شدّد الأديب د. سليمان الشطي على ضرورة الاطلاع على الإرث الأدبي المحلي للتعرف على مكونات المشهد بصفة عامة ورصد تطوراته، مؤكداً أنه لا توجد أمة بلا أدب او فنون.

Ad

جاء ذلك ضمن استضافة الشطي من قبل نادي الفكر والإبداع في جامعة الكويت مساء أمس الأول، في محاضرة ثقافية بعنوان «أدب الكويت واجهة وطن»، نظمت احتفالاً باتساع رقعة تدريس مقرر الأدب الكويتي، وتضمنت فقرة شعرية للشاعر فهد العازمي الذي قدم مجموعة قصائد منتقاة. قدمت للمحاضرة د. هيفاء السنعوسي عضو هيئة التدريس بالجامعة، والرئيسة المؤسسة لنادي الفكر والإبداع.

الزمان والمكان

بداية، تحدث الشطي عن أهمية الأدب والفنون في حياة الشعوب، متطرقا، في مدخله للحديث عن الأدب الكويتي، إلى أن «الإنسان واقع بين فكي الزمان المكان ولا يوجد أي أحد منا يكون خارج أي من هذين العنصرين».

ورأى الشطي أن «هناك مشكلة أساسية في هذا الأمر، وهي أن الزمان غير ثابت، ولا يتوقف ولا يتراجع، في مقابل أن المكان ثابت، ساكن لا يتحرك، وهذا يدل على أننا نعيش بين عنصرين مختلفين»، مضيفاً أن «حياة الإنسان مُشكّلة من الاثنين وهو يسعى دائماً للمحافظة على على كل مكتسباته، وأن يحقن الزمان في المكان».

 وبيّن أن «كل خبرات الإنسان الفنية يستطيع أن يجمعها من خلال تشكيله للفنون، وهذا الأمر لا يقاس على مستوى الأفراد فقط بل على مستوى الشعوب أيضاً»، مؤكداً أن «هناك أهمية كبيرة للفنون والآداب في حياة البشر، والمهمة الأساسية للأدب خلق وتشكيل الإنسان في وطنه وفي مجتمعه، حيث دائماً ما يركز الأدب على كيفية جعل الإنسان إنساناً حقيقياً، لذلك لابد أن ننظر إلى الآداب عموماً وأدب أمتنا وأدب بلدنا، لأنه هو الذي يستطيع خلق إحساس المواطنة، ولا توجد أمة إلا ولها فنون وآداب».

تاريخ الأدب

وتطرق الشطي في حديثه عن تاريخ الأدب الكويتي من خلال المسرح في الكويت الذي انطلق عام 1942 من خلال عرض مسرحي للشيخ عبدالعزيز الرشيد مع طلاب مدرسة الأحمدية، مشيراً إلى أن «الكويت كانت سباقة في الكثير من الفنون، ومنها المسرح، وأعتقد أن القصة القصيرة في الكويت بدأت بشكل مبكر أيضاً، كما أن هناك فنوناً وجدت قبل ذلك الوقت مثل الموسيقى».

القصة القصيرة

وعن تجربته في القصة القصيرة، أكد الشطي أن بدايته كانت من خلال المرحلة الدراسية وتحديداً في صيف عام 1962 بعد انتهائه من المرحلة المتوسطة ودخوله في المرحلة الثانوية، مضيفاً: «كنت جالسا في أحد الأيام وخطرت على بالي فكرة قصة (الدفة)، ولا أعرف حقيقة كيف خطرت على بالي، ولكنني لم أتردد في كتابتها، فقمت بإحضار أحد الدفاتر القديمة التي كان عليها صورة مطبوعة للشيخ عبدالله السالم، وأحضرت أيضاً قلم رصاص وبدأت في الكتابة لقرابة ساعتين».

وتابع: «مرت الأيام ولم أنتبه أبداً للقصة إلا من خلال بعض الأنشطة الدراسية، حينما طرح علي أحد زملائي سؤالاً قال لي ماذا تحب وما  موهبتك الحقيقية، فقلت له بأني أعشق جميع أنواع الفنون وفي بعض الأحيان أحب كتابة القصص، فأصر على رؤية ما كتبت، وكان له ما أراد؛ لأفاجأ بعد شهرين بنشر قصة (الدفة) في إحدى المجلات المدرسية، وكان لها صدى ايجابي، فقررت بعد ذلك دخول هذا المجال بتوسع أكبر».

وأضاف: «ثم قمت بنشر بعض القصص القصيرة في الصحف اليومية، وهذا الأمر ساعدني كثيراً على الاستمرار في الكتابة، وأعتقد أن الفضل في دخولي هذا المجال يرجع إلى الأجواء الجميلة التي كانت في المدارس سابقاً من خلال الأنشطة الدراسية المتنوعة ومن خلال حرص المعلمين على انتقاء المواهب الطلابية والعمل على صقلها».

ثم فتح باب النقاش، لتنتقد د.هيفاء السنعسوسي كثرة حفلات التوقيع في معرض الكتاب، مبينة أن «الحابل اختلط بالنابل، ولم يعد المتلقي يميز بين الأديب الحقيقي والآخر المزيف»، ليتفق معها الشطي، مؤكداً أن هناك الكثير من الطاقات الشبابية المتميزة لم تجد مردوداً وسط هذا الزحام.