«حتى أنت يا... موت»

نشر في 18-01-2014
آخر تحديث 18-01-2014 | 00:01
 علي عبدالعزيز أشكناني نؤبن سنوياً شموساً أشرقت وانعكس ضياؤها على صفحات تاريخ الكويت لتملأها بنور ما زلنا نفتخر به ونفتقده.

رأيت خبر انتقال الإعلامية أمل جعفر إلى جوار ربها تاركة خلفها إرثاً ومكاناً يصعب ملؤه، حالها حال من رحل عنّا في السنوات الماضية في جميع المجالات على اختلافها، وتساءلت حينها هل سيكون لأبنائنا رموز ليتم تأبينها؟ أساطير يتغنون بمعاصرتها؟ خيرون يترحمون عليهم؟ ورجالات يفتقدونهم؟

 حتى أنت يا موت، أبيت إلا أن نزيد قيودنا قيوداً، وتزيد ظلامنا ظلاما بأخذك النجوم الساطعة من سمائنا التي تكافح للبقاء، حتى أنت يا موت ستتغير، فلن تأخذ رموزاً وأساطير إن استمر الوضع على ما هو عليه، ولن يكون أمامك إلا مجموعة من الناس البسطاء هنا، وقليل من السراق هناك، وبعض المتجملين عبر الإعلام- وهو ما لا يهمك وما لا تراه- وسترى قبحهم ودناءتهم، ولعلك بهيبتك وقوتك يا موت ستنفر من بعض روائح الطائفيين والعنصريين والإقصائيين الكريهة التي أزكمت أنوفنا طوال هذه السنوات.

إننا نعاني مشكلة حقيقية، وهي ظلام المستقبل بسبب ضعف الحاضر، فلنرَ حولنا من منّا نتوسم به الخير ومن منّا بقي بلا خطيئة؟

المصيبة أن جميع الخطائين هم من يرمون الأحجار هذه الأيام، وليتهم يصيبون بها... أشفق على جميع الصغار الذين قد يكون أكبر إنجاز يشهدونه هو الفوز بكأس الخليج، أو تحول تلفزيون الكويت إلى النقل العالي التقنية "إتش. دي" وسيكون من حولنا في ذلك الوقت ينظمون كأس العالم، وقنواتهم تعمل بتقنية ثلاثية الأبعاد.

حتى الشرفاء فينا يمارسون الآن مبدأ الجيش الأميركي حول الشذوذ الجنسي "لا تسأل، لا تقل"، لكنهم يمارسونه على الفساد بأماكن عملهم، وبيئتهم، وربما حتى بيوتهم، لأن اليأس نخرهم نخراً، فلم يبقَ شيء للموت ليأخذه لأننا أصبحنا أجساداً بلا أرواح أصلاً... حتى أنت يا موت ستسهل مهمتك... حتى أنت يا موت.

back to top