بدأت الحكومة المصرية حشد قواها الأمنية أمس، بالحضور المكثف في محيط الجامعات، بعد سلسلة تفجيرات استهدفت محيط جامعة القاهرة، في حين دعت جماعة «الإخوان» أنصارها إلى النزول اليوم، في تظاهرات يتوقع أن تشهد أعمال عنف.

Ad

اتخذت الحكومة المصرية أمس، حزمة من الإجراءات الأمنية في إطار حربها على الجماعات المسلحة التي تشن هجمات على قوات الجيش والشرطة، منذ إطاحة الرئيس السابق محمد مرسي في 3 يوليو الماضي، كان آخرها ثلاثة تفجيرات ضربت محيط جامعة القاهرة أمس الأول، وأسفرت عن مقتل عميد شرطة وإصابة 8 من بينهم ضابط برتبة لواء.

وبينما بحث مجلس الوزراء في اجتماعه أمس التشريعات المتعلقة بـ»مواجهة الإرهاب» تمهيدا لإقرارها، تأخرت مؤسسة الرئاسة في إدانتها تفجيرات جامعة القاهرة، فجاء بيان الإدانة بعد نحو 12 ساعة من التفجيرات.

وقالت الرئاسة المصرية إنها متيقنة من نجاحها في «استئصال القوى الظلامية واجتثاث جذورها، كما سبق لها في تسعينيات القرن الماضي»، مطالبة بتوفير تعاون دولي وثيق لمكافحة الإرهاب، يضمن عدم توفير المأوى والتمويل للإرهابيين في أي من دول العالم التي ستدرك إن آجلا أو عاجلا أن أمنها وأمن مواطنيها سيكتويان بنار الإرهاب».

وشهدت شوارع العاصمة المصرية استنفاراً أمنياً وحضورا مكثفا للدوريات المشتركة بين الجيش والشرطة أمس، فعم الهدوء الحذر محيط معظم الجامعات وفي مقدمتها «الأزهر» و«القاهرة» و«الإسكندرية».

ويأتي التحرك الأمني تفعيلاً لقرارات المجموعة الأمنية بالحكومة برئاسة إبراهيم محلب مساء أمس الأول، التي قررت تكثيف الدوريات والإجراءات الأمنية للجيش والشرطة طوال اليوم، خاصة في محيط الجامعات، وقال بيان صادر عن الحكومة إن ما سماها الجماعات الإرهابية تحاول «تعطيل خارطة المستقبل وتهديد وترويع المواطنين وزعزعة استقرار الدولة وإفشال العملية التعليمية واستدراج قوات الشرطة للدخول في مصادمات قد تؤدي إلى سقوط شهداء وأبرياء واستغلال هذا الموقف داخلياً وخارجياً»، مؤكداً إصرار الحكومة على استكمال «خارطة المستقبل».

أجناد مصر

من جهة أخرى، تبنت جماعة «أجناد مصر» الإرهابية مسؤولية التفجيرات الثلاثة التي وقعت في محيط جامعة «القاهرة» أمس الأول، وقالت في بيان لها إنه تم استهداف رجال الشرطة في إطار حملة «القصاص حياة» التي أطلقتها الجماعة لاستهداف قيادات قوات الجيش والشرطة، التي شاركت في فض اعتصامي «رابعة» و»نهضة مصر» من أغسطس الماضي.

وكانت جماعة «أنصار بيت المقدس» المسلحة، والمتمركزة في سيناء، أعلنت مؤخراً أن تنظيم «أجناد مصر» ذراعها المسلح داخل القاهرة، الذي تبنى استهداف كمين أمني وسط القاهرة ديسمبر الماضي، وأدى إلى مقتل ضابط وإصابة آخرين.

من جهته، علق المتحدث باسم وزارة الداخلية، اللواء هاني عبداللطيف، على بيان جماعة «أجناد مصر»، مؤكدا أن جماعات «أجناد مصر»، و»أنصار بيت المقدس» وغيرها، هي «مجرد مسميات لأن العنصر الإرهابي واحد»، متهما جماعة «الإخوان» بالتستر خلف أسماء حركات وهمية، بهدف تشتيت الأمن.

في سياق منفصل، قتل مجند أمن مركزي في مدينة «رفح» بشمال سيناء صباح أمس، بعد استهدافه من عناصر مسلحة، وقال مصدر أمني إن «إرهابيين أنزلوا المجند من سيارة مدنية، أثناء توجهه إلى بلدته لقضاء إجازته، وأطلقوا النار عليه وفروا هاربين».

تظاهرات

إلى ذلك، نظم طلاب جماعة «الإخوان» تظاهرات محدودة أمام جامعة «عين شمس»، بعدما ألقت قوات الشرطة القبض على 18 طالبا من أنصار الجماعة بينهم 4 فتيات، بينما توفي طالب بمدرسة السعيدية المتاخمة لجامعة القاهرة متأثراً بجراحه في اشتباكات سابقة.

من جهته، دعا «تحالف دعم الشرعية» إلى أسبوع احتجاجي جديد، بعنوان «عاش نضال الطلبة»، ينطلق اليوم عقب صلاة الجمعة، دعما لتحركات الذراع الطلابية لجماعة «الإخوان» في الجامعات.

وقال التحالف في بيان له أمس: «فلننتفض في أسبوع ثوري جديد»، مضيفاً: «لن نوقف الحراك الطلابي والشعبي، وندعو كل الأطراف لمراجعة المواقف»، مؤكداً استمرار الفعاليات الاحتجاجية ضد النظام القائم على شرعية «30 يونيو».

وبينما قررت حركة «شباب ضد الانقلاب» الإخوانية التظاهر بعد غد في ذكرى مرور 6 أعوام على تأسيس حركة «6 أبريل»، دعت حركة «باطل» عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إلى الزحف إلى ميدان «التحرير» في ذكرى تحرير سيناء 25 أبريل الجاري.

أمنياً، قرر المحامي العام لنيابات شمال القليوبية، المستشار مؤمن سالمان أمس، إحالة أعضاء الخلية الإرهابية التي ضُبطت مؤخرا بمنطقة عرب العليقات بمدينة الخانكة شمال القاهرة، وعددهم ستة إلى محكمة الجنايات بتهمة الانضمام إلى جماعة إرهابية وحيازة أسلحة آلية وذخائر وقنابل ومنشورات ضد القوات المسلحة والشرطة وارتكاب أعمال عنف والاعتداء على المواقع الشرطية بالخانكة.