منسقة الأزياء نيرة الدهشوري : «فتاة المصنع» مشروع تخرجي و{الخروج للنهار» نقلة مهمة في مشواري

نشر في 12-05-2014 | 00:02
آخر تحديث 12-05-2014 | 00:02
No Image Caption
بدأت نيرة الدهشوري مسيرتها عارضة أزياء، وبعد فترة رغبت في البحث عن مهنة أخرى، فساقتها الظروف للتعرف إلى بعض صانعي السينما الذين أعجبوا بمقترحاتها بشأن ملابس النجوم، لذا عرضوا عليها فكرة العمل كمنسقة أزياء لأعمالهم.
نيرة صممت أزياء ثلاثة أفلام مطروحة في دور العرض راهناً هي «فيلا 69» و{فتاة المصنع» و{الخروج للنهار». عن كواليس العمل فيها، وقدرتها على تقديم أزياء ملائمة لكل قصة منها، وأبرز الصعوبات التي واجهتها فيها كانت لـ{الجريدة» معها هذه الدردشة.
كيف وقع الاختيار عليك للمشاركة في «فيلا 69» و{فتاة المصنع» و{الخروج للنهار»؟

عملت منسقة أزياء في مشروع تخرج المخرجة آيتن «ربيع 89»، وهو فيلم قصير من تأليف وسام سليمان، يتناول حياة الفتيات في فترة الثمانينيات، وقد أبرزت ذلك من خلال الملابس. شاهد الفيلم كل من المخرجة هالة لطفي والمخرج محمد خان، فعرض عليّ الأخير المشاركة معه في فيلم «ستانلي» وأفلام أخرى، وفعلاً بدأنا التحضيرات لها ولكنها للأسف تأجلت.

وما أول فيلم بدأت العمل فيه؟

«الخروج للنهار»؛ فبعد إعجاب مخرجته هالة لطفي باختياراتي في «ربيع 89» حدثتني ومهندسة الديكور شهيرة مشير لنكونا معها في الفيلم الذي اعتبره من أطول الأفلام التي عملت فيها؛ إذ ارتبطت بالعمل فيه لمدة ثلاث سنوات، رفضت خلالها أعمالاً أخرى لالتزامي به وإعجابي بفكرته، وأعتقد أنه أحدث نقلة قوية في مشواري، بل إنني أعتبره «ابني البكر».

وكيف بدأت التحضير له؟

لم تعطني هالة لطفي السيناريو كاملا لقراءته وتحديد الملابس المناسبة له، بل حصلت منها على نص صغير مكون من 20 صفحة، فوضعت تصورات عدة حول ملابس الشخصيات الرئيسة، وعقدت جلسة معها، ووجدنا أن أفكارنا متقاربة.

وهل أثّر ضعف الميزانية على عملك؟

لا على العكس؛ فمن الأساس طبيعة قصة الفيلم لا تتطلب مستلزمات باهظة الثمن سواء من ناحية الملابس أو مستحضرات التجميل. احتجنا إلى تنورة وسترة وحذاء وحقيبة للبطلة، ثلاث «بيجامات» للأب، عبائتين للأم، وملابس ممرضة، فكانت ميزانية الأزياء حوالى 2000 جنيه.

وكيف اخترت ملابس البطلة؟

أخذت في الحسبان أنها في الثلاثين من عمرها ولم تتزوج بعد. عموماً، الخبرة التي اكتسبتها من العمل كعارضة أزياء مع مصممين أجانب أفادتني جداً في هذا المجال، فوجدت أنه مع هذه الشخصية يجب إخفاء أي معالم جمال في جسد البطلة، والتي تبدأ من الوسط حتى أصابع القدمين، لذا حرصت على إخفائها بتنورة طويلة، وهو شكل كلاسيكي معروف.

تبدو الملابس مستعملة.

بعدما اشتريت الملابس غسلتها في غسالة عادية كي تبدو «مكرمشة».

ماذا عن الألوان؟

استخدمت الأخضر الذي يأتي من اخضرار الخريف، ورفضت الفكرة المطروحة في الدراما عموماً بأنه إذا كان الفيلم كئيباً فيجب أن تكون الألوان فيه قاتمة توحي بكآبة زائدة.

ماذا عن «فيلا 69»؟

رشحتني له آيتن أمين، والتي تربطني بها علاقة صداقة منذ مشروع تخرجها «ربيع 89»، والحقيقة أنه منذ عام 2012 وحتى بدء التصوير مرّ السيناريو بتغييرات عدة، وخلال هذه الفترة تحدثنا كثيراً عن تفاصيل دقيقة نرغب في تضمينها في العمل.

أخبرينا بعضاً من هذه التفاصيل.

منها مثلاً ظهور البطل بلحية ظاهرة وبلباس النوم و{الروب» في غالبية المشاهد، وهي اختيارات ضرورية توافق العزلة التي فرضها حسين (خالد أبو النجا) على نفسه.

