دعا وزير الدولة البريطاني لشؤون التنمية الدولية آلان دنكان الى ضرورة التزام الدول بتعهداتها لدعم الوضع الانساني في سورية، مطالباً الجهات السورية بضمان حرية دخول المساعدات الى المناطق التي يحاصَر فيها السوريون نتيجة المعارك القائمة بين النظام والمعارضة.

Ad

وقال دنكان، في مؤتمر صحافي عقده أمس، إنه جاء إلى الكويت للمشاركة في اجتماع مجموعة كبار المانحين "وسأتكلم عن الأزمة السورية ودور المجتمع المدني والأمم المتحدة لحل الأزمة، خصوصا ان هناك دورا كبيرا للدول المجاورة مثل لبنان والأردن"، مبيناً أن "لبريطانيا بالتأكيد دوراً كبيراً، كما أن للكويت دوراً محورياً، حيث تبرعت بما يقارب مليار دولار، ولا احد ينكر ذلك الدور".

وأضاف: "أريد التركيز على ثلاث نقاط بعد اجتماعي مع مبعوث الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية د. عبدالله المعتوق، ووكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله, أولاها أن على مَن وعد ان يفي بوعده, والثانية دعوة كل اطراف النزاع في سورية إلى السماح بدخول المساعدات بعد قرار الأمم المتحدة 2139، حيث نريد ان يكون هناك نوع من التعاون بين النظام السوري والمليشيات لوصول التحويلات الانسانية"، مبيناً أن النقطة الثالثة هي "ضرورة تعامل كل الدول بشفافية في توزيع المساعدات وموعد وصولها، سواء عن طريق الأمم المتحدة او عبر طرق اخرى".

لا إجبار

وهل هناك آلية لإلزام الدول المتعهدة بدفع التزاماتها؟ أجاب: "يجب ان تتعامل جميع الدول بكل شفافية في توزيع المساعدات، ولا يوجد اجبار لدفع التعهدات عبر الأمم المتحدة، ولكن يجب الاعلان عن ذلك"، مضيفاً أن "بريطانيا دائما تعلن عن تعهداتها بشفافية وبصراحة والتزمنا بدفع كل تعهداتنا السابقة".

وأشار الى انه لا يريد تكرار ما حصل في مؤتمر المانحين الاول، حيث وصلت نسبة قليلة من التعهدات، موضحا أنه "يجب على جميع من تعهد أن يعلن عن المبلغ الذي دفعه وأين اتجهت مساعداته".

وعن احتمال عقد مؤتمرات اخرى للمانحين خصوصا بعد اعلان الامم المتحدة حاجتها إلى 6 مليارات دولار بنهاية عام 2014، قال: "من الامور التي ناقشناها استمرار الازمة منذ ثلاث سنوات"، مستبعدا انعقاد مؤتمرات اخرى للمانحين، "لأنه من الصعب الاستمرار في توفير تلك المساعدات لأن احتياجات النازحين في ازدياد، كما أن هناك احتياجات متصاعدة أيضا لكل من الدول المجاورة، والمتبرعة كذلك، ما يؤدي الى احباط عزيمتها".

الأكثر تعقيداً

وأضاف أن الأزمة السورية من اكثر الأزمات المعقدة التي رآها في العالم، "لأن هناك الملايين في الخارج والداخل، يعيشون في فقر واضطهاد وعدم استقرار، ولا يمكن تجاهل ما يحصل، ولكن لا بد من الاستمرار في مواصلة الجهود الانسانية في الوقت الذي لا يوجد فيه حلول سياسية ملموسة".

وقال: "لا توجد ضمانات لإيصال المساعدات الى الداخل السوري بسبب صعوبات الحرب والاقتتال الجاري"، موضحاً أن اي حوار سياسي بين دمشق وأي دولة في العالم، ومن بينها بريطانيا، لابد أن يكون من خلال الالتزام بالحلول التي وضعتها الأمم المتحدة وتنفيذ متطلبات المجتمع الدولي.

وعن انتصار الجيش السوري على الأرض وما اذا كان ذلك يستدعي تسليح بريطانيا والغرب للمعارضة، قال: "لا دعم عسكريا، وليس من سياستنا الانخراط في هذا النزاع المسلح".

وشدد على عمق العلاقات بين بلاده والكويت، واصفا اياها بـ "التاريخية والعميقة والودودة"، مبيناً أن هناك اتفاقيات تجارية عديدة موقعة بين البلدين، ما يدل على قوة التبادل التجاري بينهما، لافتا إلى أن "الكويت تقوم بعمل جيد جدا وبدور قيادي كبير في المنطقة".