اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أن "مكافحة الإرهاب هي القرار الأهم"، الذي يمكن أن يصدر عن مؤتمر "جنيف 2" الهادف الى إيجاد حل لأزمة مستمرة منذ منتصف مارس 2011، وأودت بأكثر من 130 ألف شخص، محذرا من أن المعركة ضد "الإرهاب" في بلاده ستطول، وخسارتها تعني "فوضى في كل منطقة الشرق الأوسط".

Ad

وقال الأسد، في مقابلة حصرية مع وكالة فرانس برس: "لا أرى أي مانع من أن أترشح لولاية رئاسية جديدة، أما بالنسبة الى الرأي العام السوري، إذا كانت هناك رغبة شعبية ومزاج شعبي عام ورأي عام يرغب في أن أترشح، فأنا لن أتردد ولا لثانية واحدة أن أقوم بهذه الخطوة". وتابع: "بالمختصر، نستطيع أن نقول إن فرص الترشح هي فرص كبيرة".

وأوضح الأسد، في المقابلة التي أجريت في قصر الشعب في دمشق أمس الأول، ردا على سؤال عما اذا كان يوافق على تعيين رئيس حكومة ووزراء من المعارضة الموجودة خارج سورية في حكومة انتقالية، أنه لا صفة تمثيلية لهذه المعارضة، وأن "الكل يعرف بعض هذه الأطراف التي قد تجلس معنا لم تكن موجودة بل وجدت خلال الأزمة من خلال أجهزة المخابرات الاجنبية سواء في قطر أو في السعودية، أو في فرنسا أو في الولايات المتحدة ودول غيرها، عندما أجلس مع هؤلاء فأنا أفاوض تلك الدول. فهل من المعقول أن تكون فرنسا جزءاً من الحل السوري، أو قطر أو أميركا أو السعودية أو تركيا مثلاً؟ هذا الكلام غير منطقي".

تحرير سورية

وتابع الأسد ساخراً: "لنفترض أننا وافقنا على مشاركة هؤلاء (معارضو الخارج) في الحكومة، هل يجرؤون على المجيء إلى سورية؟ (...) انهم لا يجرؤون. كانوا يتحدثون في العام الماضي انهم يسيطرون على 70 في المئة من سورية، ولكنهم لا يجرؤون على المجيء إلى الـ70 في المئة التي حرروها كما يدعون. فهم يأتون إلى الحدود لمدة نصف ساعة ومن ثم يهربون من سورية، فكيف يمكن أن يكونوا وزراء في الحكومة؟".

وخلص إلى أن "هذه الطروحات غير واقعية على الإطلاق، نستطيع أن نتحدث عنها بصيغة النكتة أو المزاح".

"جنيف 2"

وعما هو منتظر من مؤتمر "جنيف 2"، قال الرئيس السوري: "الشيء البديهي الذي نتحدث عنه بشكل مستمر هو أن يخرج مؤتمر جنيف بنتائج واضحة تتعلق بمكافحة الإرهاب في سورية، وخصوصاً الضغط على الدول التي تقوم بتصدير الإرهاب عبر إرسال الإرهابيين والمال والسلاح الى المنظمات الإرهابية، لاسيما السعودية وتركيا"، معتبرا أن "أي نتيجة سياسية تخرج من دون مكافحة الإرهاب ليس لها أي قيمة".

ومضى الأسد بقوله: "نستطيع أن نقول إننا في هذه المرحلة نحقق تقدماً. نحن نسير إلى الأمام، ولكن هذا لا يعني أن النصر قريب، هذا النوع من المعارك معقد ليس سهلاً وبحاجة لزمن طويل".

لا ثورة سورية

وكرر القول إن ما يجري في سورية "ليست ثورة شعبية كما كان يُصور في الإعلام الغربي، بأنها قضية ثورة شعبية ضد نظام يقمع الشعب وثورة من أجل الديمقراطية والحرية. كل هذه الأكاذيب الآن أصبحت واضحة للناس. لا يمكن لثورة أن تستمر ثلاث سنوات وتكون شعبية وتفشل".

