كشفت التحقيقات التي تُجريها النيابة العامة المصرية مع نحو 200 من عناصر تنظيم «أنصار بيت المقدس» عن مفاجآت حول علاقة التنظيم وخلاياه بجماعة «الإخوان»، فضلاً عن مصادر التمويل التي تلقاها التنظيم، وأبرز العمليات التي انتوى القيام بها عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي في 3 يوليو العام الماضي.

Ad

وكشفت التحقيقات عن رصد تلك الخلايا لتحركات وزير الدفاع السابق المشير عبدالفتاح السيسي، من خلال متابعة تحركاته، والأماكن التي يتردد عليها، حيث تم تجهيز سيارة مفخخة في مارس الماضي، بقيادة حسام حسني المتهم الـ25، لكن المحاولة فشلت بعد القبض عليه، قُبيل موعد التنفيذ بأيام، فضلاً عن الكشف عن مخططات لاستهداف وزارة الدفاع وسط القاهرة بقذاف «R B J» من خلال المقابر الموجودة بالقرب منها.

النيابة العامة، وجهت إلى الموقوفين تهم الانتماء إلى تنظيم يكفر المجتمع، ويُجيز الخروج على الحاكم بزعم عدم تطبيق الشريعة، إلى جانب تنفيذ أعمال عدائية ضد أفراد الجيش والشرطة والاعتداء على منشآتهما، واستباحة دماء المسيحيين، فضلاً عن تأسيس خلايا عنقودية شاركت في عمليات ضد الدولة.

وكشفت الاعترافات التي أدلى بها أحد أبرز المتهمين ويدعى «محمد علي» أثناء التحقيقات، أنه التقى في أبريل 2011، عُنصرين يتبعان التنظيم سهَّلا له لقاء مع مسؤول التواصل بالتنظيم توفيق فريج، حيث بايعه على تأسيس ذراع للتنظيم في منطقة الوادي – محافظات الوجه القبلي- لتكوين خلايا عنقودية للقيام بعمليات عدائية ضد أفراد الجيش والشرطة.

وأوضح المُتهم أنه تمكن من تكوين ثماني خلايا في محافظات المنصورة والشرقية والفيوم، مضيفاً: «قسمنا تلك الخلايا إلى شرائح منها المهندسون الذين يتولون تصنيع الدوائر الإلكترونية الخاصة بالتفجير». وعن مصادر التمويل، أوضح أن الجماعة اعتمدت في تمويلها على أموال قادمة من إحدى الدول الخليجية بإجمالي مليون وسبعمائة ألف جنيه مصري.

وفي إشارة إلى التنسيق بين تنظيم «أنصار بيت المقدس» وجماعة «الإخوان»، قال أحد مسؤولي الفتوى في التنظيم التابع لمحافظة الدقهلية محمد السيد حامد، إن «التنظيم تجنب القيام بأي أعمال عدائية داخل مصر خلال فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي»، مشيراً إلى أن الرئيس السابق أرسل شقيق زعيم تنظيم القاعدة محمد الظواهري، وزعيم جماعة الفرقان أحمد عشوش، لإبرام اتفاق ينص على وقف عملياتهم العدائية مقابل وعود بإصدار عفو رئاسي عن جميع الجهاديين.

وقال مصدر أمني رفيع لــ«الجريدة» إن «نائب مرشد الإخوان خيرت الشاطر الموقوف حالياً على ذمة قضايا عنف وإرهاب، هو مسؤول التواصل مع محمد الظواهري وأحمد عشوش، للاتفاق على إنشاء جناح عسكري للجماعة على غرار الحرس الثوري الإيراني، من خلال توفير الدعم لتلك المعسكرات، فضلاً عن نقله جميع المعلومات بهدف التنسيق مع الجماعات التكفيرية».

وعن أول صدام بين التنظيم وجماعة «الإخوان»، قال حامد إنهم اعتبروا مرسي كافراً، بعدما عدل عن تنفيذ وعده بتطبيق الشريعة، موضحاً أنه عقب عزل الرئيس السابق، حاولت بعض الخلايا استهداف قوات الأمن المُتمركزة إلى جانب اعتصامي ميداني «رابعة العدوية» و»النهضة»، قبيل فضه منتصف أغسطس الماضي، مشيراً إلى أن محاولات الاستهداف باءت بالفشل نتيجة عطل مفاجئ بالدائرة الإلكترونية الخاصة بالمواد المتفجرة.