الأمين العام للمجلس الإسلامي للدعوة والإغاثة عبدالله بن نصيف لـ الجريدة.: العمل الخيري يصلح مواطن الضعف في المجتمع المسلم
انتشار الإسلام لا يمُت للماديات أو الإغراءات بعكس حملات التبشير
هو الأمين العام للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة والنائب السابق لرئيس مجلس الشورى السعودي والعضو في منظمة حوار الحضارات وأحد الناشطين فى مجال الدفاع عن الإسلام وهو أحد الذين وضعوا على عاتقهم الدفاع عن الإسلام كقضية يجب أن تحل حتى يعود المسلمون مجدداً للعب دورهم الحضاري المحوري مثلما كانوا في السابق... إنه الدكتور عبدالله بن عمر نصيف الذي التقته «الجريدة» أثناء زيارته الأخيرة للقاهرة وكان هذا الحوار.
• نبدأ من المجلس العالمي للدعوة والإغاثة الذي تشرفون بأمانته، هل مازالت القيود المفروضة على العمل الخيري الإسلامي قائمة أم خفت بعض الشيء؟العمل الخيري لن يتعرض لكبوة مهما حدث، نعم يعاني بعض الشيء بسبب التحديات المتواصلة ضده من جانب بعض المنظمات الصهيونية الكارهة للعمل الخيري الإسلامي، ومن هذا المنطلق روجت بأن العمل الخيري يدعم التطرف والتشدد وهذا أمر غير صحيح على الإطلاق وقد أدى التشويه الصهيوني للعمل الخيري فى بعض الأحيان إلى وجود أموال وتبرعات عجزت منظمات الخير عن تصريفها وقد فوجئت عند تشرفي بالعمل في منصب الأمين العالم للمجلس الإسلامي للدعوة والإغاثة بأن هناك أموالاً تم تخصيصها لمناطق فقيرة في عالمنا الإسلامي مثل البوسنة وأفغانستان وغيرها ولم ينجح المجلس في توصيلها بسبب حصار العمل الخيري، لكن الحمد لله فقد بدأنا في وضع استراتيجية خاصة لتوصيل تلك الأموال لمن يستحقها وبالفعل نجحنا إلى حد بعيد، وأؤكد للجميع أن العمل الخيري ولله الحمد مستمر، فالله تعالى جعل حب الخير وبذل الصدقات والتبرعات جزءا أصيلا من خصائص المجتمع المسلم، وقد جعل الله تعالى أبواب الخير فسيحة بأنواع من الأعمال الخيرية والذي يراجع الأوقاف التي كانت في العهود الإسلامية المختلفة يجد أنها ذات مجالات واسعة جداً وتشمل كل مناحي الحياة ونحن نحتاج فقط نشجع الناس ونستمر في المحاولات لدفع العمل الخيري إلى الأمام وأنه لا ينبغي أن تكون الضغوط الخارجية سبباً في التعطيل، قال الله تعالى: "وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبَرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ" (المائدة:2)، ويقول الرسول (ص): "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".• هناك أماكن تتلقى تبرعات المسلمين وتستغلها في غير ما شرع الله، كيف نواجه ذلك وكيف يعرف المسلم أن تبرعه سيذهب للمكان الصحيح؟ لست أؤيد فكرة أن نتحدث كمسلمين عن سوء استغلال الأموال التي يتبرع بها المسلمون لصالح العمل الخيري لأننا بهذا نمنح أعداءنا فرصة ذهبية كي يتحرشوا بقيم الإسلام التي تحث على التكافل فيما بيننا ومن المرفوض تماما أن نعمل نحن من تلقاء أنفسنا على نشر ثقافة الخوف من العمل الخيري فللأسف هناك جهات كثيرة في عالمنا الإسلامي تعمل على نشر تلك الثقافة وهو الأمر الذي ساهم إلى حد بعيد في عرقلة الكثير من الجهود الخيرية الإسلامية في الوقت الذي نجحت المنظمات التبشيرية في العمل تحت ستار المساعدات الخيرية والاجتماعية وبهذا نجحوا في تنصير الآلاف إن لم يكن الملايين من فقراء إفريقيا ومن الممكن في هذا الإطار أن نطالب القائمين على المنظمات والمؤسسات التي تتلقى تبرعات المسلمين أن يتقوا الله ويعملوا على أن تنفق تلك التبرعات في مصارفها الشرعية التي حددها الله تعالى وبهذا نقطع الطريق على من يخططون للتخلص من العمل الخيري الإسلامي وفي نفس الوقت نقطع الطريق على منظمات التبشير التي تستغل غياب أموال الخير القادمة من جانب المسلمين ومن خلال تجربتي الطويلة في مجال العمل الإسلامي أؤكد هنا أنه لم يحصل أن قامت رابطة العالم الإسلامي أو غيرها من الهيئات الإسلامية الاخرى بمساعدة جهة مشبوهة كما أنها لم تقدم أية مساعدة للمجاهدين سواء كان دعما بالمال أو بالسلاح وإن كان هذا يعد تقصيرا من جانبها، الحقيقة أن هذه الهيئات ليس لديها مال لتقديم مثل هذه المساعدات ولكن هناك أفرادا يجتهدون في مجال الجهاد والدعم وهذه حالات فردية تدخل في إطار الحرية الشخصية التي تكفلها القوانين للجميع.• هل ترى أن غياب مؤسسات العمل الخيري الإسلامية هو ما منح جماعات التبشير الغربية فرصة ذهبية للعمل في المناطق الفقيرة حول العالم؟هذا صحيح إلى حد بعيد والكل يعرف أن الحملات التنصيرية تنطلق من مفهوم خيري في تنصير فقراء العالم والدليل على ذلك أننا لم نسمع يوما عن ثري أو مفكر اعتنق المسيحية بعكس الإسلام حيث يفاجأ الناس بين الحين والآخر برمز كبير سواء في عالم المال أو الفكر ينطق بالشهادتين، ما يدل على أن انتشار الإسلام لا علاقة له بالماديات أو بالإغراءات أيا كان نوعها بعكس الحال مع حملات التبشير التي تستخدم المال لإغراء الفقراء والمحتاجين وفي غياب المؤسسات والمنظمات الخيرية الإسلامية تنجح مؤسسات الغرب التبشيرية في مسعاها وهي تستغل في ذلك ميزانيتها التي تتعدى المليارات ويكفي أن أشير هنا إلى التقارير التي تؤكد أن إرساليات المؤسسات الغربية التبشيرية التي تعمل تحت ستار العمل الخيري تصل ميزانياتها إلى أكثر من 300 مليار دولار سنويا.• إذاً لابد من تفعيل دور العمل الخيري الإسلامي؟بالتأكيد لابد من تفعيل العمل الخيري الإسلامي وتوجيهه التوجيه الصحيح حتى يمثل حائط الصد الطبيعي ضد حملات تنصير الفقراء مسلمين كانوا أو غير مسلمين فلا ننسى في هذا الإطار دور المؤسسات الخيرية الإماراتية التي لعبت دورا حيويا في دعم فقراء إفريقيا سواء من المسلمين أو غير المسلمين فرجال الأعمال الإماراتيون ومعهم المؤسسات الخيرية الحكومية والحمد لله يدركون ضرورة مشاركة الآخرين همومهم من خلال مساعدة المحتاجين ودعم الدول الإسلامية المحتاجة إلى مساندة مالية لإنشاء المساجد والمراكز الصحية والمستشفيات والمدارس.