صديق عزيز شاركني نصف العمر، أرسل لي في بريدي الإلكتروني يقول:

Ad

"بالأمس صدفة تلاقت عيناي بعينيها، كانت لحظة واحدة كأن العمر كله توقّف عندها، آه يا صديقي لو كنت شاعراً، لجمعت جميع قوافي الشعر في وصف تلك اللحظة، لحظة أعادت العمر لسنين مضت، لأيام الفرح والحب والأحلام الجميلة، و... و... في تلك الحديقة أعادني صوت ابني وهو يضحك يلاعب البط وركض ابنتها بعيداً أجبرها على الرحيل، وقفت هائماً حائراً أراقب حلمي الجميل ( الذي كان) يبتعد، ومن بعيد بعيد جداً يتناهى إليّ صوت أم كلثوم، " فإذا أنكر خل خله وتلاقينا لقاء الغرباء، ومضى كل إلى غايته لاتقل شئنا فإن الحظ شاء".

بالسيارة وفي طريق العودة وصخب الأولاد يملأ المكان، ما زالت أم كلثوم في ذهني تغني مقطعها، سألتني زوجتي ما رأيك بهذه الرحلة ألم تكن رائعة؟ أجبتها رائعة.. بل كانت في غاية الروعة والجمال!".

ودم سالماً: أخوك / محمد

يدق الباب..

على قلبي يدق الباب..

وفي "لحظة" من الأقدار مسروقه ومن الدنيا.. انفتح هـ الباب!

إيه والله.. يـ شوقي اللي أعَرْفه زين

يـ "لحظه" في خطاويها اخطُفَت عمري.. وضوا هـ العين

يـ عطرْ مسافر بروحي.. ومع سنيني

يـ وجه اللي انثرتْ عمري مع الأيام من غابت

وخلتْ كل ملامحها وسط عيني..

تناديني..!

عجَب عقب البطا بَرْقج

سَحَبْ غيم الهوى بيده..

يبلِّل كل صحاري الشوق بالذكرى.. ويرويني

تناديني..!

تعالي.. وادخلي قلبي.. تفَتّح لج شراييني

تعالي.. يا نظر عيني وماي العين

شوفي احروفنا الأولى نقشناها

على متن الجدار اللي حفظ همس الهوى الداير

مـ بين أحلامي وبيني..!!

وشوفيني..

بعد طول الغياب وجرحي الناشف

إذا مرّت نسايم ريح بضلوعي

إذا مَر الهوا ليله

على مَحْمَل هواج اللي تمايَل في قناديله

أداري محملج بالروح.. ما غمّض جفن خوفي ولا ليله!

و سَمِّي من وَلَه روحي على صدر البحر لا مال

واتْغنّى ابمواويله..

أنا ذاك الحبيب اللي أبد ما فارق المينا

مِشَتْ كل المراكب لحظة اغيابج

ونا ناطر مع قليبي

محاصيلي أمل جاذب..

وقلبي من كثر ما حَب ما صدَّق محاصيله!!

يناديني:

يـ ليت الموج لحبابي.. يودّيني

* * *

تناديني ليالي غيّبتْها ابحور

يناديني "ولد" حيران

بنظراته الحيا والشوق وأحلامه.. كُبر فيني

نسيتيني..!؟

مـ ظن إنّج نسيتيني..!

أنا ذاك "الولد" .. قالوا كِتَب سطر الهوى في دفتر اعيونج

ولا مرّه هَمَس بـ "الحب"!

أنا ذاك الذي ينوي .. ويرد في كلمته دونج

يواسي خاطره إنّج فهمتي نظرته في الحب!

* * *

تجين اليوم في "لحظه".. وتناديني

على ذاك الزمان/ الحلم بعيونج ترديني

يـ "لحظه" امحمّله بالشوق

بسيوفج ذبحتيني!!