«شباب امرأة»... شفاعات تفضح إمام على صفحته

نشر في 07-07-2014 | 00:01
آخر تحديث 07-07-2014 | 00:01
No Image Caption
«أمك باعت البقرة اللي حيلتها علشان تيجي الجامعة ياإمام»، إحدى الجمل التي اعتمدها مخرج الفيلم الراحل صلاح أبو سيف في بداية فيلمه «شباب امرأة» ملخصاً بها حال بطلنا وكيف ضحت أمه لأجل إتمام تعليمه... في السطور التالية نعرض الفيلم برؤية معاصرة.
تجلس الإعلامية ريهام سعيد وبصوت رخيم تسأل عبد الوارث عسر: قتلتها ليه؟! ليصمت الرجل قبل أن تباغته الإعلامية المعروفة بأدائها الاستعراضي: راضٍ عن نفسك؟؟ عارف أنك قتلت نفساً بشرية وبمنتهى القسوة؟

على فضائية أخرى، الإعلامي مفيد فوزي يوجه أسئلته النارية إلى إمام (شكري سرحان): تسمح لي أفتش في ضميرك؟ و... غيرها من أسئلة دفعت إمام إلى الصمت.

فيما تعليقات (comments) متسلطة من {شفاعات} على ما كتبه {إمام} على صفحته الشخصية على موقع التواصل عبّر فيها عن سعادته لخروجة مع أصدقائه، لترد كاريوكا عليه: {مش عوايدك تخرج من غير ماتقولي يا إمام}، ليفتضح أمره أمام الجميع، الأمر الذي يثير سخرية المحيطين بإمام والذين لاحظوا تحميل كاريوكا أغاني عاطفية لعبد المطلب من موقع {ساوند كلاود} على صفحته الشخصية، وهو الأمر الذي لاحظته شادية التي تحب إمام وتنصحه بالابتعاد عن شفاعات في محادثات جانبية كثيرة بينهم  على {الإنبوكس} (inbox).

في فيلم {شباب امرأة}، الشاب إمام (شكري سرحان) القادم من الريف ليدرس في القاهرة، يستأجر إحدى الغرف في منطقة القلعة، والتي تملكها شفاعات (تحية كاريوكا)، تعجب برجولته وشبابه وتحاول غوايته، وتنجح في ذلك فعلاً. ويمضي معها في هذا الطريق ليتعثر في دراسته، حتى يقتلها عسر في النهاية انتقاماً منها وخوفاً على مصير إمام.

يبدأ الفيلم بجملة «أمك باعت البقرة اللي حيلتها علشان تيجي الجامعة يا إمام»، والجملة نفسها في رؤيتنا العصرية للفيلم تصلح لأن يضعها أحد أصدقاء إمام كـ{هاشتاغ» يسخر منه ومن حاله، أو تستخدمها حبيبته (شادية) في محاولة لاستعادته وإعادته إلى الطريق السليم، وهي ذاتها التي ذكره بها حسنين (عبد الوارث عسر) لينصحه بمحاولة التحرر من أسر شفاعات، قبل أن يطالبها بأن «تترك اللجام للحمار الذي يدور في الطاحونة كي لا يكل يوماً، في إيحاء يقصد من وراءه أنها تستغل الشاب إمام  في تحقيق رغباتها».

هاتف محمول

المؤكد، ووفقاً للرؤية العصرية، أن هاتفاً محمولاً ترسل منه شفاعات صورتها مع إمام إلى والدته كان كفيلاً بتغيير الأحداث. على أثر ذلك، يقتلها إمام، خصوصاً بعدما ترسل شفاعات الصورة نفسها إلى حبيبته وأهلها، وتقع الصورة أيضاً في يد أحد الأشقياء في الحارة عبر «البلوتوث» فيبدأ في تهديدهما بها، ما يسهم في إشعال ثورة إمام ليقتل شفاعات بدلاً من حسنين في رائعة أبو سيف لتخليص الشاب إمام من براثن امرأة لعوب.

تبرز عبقرية  المخرج الذي لا ينقص من قدراته عنصر الزمن، في مشهد الرجل الذي يجذب خروفاً ويربطه بشفاعات وهي تجذب إمام من يده، ليؤكد لنا رؤيته لإمام بأنه ليس أكثر من خروف تعلفه حتى يسمن لتتمكن من التهامه كيفما شاءت، ومروراً بخطوات شفاعات التي تسبق إمام بخطوة أو خطوتين كلما تنزهت أو خرجت برفقته، ليدل على أنها هي الأولى وأنه وراءها تسوقه حيث تريد.

الفيلم أخرجه صلاح أبو سيف وأدّى بطولته كل من تحية كاريوكا وشادية، وشارك في المسابقة الرسمية في مهرجان «كان» السينمائي عام 1956، وتم تصنيفه في المركز السادس ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية في استفتاء النقاد.

back to top