«داعش» يزحف إلى بغداد... و«البيشمركة» تسيطر على كركوك

نشر في 13-06-2014 | 00:01
آخر تحديث 13-06-2014 | 00:01
• مقاتلو التنظيم يسيطرون على مناطق في ديالى ويحاصرون مصفاة بيجي ويأسرون المئات
• تضارب بشأن انسحاب الجيش من الحدود مع سورية والبرلمان يفشل في الاجتماع لإعلان الطوارئ
أعلن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أنه سيزحف إلى بغداد وكربلاء والنجف في إطار الهجوم الواسع الذي يشنه التنظيم منذ أيام، والذي تمكن خلاله من السيطرة على مناطق واسعة شمال وسط العراق.

وأصبح التنظيم يسيطر حالياً على محافظة نينوى (شمال غرب) بالكامل وعلى بعض المدن في محافظة صلاح الدين (وسط) ومحافظة الأنبار (وسط غرب)، كما سيطر على مناطق في ديالى (شمال شرق).

حافظ تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) على زخم هجومه على مناطق شمال ووسط وغرب العراق، وسيطر أمس على مناطق في محافظة ديالى (شمال شرق)، كما عاد ليحاصر مصفاة بيجي في محافظة صلاح الدين بعد أن انسحب منها أمس الأول بوساطة قبلية.

واقترب المسلحون الجهاديون من مناطق تبعد أقل من 100 كلم عن شمال العاصمة بغداد، في حين دعا التنظيم عناصره الى مواصلة "الزحف" جنوبا نحو العاصمة بغداد ومدينتَي كربلاء والنجف المقدستين لدى الطائفة الشيعية.

وقال أحد أبرز قيادات التنظيم والمتحدث باسمه أبو محمد العدناني في كلمة نشرت على مواقع تعنى بأخبار الجهاديين: "واصلوا زحفكم فإنه ما حمي الوطيس بعد، فلن يحمى إلا في بغداد وكربلاء فتحزموا وتجهزوا"، مضيفاً "شمروا عن ساعد الجد ولا تتنازلوا عن شبر حررتموه، وازحفوا الى بغداد الرشيد، بغداد الخلافة، فلنا فيها تصفية حساب، صبحوهم على أسوارها".

ووجه العدناني في كلمته التي حملت عنوان "ما أصابك من حسنة فمن الله" رسالة الى رئيس الوزراء نوري المالكي الذي يحكم البلاد، ووصفه بـ"بائع الشعارات"، مضيفا "لا يوجد شخص مجنون أكثر منك إلا الذين يقبلون بك رئيس حكومة وقائدا".

وأضاف: "لقد خسرت فرصة تاريخية لشعبك في السيطرة على العراق، وإن الشيعة سيلعنونك مدى الدهر".

أسرى

وأظهرت اشرطة مصورة أمس عناصر من "داعش" تأسر عشرات من عناصر الشرطة العراقية في تكريت، كما أظهر شريط آخر عناصر التنظيم يقتادون مئات الجنود الذين استسلموا لهم من قاعدة سبايكر في تكريت.

كركوك في عهدة البيشمركة

في السياق، فرضت قوات البيشمركة الكردية أمس، سيطرتها بشكل كامل على مدينة كركوك المتنازع عليها بين العرب والأكراد بهدف حمايتها من هجوم محتمل لمقاتلين جهاديين.

وقال قائد اللواء الأول في البيشمركة العميد شيركو فاتح رؤوف، إن "قواتنا أكملت نشر عناصرها حول مدينة كركوك أكملنا سيطرتنا على المدينة". وأضاف روؤف: "لن نسمح بدخول عنصر واحد من تنظيم داعش الى مدينة كركوك".

بدوره، أكد محافظ كركوك نجم الدين عمر كريم أن "قوات البيشمركة ملأت الفراغات التي سببها انسحاب الجيش العراقي من مواقعه التي لم تعد موجودة"، مضيفا "هناك اتصالات مستمرة مع بغداد ونتطلع الى اعادة المناطق التي سيطر عليها مسلحو داعش".

في السياق، أفاد مصدر في شرطة محافظة كركوك أمس، أن وزير البيشمركة الشيخ جعفر الشيخ مصطفى نجا من محاولة اغتيال بتفجير مزدوج بعبوتين ناسفتين جنوب غربي المحافظة، مشيرا الى أن التفجير أسفر عن إصابة ثلاثة من عناصر البيشمركة.

وأكد أن "وزير البيشمركة لم يصب بأي أذى لأنه لم يكن في الموكب"، إلا أن قوات البيشمركة نفت هذا النبأ لاحقاً.

وتضم كركوك الغنية بالنفط قوميات مختلفة، ففيها أكراد وعرب وتركمان، وهي الجزء الرئيسي من الأراضي الشاسعة التي يطالب بضمها إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي في مواجهة اعتراضات شديدة من حكومة بغداد الاتحادية.

تكريت تلتقط أنفاسها

وأعلن جهاز مكافحة الارهاب أمس، عن قيام طيران الجيش بمطاردة وقتل أعداد كبيرة من عناصر تنظيم "داعش" شمال تكريت مركز محافظة صلاح الدين التي تقع على مسافة 160 كم شمال غرب بغداد.

وقال المتحدث الرسمي باسم الجهاز صباح النعمان، إن "قوات النخبة وبالتنسيق مع طيران الجيش الأبطال تطارد عصابات داعش في قرى شمال تكريت"، مضيفا أن "القوات قامت بقتل أعداد كبيرة منهم أثناء عمليات المطاردة".

وكان "داعش" سيطر امس على تكريت بعد معارك مع الجيش، كما هاجم مدينتي سامراء وبيجي في محافظة صلاح الدين في محاولة للسيطرة على المحافظة بعد سيطرته على محافظة نينوى (شمال غرب) بالكامل.  

الحدود مع سورية

وتضاربت الانباء امس بشأن انسحاب الجيش العراقي من الشريط الحدودي بين العراق وسورية غربي المحافظة.

وأفاد مصدر عشائري في قضاء القائم بمحافظة الانبار بأن قوات الجيش انسحبت، مبينا ان العشائر شكلت قوة بمساندة الشرطة المحلية لحماية الحدود، إلا ان مصادر الحكومة اكدت ان فرقة واحدة من الجيش انسحبت لاسباب لم يذكرها.

فشل البرلمان

وفشل مجلس النواب العراقي أمس، في الاجتماع للتصويت على اعلان حال الطوارئ بسبب عدم اكتمال النصاب، في وقت تواجه البلاد مرحلة حرجة مع سقوط مناطق في أيدي مقاتلين جهاديين واقترابهم من بغداد.

وقال النائب عمار طعمة إن "البرلمان أخفق في عقد جلسته بسبب عدم اكتمال النصاب المطلوب المحدد بـ163 نائبا"، مؤكدا حضور 128 نائبا. ومن المقرر ان تنتهي ولاية البرلمان العراقي اليوم. ويدور جدال دستوري بشأن امكانية تمديد عمله أو لا.

ومساء أمس الأول فشل عدد كبير من القادة السياسيين بينهم رئيس الوزراء نوري المالكي في التوصل الى اتفاق فيما بينهم حيال عقد الجلسة خلال اجتماع جمعهم ليلة أمس الأول، في بغداد في منزل إبراهيم الجعفري.

(بغداد ـــــــ أ ف ب، د ب أ، رويترز)

back to top