإسلامية، داعياً المسلمين في كل مكان إلى مبايعته.
علاقة التنظيمات الجهادية بالغرب، تعززها مساعدة المملكة المتحدة لجماعة الإخوان في التأسيس، فضلاً عن العلاقة الموثقة بين الولايات المتحدة وتنظيم القاعدة الإرهابي، إبان الغزو السوفييتي لأفغانستان، كما كشفت تقارير أمنية أن زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبوبكر البغدادي، كان معتقلاً في السجون الأميركية، قبل الإفراج عنه، في ما اعتبره كثير من خبراء الأمن "مثيرا للدهشة".الباحث في الحركات الإسلامية، أحمد بان، قال إن التنظيمات الجهادية التي تتبنى إقامة الخلافة الإسلامية، تم توظيفها من قبل أجهزة المخابرات الغربية، كما حدث في حالة تنظيم القاعدة مع أميركا، بغية حل الاتحاد السوفييتي، فيما وصف القيادي السابق في تنظيم الجهاد، نبيل نعيم، مساعي إقامة الخلافة بـ"الكذبة"، فضلاً عن أنها وسيلة للكسب المادي، مشيراً إلى أن من يقودوا هذه التنظيمات لهم علاقة بالصهيونية الأميركية، التي تسعى إلى تفتيت منطقة الشرق الأوسط، مضيفاً: "المصريون أدركوا نية تنظيم الإخوان في تفتيت مصر وجيشها، فأطاحوا رئيسهم".في السياق، استبعد الخبير في الحركات الإسلامية، كمال حبيب، وجود علاقة بين التنظيمات الجهادية التي ترفع مشروع الخلافة الإسلامية والمخابرات الغربية، واصفاً مزاعم جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية إقامة دولة الخلافة بـ"المراهقة الجهادية"، موضحاً لـ"الجريدة" أن الأسباب التي أدت إلى ظهور فكرة إعادة الخلافة في العراق وسورية غير موجودة نهائياً في مصر.
دوليات
«الخلافة الإسلامية» حلم جهادي بدعم غربي
07-08-2014