وحدها عجلة الأمن المتنقل والمتفلت تعمل في لبنان، في ظل الشلل الضارب في مؤسسات الدولة. وتواصلت الاشتباكات في طرابلس أمس بين منطقتي جبل محسن، التي تسكنها أغلبية علوية مؤيدة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، ومنطقة باب التبانة التي تسكنها أكثرية سنية معارضة للأسد، رغم الهدنة القصيرة التي اخترقها رصاص القنص، في ظل شلل حركة المدينة وأسواقها القريبة والبعيدة.
وأدت الاشتباكات أمس إلى مقتل المسؤول العسكري في «الحزب العربي الديمقراطي» في جبل محسن بسام يونس عبدالله متأثراً بجروح أصيب بها خلال المعارك، لترتفع حصيلة اشتباكات طرابلس، التي اندلعت مساء الاثنين إلى 5 قتلى وما يزيد على 40 جريحاً.ميقاتيفي السياق، أكَّد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أنَّه «على الجميع التعاون مع الأجهزة الأمنية، لأنَّ الوضع في طرابلس لا يمكن أن يستمر كما هو»، مُشدداً على أنَّ «كل مُخل بالأمن سيحاسب قضائياً».وقال بعد اجتماع المجلس الأعلى للدفاع في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان: «طرابلس تشعر أن كل واحد فاتح على حسابه، وقررنا وضع حد لكل ذلك عبر سلسلة من الإجراءات»، وأضاف: «الطرابلسي رهانه على الدولة فقط، وهو لم يقبل بالأمن الذاتي بعد تفجيري المسجدين»، لافتاً إلى أنَّ «ابن طرابلس يشعر أنه صندوق بريد».وتابع ميقاتي: «ستتخذ إجراءات سريعة لإعادة الاطمئنان إلى نفوس الطرابلسيين»، وقال: «أكدنا كسياسيين أننا نضع القوى الأمنية أمام مسؤوليتها، وليس ثمة غطاء معين على أي طرف، ومن يُخل بالأمن فسيكون له حسابه قضائياً». وأوضح أنَّ «الخطة الأمنية لم تأخذ مسلكها الكامل بعد، واتفقنا بعد اليوم ألا نقول ما هي الخطة والتفاصيل، أما البرهان والنتائج فسيكون في الأيام المقبلة».قاسمفي سياق آخر، رأى نائب الأمين العام لـ»حزب الله» الشيخ نعيم قاسم أن «هناك دولة عربية خليجية أمرت قوى 14 آذار بأن تجمد تشكيل الحكومة في لبنان، بانتظار التطورات في سورية، لأن هذا البلد العربي يأمل خلال شهرين أو ثلاثة أن تقلب المعادلة إلى مصلحته، فإذا كان هذا هو الحساب، فلا الشهران ولا خمسة أشهر ولا غيرها من الشهور، لأن هؤلاء يحلمون، وهذا ما يجعلني أقول إنهم سيبقون البلد من دون حكومة إلى الانتخابات الرئاسية».إلى ذلك، ختم البطريرك الماروني بشارة الراعي أمس زيارته للدوحة بمؤتمر صحافي شكر فيه القطريين "على كل شيء قاموا به من أجل إخراج وإعادة المخطوفين اللبنانيين في أعزاز".وأضاف الراعي: "تمنينا عليهم وهم لديهم أيضاً رغبة في معرفة مصير المطرانين بولس يازجي ويوحنا إبراهيم والكهنة الثلاثة الذين خطفوا في أبريل ومارس وفبراير، والعمل على الإفراج عنهم".
دوليات
لبنان: مقتل قيادي في جبل محسن خلال اشتباكات طرابلس
25-10-2013