هل استفدت من هاتين التجربتين قبل «فتاة المصنع»؟

بالطبع؛ أعتبرهما تمهيداً منحني خبرة ساعدتني في العمل مع فتيات المصنع. مثلاً، أنا أسكن في منطقة المعادي، ولم يسبق لي ركوب قطار الأنفاق، ولم يكن لي أي احتكاك بالطبقات الفقيرة أو التي تعلوها قليلاً. ولكن وفقاً لظروف تصوير «الخروج للنهار» كنت أركب القطار بشكل شبه يومي من شبرا إلى المعادي، وأضع جريدة على الأرض وأجلس عليها من شدة الازدحام، وهذه المرحلة أفادتني في التعرف إلى ملابس تلك الفتيات والنساء، وطريقة لفة حجابهن بشكل غريب، وهي معلومات استخدمتها في الفيلم.

وكيف راعيت وجود اختلاف بين صبايا «فتاة المصنع»؟

أعتبر هذا العمل مشروع تخرجي لأنني لم أدرس سينما إنما تعايشت كثيراً مع عروض الأزياء والملابس، وانتقاء الألوان الملائمة لكل شاب وفتاة. من خلال عملي كعارضة أزياء تعلمت أن كل جسم له طبيعة خاصة تتوافق مع ملابس معينة، لذا راعيت جيداً أن تكون الاختلافات بين الفتيات واضحة، فالتي لم تتزوج تختلف عن العاشقة، وعن المراهقة، وهكذا من ناحية التركيز على جمال أجسادهن من عدمه، بملابس تتلاءم مع طبقتهن الاجتماعية.

وهل أرهقك وجود شخصيات متنوعة فيه؟

بالفعل كثيراً. «فتاة المصنع» أحد أكثر الأفلام التي تطلبت مجهوداً مني لأنني كنت أرغب في إظهار الفتيات على أنهن «قلب مصر»، أو بمعنى آخر التركيز على بنت البلد المصرية «الجدعة»، وتصميمي على هذه الفكرة جعل تحضير ملابسهن غاية في الصعوبة، ولم يكن أمامي سوى أن أبحث عن أزياء ملائمة في مناطق عدة من بينها وكالة البلح وحلوان والسيدة زينب وبولاق والعتبة والموسكي والطُرح؛ إذ كنت أرغب في أن تكون ألوانها هادئة تبعث التفاؤل، وليست مزعجة للعين تؤثر على رؤية المشاهد لها.

ومن أكثر فنانة احترت في ملابسها؟

سلوى خطاب التي جسدت شخصية «عيدة»، والتي تعمل «دلالة» أو تبيع ملابس للجيران، والمتزوجة من رجل يصغرها سناً. اخترت لها ملابس تطغى عليها الأنوثة، علماً أنها في فيلم «الساحر» ومسلسل «البلطجي» ارتدت العباءة السوداء الطويلة، لذا حاولت إخراجها من إطار سلوى خطاب التي ظهرت في أعمالها السابقة إلى الدور الجديد.

ماذا عن هاني عادل؟

كان بالنسبة إلي الرجل المصري التقليدي والكلاسيكي في ملابسه، فيرتدي قميصاً وسروالاً من القماش، وإن ارتدى الجينز يفضله غامق اللون.

ماذا عن ملابس مشهد النهاية؟

راعيت أن تتميز ملابس ياسمين رئيس بشيء من التحدي والجمال في الوقت نفسه لأنها ذهبت إلى الفرح لتثأر لكرامتها، وتوفي بنذرها لهاني عادل بأنها سترقص في فرحه. وراعيت أيضاً أن تكون ملابس جميع الفتيات في الفرح ملائمة أيضاً للمناسبة، لذا ذهبت إلى محل في منطقة شعبية يؤجر ملابس أفراح وسهرات، ومن بين 50 فستاناً اخترت أربعة فساتين، عرضتها على ياسمين وارتدتها، ثم اخترنا واحداً منها، وهكذا الحال مع باقي الفتيات.

وما شعورك بطرح ثلاثة أفلام لك في دور العرض هي من تصميمك؟

أشعر بأنني أحلم؛ فلم أتوقع ردود الأفعال حولها، ولا أصدق أن الجمهور انتبه إلى التفاصيل التي وضعتها فيها، ولم يخطر في بالي أن تُعرض في أوقات متقاربة. ذلك كله مكافأة لي من الله على مجهود الست سنوات الماضية.

وكيف تقيمين تجاربك مع هذه الأفلام؟

أحببتها كثيراً، واحترمت فكرتها، ووجدت نفسي فيها. عموماً، أرغب في أن أصبح من أهم وأشهر منسقات الأزياء في العالم العربي في غضون 10 سنوات، فلا أمر مرور الكرام في هذا المجال.

ماذا عن مشاريعك المقبلة؟

أتعاون مع المخرج هادي الباجوري في فيلم جديد تقوم ببطولته مجموعة من الوجوه الجديدة، ولدي فيلم آخر من بطولة ياسمين رئيس، وتأليف أحمد عامر وإخراجه، وإنتاج وائل عمر.

back to top