ورفض الأسد التمييز بين مقاتلين معتدلين ومتطرفين في المعارضة، قائلاً: "لا توجد فئتان نحن أمام جهة واحدة هي القوى المتطرفة. بالمختصر، نحن نقاتل طرفاً واحداً هو المنظمات الإرهابية المتطرفة بغض النظر عن تسميات الإعلام الغربي".

«حزب الله»

وبرر الأسد مشاركة "حزب الله" اللبناني في القتال في سورية، بدخول "العشرات من الجنسيات من خارج سورية" للقتال فيها، مشيراً الى ان أصحاب هذه الجنسيات "قاموا بالاعتداء على المدنيين في لبنان وخصوصاً على الحدود السورية وعلى حزب الله"، إلا أنه اشار الى أن "خروج كل من هو غير سوري هو أحد عناصر الحل"، موضحاً أن ذلك سيكون من ضمن "سلّة متكاملة تهدف إلى خروج المقاتلين وتسليم كل المسلحين حتى السوريين منهم سلاحهم الى الدولة السورية".

وعما إذا كان الوضع الامني سيسمح بإجراء الانتخابات الرئاسية بعد أشهر، قال الاسد: "الطرق بين المناطق مفتوحة، وكل الناس تستطيع أن تتحرك، فيستطيع الأشخاص الذين يوجدون في مناطق ساخنة أن يأتوا إلى المناطق المجاورة القريبة ويقوموا بعملية الانتخاب"، معتبراً أن "هناك صعوبات، ولكنها ليست عملية مستحيلة".

قتل الشعب

ورداً على سؤال حول اتهامات بارتكاب انتهاكات لحقوق الانسان موجهة الى الحكومة السورية من منظمات دولية، قال الاسد "أي منطق ذاك الذي يقول إن الدولة السورية تقتل شعبها؟ هذا الكلام غير منطقي"، مضيفاً: "هذه المنظمات لا توجد لديها وثيقة واحدة تثبت أن الحكومة السورية ارتكبت مجزرة ضد المدنيين في أي مكان منذ بداية الأزمة حتى اليوم".

على صعيد آخر، حمل الرئيس السوري بقوة على فرنسا، متهماً اياها بالتحول الى "دولة تابعة" لقطر والسعودية بسبب "البترودولار".

وأكد الرئيس السوري، الذي يعيش في دمشق مع زوجته وأولاده الثلاثة، أنه لم يفكر يوما بـ"الهروب" من سورية. وقال إن كل السيناريوهات التي وضعها منذ بداية الازمة في منتصف مارس 2011 "هي سيناريوهات حول الدفاع عن الوطن وليس حول الهروب".

مواجهات دامية

ميدانياً، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس مقتل 15 من الكتائب الاسلامية في اشتباكات مع القوات النظامية وقوات الدفاع الوطني الموالية لها في محيط دير الشيروبيم في منطقة صيدنايا بمحافظة ريف دمشق، مشيراً إلى أن مصير عشرات المقاتلين الذين فقد الاتصال معهم لايزال مجهولاً.

وفي حلب، وفي حين أفاد المرصد عن اندلاع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة في حيي بستان القصر والإذاعة، أكد انسحاب مقاتلي تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) بعد منتصف ليل الاحد - الاثنين من ريف حلب الغربي وخلوا مقراتهم في ريف المهندسين وكفرجوم ولم يتم تحديد وجهة انسحابهم.

وفي درعا، أكد المرصد مقتل خمسة أشخاص أمس بينهم ثلاثة أطفال في غارات جوية نفذها الطيران الحربي على مناطق في المدينة.

(دمشق، عمان، باريس، واشنطن - أ ف ب، رويترز،

يو بي آي، د ب أ)