لم يكن الفرنسي أونج جوبو يؤمن بأي دين سماوي، كان يعيش فراغا روحيا كبيرا، فلم يكن أبواه يهتمان بالدين في حياتهما رغم ذلك كان يدرك أن الحياة التي يعيشها ليست حياة صحيحة خاصة وهو يعيش حالة من الفراغ الروحي واليأس فلم يكن سعيداً بحياته ولم يعشها على النحو الذي يشعر معه بالسعادة وفجأة تسربت إلى روحه الكآبة والإحباط دون أن يعرف سبباً لذلك رغم الرفاهية من حوله.

Ad

حاول أن يضع يده على المشكلة وبدأ يشعر بحاجته لإله يتعبد إليه وبدون سبب بدأ يقلع عن شرب الخمر ويتخفف من علاقاته بالنساء فكلما كان يبتعد عن هذه الأشياء كان يشعر براحة وطمأنينة وسكينة وبدأ يشعر أنه يريد أن يسجد لإله لم يكن يعرفه بعد ومازال يبحث عنه، يريد أن يسجد سجود استسلام في هذه اللحظة بدأ يلتحق بالكنيسة ويقرأ في الإنجيل ويستمع للصلوات ظناً منه أن ذلك سوف يساعده في تحقيق الطمأنينة التي ينشدها، الشكوك بدأت تعود بداخله مرة أخرى وتزداد وبدأ يشعر بضيق شديد في الصدر.

كان له صديق فرنسي من أصل مغربي ولكنه كان مسلماً، عندما شاهد هذه التغيرات قال له: الآن أشعر أنك محتاج أن تسمع عن الإسلام، كان يسمى رضوان، فلم  يحدثه من قبل عن الإسلام وعرض عليه الإسلام في جمل مختصرة وهي أن القرآن نسخة واحدة وليست نسخا متعددة، فلم تطله يد التحريف كما في الديانات الأخرى، وبعدها حدثه عن معجزات قرآنية تحققت في القرآن كدلائل وبراهين على كلامه.

يقول عن هذه اللحظة، كنت أشعر بشيء يدفعني وفي البداية كان هناك خوف وقلق خشية أن تكون المشاعر التي انتابته مرجعها الشيطان، وخاف أن تتملك روحه هذا المكروه خاصة أن المسيحية دائماً كانت تصور الإسلام على أنه من الشيطان فلم أجد غير العدل والحق وعدم الكذب والتواضع وغيرها من الصفات الحسنة مثل الصبر ورعاية المريض والمحتاج.

بدأ يشعر أنه لم يعد بمفرده، حيث وجد النّاس يلتفون حوله، فهذا يعلمه الصلاة وهذا يعلمه القرآن وباقي العبادات، ورغم أنه نطق الشهادتين عند إسلامه، إلا أن المسلمين في أحد المراكز الإسلامية القريبة من مسكنة طلبوا منه تكريماً له يحضر صلاة الجمعة وينطق الشهادة أمام جميع المسلمين بعد انتهاء الصلاة، وما فعل ذلك حتى كبّر المسلمون بصوت مرتفع، وقتها شعر، مالك، بفرق قال عنه، ما بين الليل والنهار.

يرى أن الإسلام أفضل طريق للحياة فقد ترى متعة في رؤية والديك ولكن المتعة الأكبر أن ترى خالقك الذي بعث فيك الروح، فهذا الشعور يفتقده سكان الغرب لأن كثيرين منهم يفتقدون الشعور بوالديهم أنفسهم.