عن ماذا تكتب في الكويت؟ وأي موضوع تختار لتتناوله بعد أن أصبح الوضع "كور مخلبص"، ولم يعد للرأي العام وتوجهاته صدى لدى صانع القرار؟ عشرات القضايا يتناولها كتاب الرأي الذين يمثلون حقيقة الشارع الكويتي وتوجهاته دون جدوى، فمنذ سنوات توقف اهتمام السلطة بما يتناوله الكتاب، بعد أن كانت مقالة في العهود السابقة تحرك اهتمام أولي الأمر واتصالاتهم بالكاتب لمعالجة أي قضية مهمة تطرح، وقد عاصرت تلك الفترة.

Ad

اليوم أكتب وأنا أعلم أنني وكثير من الزملاء نوثق لمآسي الوطن في هذه المرحلة "..."، دون أي استجابة متوقعة من السلطة، فالكل سائر في مشروعه الخاص، ولا يلتفت لما يحدث للبلد من جرائم، ففي ما يخص السياسة وأحوالها فقد يئسنا من أي انفراج أو اختراق لحالة التردي التي نعيشها، ولكن ألا تستجيب أي جهة في الدولة لما كتبه العديد من الزملاء وأنا منهم لإنقاذ حديقة بلدية الكويت، أقدم حديقة أو رقعة خضراء في قلب مدينة الكويت، فهو إشارة إلى أن الوضع أصبح مزرياً وبالغ السوء.

ويبدو أن حالة "اليد الطولى"، التي تضرب في البلد يميناً ويساراً وتفعل ما تشاء، هي الأقوى، حتى في ما يتعلق بمعالم البلد وتاريخه، وربما سنشهد خلال الأيام القليلة المقبلة الجرافات وهي تزيل سوق السلاح التاريخي في العاصمة، وسط صمت الدولة وضجيج الصراعات السياسية العبثية، والمؤسف أن الحكومة التي طلبت قانون بلدية جديد لوقف القرارات المخربة للمجلس البلدي، وحصلت عليه بصلاحيات واسعة لوقف أي قرار ضار بالمصلحة العامة أو تخطيط المدن والضواحي، تقف مكتوفة الأيدي اليوم أمام مثل هذه الأفعال والقرارات، ما يعزز الشك بأن هناك مصالح مشتركة تتسبب في حالة اللامبالاة تلك.

واقعنا السلبي هذا و"طناش" السلطة لما يثيره الرأي العام وما تعكسه الصحافة وكتابها من قضايا يبين أننا نعيش مرحلة صعبة وبالغة "..." تجعلنا نردد مع من يرددون في هذا البلد، وهم الأغلبية، رائعة كوكب الشرق أم كلثوم بعد تحويرها:

"نروح لمين... يا حكومة"!