شخصياً كنت أعتقد أن "الإخوان" لو وصلوا إلى الحكم فسيعملون كل طاقاتهم، ويجندون أفضل ما عندهم للاستمرار في الحكم، وأنهم سيتنازلون ويلعبون السياسة وفن الممكن حتى لا تضيع منهم الفرصة.
لكني تفاجأت كما تفاجأ غيري بسوء الاختيار من ناحية، وضعف الإدارة من ناحية أخرى، ومع أن لديهم خبرات في تنظيمهم الدولي فإنهم اختاروا أسوأ ما عندهم وسلموا الحكم لشخصية ضعيفة لم تستطع التفريق بين إدارة حلقة ذكر أو إمامة مسجد وإدارة دولة. وبينما كان يفترض أن يهب الجميع لمساعدتهم فإنهم تصرفوا كما تتصرف عصابة تدخل مصرفاً لنهبه دون أن يحسبوا حساباً لكاميرات المراقبة التي تبث عملية السطو مباشرة إلى الناس.أثبت "الإخوان" أن ضجيجهم وعجيجهم لا يتعدى إدارة ندوة أو خطبة جمعة أو على الكثير إدارة سوق مركزي، وسقطوا في أول اختبار عندما اختاروا من اختاروا لرئاسة الجمهورية ورئاسة الوزارة والوزراء المهمين في الدولة، وربما كان خطؤهم الأكبر في اختيار وزير للدفاع دون أن يعرفوا قيمته وأهميته وميوله الفكرية.كان سقوطا شنيعاً استفز عامة الشعب العربي في مصر وخارجها في أقل من عام، وبدلاً من أن يقر "الإخوان" بإخفاقهم وتقصيرهم كشّروا عن أنيابهم، وبدؤوا عملية انتقام وتخريب ستأتي على مستقبلهم في كل بقاع الأرض.إن كل الدول التي تعاطفت أو غضت الطرف عن أنشطة "الإخوان" اكتشفت سوء هذا التنظيم وسوء إدارته وسياساته وعلاقاته، وستكون حذرة معه في قادم الأيام، وإن حزبا يخرب بلده لا يمكن أن يؤتمن في أي بلد آخر، واستمرار "الإخوان" في تخريب مصر سيقضي على ما تبقى لهم من صلات في أي بلد آخر.إن كثيراً من الشعوب التي تعاملت مع "الإخوان" على أساس أنهم حزب دعوة لنشر الإسلام، ووعاء لتوصيل الصدقات والزكوات للمحتاجين في دولهم أو في دول أخرى، لا شك أنهم صدموا عندما اكتشفوا أن أموالهم لم تذهب إلى الفقراء والمساكين إنما ذهب معظمها إلى تنظيم "الإخوان"، يستخدم للانتخابات وفي التسليح والتخريب.وعندنا في الكويت استغلوا شيوخاً أفاضل لجمع التبرعات واستلموها بحجة أنهم الأقدر على الوصول إلى المحتاجين، لكن الآن اتضح أن أموال المسلمين صبت في ميزانيات "الإخوان" ولمصلحة حزبهم السياسية والعسكرية، ولو سأل أحد في مصر من أين جاء "الإخوان" بكل هذه الأموال التي صرفوها على الانتخابات أو في شراء السلاح فسيجدون أن التنظيم خان الناس واستولى على أموال الفقراء، وخان رب العالمين الذي حرم أكل أموال الناس بالباطل.إن كثيراً من الأسرار ستظهر عن سيرة هذا التنظيم وعلاقاته الدولية، وقد ذكرت مجموعة من الكتب التي بينت العلاقة بين "الإخوان" والمخابرات الإنكليزية والأميركية، ولن أفاجأ إن كشفت الأيام ما هو أبعد من ذلك."الإخوان" سقطوا بأيديهم ولسوء أعمالهم ولا يلومون إلا أنفسهم، وإن كان لديهم من الشباب من خدع فإن على هؤلاء الشباب أخذ الدرس والعبرة، وإيقاف العبث الذي ما زالت قياداته تمارسه حتى وهي بين قضبان السجن.
مقالات
هل سقوط «الإخوان» مفاجأة؟
31-10-2013