«رئاسية لبنان»: جلسة فاشلة غداً أو «معجزة»
• علي: عون سعيد بـ «انتصارات سورية»
• سلام يريد رئيساً على شاكلة الحكومة
• سلام يريد رئيساً على شاكلة الحكومة
يترقب اللبنانيون غداً الدورة الثانية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وسط توقعات بأن تفشل الجلسة كسابقتها إذا لم تحصل «معجزة» في اللحظات الأخيرة.وفي المواقف المعلنة لجميع القوى السياسية لايزال توازن القوى الذي ادى الى فشل الجلسة الماضية سارياً، ومن المتوقع أن يواصل فريق «14 آذار» اصطفافه خلف رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، في حين سيتمسك رئيس «اللقاء الديمقراطي» زعيم الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط بالاقتراع لمصلحة مرشحه الوسطي هنري الحلو.
ولايزال الغموض يظلل موقف «قوى 8 آذار»، إذ لم تصدر هذه القوى أي اشارة إلى نيتها تقديم مرشح للرئاسة أو تسمية رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون. وإذا لم تحصل «معجزة» في اللحظات الأخيرة بشأن التوافق على عون أو على مرشح آخر وسطي قد يكون قائد الجيش جان قهوجي، فإن «قوى 8 آذار» ستكرر اقتراعها بالورقة البيضاء أو قد تنسحب من الجلسة كاسرة النصاب الدستوري اللازم لانعقادها (86 نائباً، ثلثا المجلس النيابي). وفي إشارة الى صعوبة قبول تيار «المستقبل» المؤيد للثورة السورية والناخب الأكبر داخل «قوى 14 آذار» وزعيمه رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري بتبني ترشيح عون، التقى هذا الأخير أمس سفير النظام السوري في لبنان علي عبد الكريم علي، الذي أكد عقب اللقاء أن «عون سعيد بما تحققه سورية من انتصارات ونجاحات وما يحققه محور السيادة في العالم»، مضيفاً «كان التفاؤل كبيرا بأن المنطقة تتجه لتوازن أكبر وانتصار لمعنى السيادة والكرامة والتوازن وهو ما نرجوه في لبنان وسورية معا».ورغم ذلك افادت مصادر دبلوماسية «ممانعة» أنّ «أحد أبرز المرشحين الذين يشكلون تقاطعات على المستويين الإقليمي والدولي هو رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون»، مشيرةً إلى أنّ «المسؤولين الأميركيين يرون في عون قدرته على استيعاب حزب الله وتداعيات الوضع في سورية».من ناحيته، أكد رئيس الحكومة تمام سلام ان «الحكومة لا تطمح لأن تكون حكومة لملء الفراغ الرئاسي»، معتبراً أن «المناخ الايجابي الذي نجم عن توافق القوى السياسية وأنتج حكومة المصلحة الوطنية يجب أن يؤدي أيضا الى انتخاب رئيس للجمهورية»، وآمل أن «يكون رئيس الجمهورية المقبل صناعة وطنية على غرار الحكومة»، في إشارة الى حكومته الائتلافية التي شكلت بتوافق اقليمي.في المقابل، دعا رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أمس «8 آذار» إلى «اختيار مرشح ووضع برنامج له والذهاب الى جلسة الانتخاب». ورأى جعجع خلال مؤتمر صحافي في معراب أمس أن «الورقة البيضاء تستخدم من قبل شخص ما للتعبير عن رأي معين، ولكن لا يمكن وضع ورقة بيضاء من قبل كتل كاملة بهدف التعطيل»، معتبرا أن «الفريق الآخر مصمّم على تعطيل الجلسة، ولا يحق لأي طرف أن يستعمل هذا الحق بطريقة عشوائية».في غضون ذلك، دعا الاتحاد العمالي العام امس الى اضراب اليوم بالتزامن مع الجلسة الانتخابية. وتخوف مراقبون من هذه الدعوة خصوصا أن «أحداث 7 أيار»، التي احتل خلالها مقاتلو حزب الله والاحزاب المؤيدة له اجزاء واسعة من القسم الغربي من مدينة بيروت جرت تحت غطاء لتظاهرة دعا اليها الاتحاد.إعلام «8 آذار» يتضامن مع نفسهنفّذ إعلاميون لبنانيون أمس ينتمون بأغلبيتهم الى «قوى 8 آذار» في مقر نقابة الصحافة اللبنانية لقاءً تضامنياً مع رئيس تحرير جريدة «الاخبار» ابراهيم الأمين ونائبة مديرة الأخبار في قناة «الجديد» كرمى خياط استنكارا لقرار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان باستدعائهما بتهمة «تحقير المحكمة وعرقلة سير العدالة».وكان لافتاً غياب عدد كبير من الوسائل الإعلامية اللبنانية والإعلاميين واقتصر الحضور على أولئك الموالين لفريق «8 آذار»، الرافضين حكما لقرارات المحكمة الدولية.ورأى عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله في كلمة خلال اللقاء ان «ما مارسته المحكمة التي تسللت تحت جنح الظلام خارج أطرنا الدستورية هو اعتداء على الكلمة والصورة، ولن تستطيع أن تغطي فشلها باستهداف الإعلام الحر في لبنان»، معتبرا أن «الدولة بكل سلطاتها ملزمة اليوم باتخاذ موقف». وتلا نقيب المحررين الياس عون بيان وزير الإعلام رمزي جريج، الذي جاء مخيبا لآمال الحاضرين. وأكد جريج أنه «من الضروري احترام قرارات المحكمة الدولية، وما على كل من خياط والأمين سوى المثول امام المحكمة الدولية وإثبات براءتهما». وعندما خاطبت تلك الكلمات آذان الحاضرين، علت الأصوات المنددة والرافضة لكل ما أورده الوزير.