تمكَّن الجيش اللبناني أمس من العثور على متفجرات في مغارة في بلدة فنيدق في قضاء عكار شمال البلاد، في وقت تعيش البلاد توتراً أمنياً ومخاوف متصاعدة من تفجيرات خلال شهر رمضان الفضيل، خصوصاً بعد إعلان تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) تبني التفجير الانتحاري في فندق "دي روي" بالروشة في بيروت، معلناً قيام "ولاية دمشق القلمون".

Ad

وقالت قيادة الجيش إنه في "إطار مواصلة مديرية المخابرات تعقب الخلايا الإرهابية، ونتيجة لاستكمال التحقيق مع الموقوفين علاء كنعان ومحمود خالد اللذين ينتميان إلى أحد التنظيمات الإرهابية، اعترف الأخيران بوجود مغارة في منطقة جرود فنيدق، كانا يستخدمانها مع آخرين لإعداد وتصنيع العبوات للقيام بعمليات إرهابية".

وأشارت القيادة، في بيان، إلى أن "قوة من الجيش دهمت المغارة المذكورة حيث عثرت بداخلها على عبوات جاهزة للتفجير، وأسلحة وأقراص مدمجة وعدة شرائح لخطوط وأجهزة خلوية، بالإضافة إلى وثائق وكتب تتضمن دروساً في تصنيع المتفجرات"، لافتة إلى أنه "تم تسليم المضبوطات إلى المراجع المختصة، وأن التحقيق سيستمر مع الموقوفين بإشراف القضاء".

وأثار بيان "داعش" أمس الأول الذي تبنى فيه تفجير الروشة ردود فعل متفاوتة بين مَن حذّر أن يجد "داعش" بيئة حاضنة في لبنان وقد يتمكن من توحيد إرهابيين من بقايا تنظيم "فتح الإسلام" وآخرين من "كتائب عبدالله عزام"، وبين مَن قلل من قدرة التنظيم على التغلغل في المجتمع اللبناني.

وكان "داعش" أعلن مسؤوليته عن التفجير، في بيان ممهور بختم "ولاية دمشق القلمون"، وحمل عنوان "غزوة أول الغيث".

وأشارت صحيفة "التايمز" البريطانية أمس إلى أن "داعش دشن حملة تفجيرات انتحارية تستهدف مناطق شيعية في لبنان"، لافتةً، نقلاً عن مصادر أمنية، إلى أن "التنظيم مسؤول عن ثلاث هجمات انتحارية وقعت الأسبوع الماضي".

في سياق متصل، أفادت مصادر أمنية لبنانية أمس بأن الانتحاري عبد الرحمن الشنيفي، الذي لم يقتل في انفجار الروشة، كشف خلال التحقيق معه أن "شخصاً سورياً أبلغه مع رفيقه في إسطنبول أن مهمتهما تقضي بمهاجمة اﻷمن العام أو الجيش".

ودافع عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" (حزب الله) النائب نواف الموسوي عن سياسة الحزب ومشاركته في الحرب السورية، مؤكداً: "لم ننتظر أن يأتي الخطر ليستوطن أرضنا، ثم يهدد مقدساتنا فنتحرك من بعد التهديد"، مضيفاً: "شاهدنا ماذا جرى في العراق بين ليلة وضحاها، فإذا بالتكفيريين باتوا على أبواب المقدسات في سامراء وغيرها من المدن المقدسة، وهذا ما جعل المرجعية الرشيدة تبادر إلى إعلان الفتوى بوجوب الجهاد الدفاعي كفائياً، وهو حكم وفتوى متضمنة بطبيعة الحال في الرسائل العملية".

وقال: "لقد تحسبنا للخطر منذ البداية وذهبنا إلى مقاتلة التكفيري من قبل أن يبدأنا بالهجوم، ولولا أننا لم نواجه التكفيريين منذ حوالي العامين في سورية، لكنا استفقنا ذات ليلة وهم بين أنظارنا في بيروت أو في البقاع أو الشمال أو في الجنوب، فلقد آن الأوان أن يتخلى البعض عن مكابرته، وأن يعترف بأن المهمة التي نهض حزب الله للقيام بها لمواجهة التكفيريين حمت لبنان من انقلاب دموي كان سيأتي على اللبنانيين بأكثر مما شهدناه من قبل من حروب وكوارث".

على المستوى السياسي، لاقت دعوة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع إلى جمع النواب المسيحيين في بكركي ردود فعل باردة من قبل الفريق الآخر، وأيضاً من قبل بعض فرقاء "14 آذار"، حيث قلل رئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون من إمكانية أن يحقق اجتماع كهذا أي نجاح لناحية انتخاب رئيس جديد للجمهورية. وكان جعجع رفض بقوة التمديد لمجلس النواب الحالي وبدأ اتصالاته داخل "قوى 14 آذار" لرفض التمديد.