للمرة الرابعة، أشهرت روسيا والصين سلاح «الفيتو» لإجهاض مشروع قدمته فرنسا وتبنته نحو 61 دولة يحيل الوضع في سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية، في وقت أحرزت قوات الرئيس بشار الأسد انتصاراً جديداً بتمكنها من فك الحصار المفروض على مجمع سجون حلب منذ أكثر من عام.

Ad

استخدمت روسيا والصين أمس حق النقض (الفيتو) لإسقاط مشروع قرار يحيل الوضع في سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية، تمهيداً لملاحقة قضائية محتملة عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ارتكبت خلال الحرب الأهلية المستعرة منذ ثلاثة أعوام.

وهذه رابع مرة تمنع فيها روسيا، الحليف القوي لحكومة الرئيس بشار الأسد، والصين إقرار تحرك من جانب مجلس الأمن إزاء سورية، التي شهدت مقتل أكثر من 160 ألف شخص، وتشريد أكثر من نصف سكانها.

وعشية التصويت انضمت دول جديدة إلى الدول الراعية للقرار ليصبح عددها الإجمالي 61 دولة. وقال دبلوماسيون أمس إن السعودية والإمارات وقطر انضمت إلى قائمة من 58 دولة شاركت في رعاية مشروع القرار، بعد أن كانت دولتان عربيتان شاركتا سابقاً في رعايته هما تونس وليبيا.

ميدانياً وفي تقدم إضافي للرئيس السوري بشار الاسد قبل أقل من أسبوعين على الانتخابات الرئاسية، تمكنت القوات النظامية أمس من فك الحصار الذي فرضه مقاتلو المعارضة على سجن حلب المركزي لأكثر من عام، ما يتيح لها قطع طريق امداد رئيسي للمعارضين.

وبحسب وسائل إعلام سورية مقربة من السلطات، يمهد هذا التقدم لتطويق كامل مدينة حلب لاسيما الاحياء التي يسيطر عليها المقاتلون و"فرض" تسويات على غرار تلك التي أفضت الى خروج مقاتلي المعارضة من أحياء حمص القديمة بعد نحو عامين من حصار خانق.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "بعد نحو 13 شهرا من الحصار من قبل جبهة النصرة وكتائب اسلامية مقاتلة، تمكنت القوات النظامية ومسلحون موالون لها من فك الحصار عن سجن حلب المركزي"، مشيراً إلى أن دبابات ومدرعات "دخلت السجن وسمعت في داخله أصوات اطلاق رصاص كثيف ابتهاجاً بوصول القوات النظامية".

وأضاف عبدالرحمن ان الطيران المروحي قام أمس بإلقاء براميل متفجرة على مناطق تواجد المقاتلين "على بعد مئات الأمتار من السجن"، حيث فرض هؤلاء وعلى رأسهم عناصر من جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سورية) وكتائب إسلامية حصارا على السجن منذ أبريل 2013. واقتحموا اسواره مرارا سعيا الى "تحريره"، الا ان القوات النظامية التي بقيت مسيطرة على السجن، تمكنت في كل مرة من صد الهجوم.

وحال الحصار دون دخول مواد غذائية بشكل منتظم الى السجن، ما تسبب بحالات وفاة عديدة بين السجناء. وبحسب المرصد، أدى الحصار والقصف الذي طال السجن، الى مقتل نحو 600 سجين من أصل اربعة آلاف كانوا فيه، غالبيتهم موقوفون بجرائم جنائية.

وأعرب المرصد عن "مخاوف من تنفيذ القوات المقتحمة للسجن، حملة اعدامات" بحق سجناء معارضين لإظهار انهم "قتلوا اثناء الحصار".

سلسلة تقدمات

ويأتي فك الحصار بعد سلسلة تقدمات عسكرية للقوات النظامية في الاشهر الماضية، لاسيما في ريف دمشق وفي مدينة حمص (وسط) حيث ادى اتفاق بإشراف الامم المتحدة، الى خروج مقاتلي المعارضة من الاحياء التي يسيطرون عليها، في عملية انجزت في التاسع من مايو.

تسويات

واشار عبدالرحمن الى انه نتيجة فك الحصار عن سجن حلب "تم قطع طريق امداد رئيسي للمقاتلين بين الاحياء التي يسيطرون عليها في شرق حلب، والحدود التركية"، موضحا ان "طريق الامداد الوحيد المتبقي بين حلب والحدود التركية هو طريق الكاستيلو، في شمال غرب المدينة".

طائرة وصواريخ

في المقابل، أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية أمس تمكن الجيش الحر من اسقاط طائرة استطلاع في سماء الغوطة الشرقية بريف دمشق في حين قتل ما لا يقل عن 50 مقاتلا من المعارضة منذ أمس الأول.

كما قتل وجرح عدد من المدنيين في كفر بطنا جراء قصف قوات النظام وسط المدينة بصواريخ (أرض- أرض) بالإضافة الى عشرات الجرحى معظمهم من النساء والأطفال في بلدة زبدين جراء قصفها بالمدفعية الثقيلة.

وفي دير الزور قالت الهيئة في تقريرها ان تسعة عناصر من تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) قتلوا اثر استهداف الثوار حاجزا للتنظيم في قرية الحريجية كما قتل 15 اخرون واسر تسعة منهم في الريف الشرقي بدير الزور.

وفي حمص دارت اشتباكات بين الثوار وقوات النظام في محيط قرية الدوير وبلدة الدار الكبيرة بريف حمص الشمالي بالتزامن مع قصف مدفعي على البلدة كما جرح عدد من المدنيين في قصف لقوات النظام على حي الوعر.

مناشدة صحية

في غضون ذلك، ناشدت الحكومة السورية أمس الأول العالم تقديم المساعدة لإعادة بناء نظام الرعاية الصحية الذي قالت إن "الارهابيين" دمروه رغم تقارير لمسؤولي الأمم المتحدة عن أن قوات النظام هي المسؤولة إلى حد كبير عن الإضرار بالنظام.

وفي كلمة لوزراء من الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية قال وزير الصحة السوري سعد النايف إن حكومته تبذل قصارى جهدها لانقاذ الأرواح، مبيناً أن الحرب عصفت بالنظام الصحي ودمرت 701 مركز من أصل 1921.

(دمشق- أ ف ب،

رويترز، د ب أ، كونا)