عمرو موسى رئيس "لجنة الخمسين" الموكلة بتعديل الدستور المصري يصرح هذه الأيام تصريحات عجيبة وغريبة ممكن أن تليق بمتحمس بسيط من الجماهير أو بشخص لا يعرف ألف باء السياسة، لكنها لا تليق بسياسي مرموق كان مرشحاً رئاسياً مهماً وتقلد مناصب سياسية حساسة عدة كعمرو موسى.

Ad

لفت نظري تصريحه الأخير الذي أكد فيه أنه لا يصلح سوى السيسي ليكون رئيساً لمصر! وحتى إن لم يرشح نفسه للرئاسة "حنخليه يرشح"!

بالطبع حين يصرح مثل عمرو موسى بهذا الكلام يستشف من ذلك أن هناك شبه تأكيد على تسلم السيسي حكم مصر رسمياً ويعني أيضاً أن مسألة توليه العرش هي مسألة وقت ليس إلا، بل أفهم من كلامه أن الترتيبات جارية لإعداد وصياغة إعلان السيسي رئيساً لمصر فقط إعلان لأنه على أرض الواقع هو الرئيس الحقيقي الفعلي!

السيسي أعلن غير مرة في خطاباته أنه لا يطمح إلى حكم مصر رغم أنه هو من يمسك بالحكم فعلياً، ولا أستبعد على ضوء عدد من المعطيات أن نشاهد في الانتخابات الرئاسية المقبلة في حال ترشح السيسي مسرحيات كوميدية وبعض حركات "الفرقعة"، كما يلفظها المصريون في سبيل إظهار السيسي بالمنقذ والأمل بالتقدم والتطور وإرساء الأمن والأمان وغيرها من وعود الانتخابات، ولن أستغرب إن كانت نسبة السيسي %99!... فهكذا يبدو لي الحال الآن على الأقل... ويتبادر إلى ذهني سؤال هل معنى ذلك أنه لن يترشح أحد غيره... وهل لن ينافسه أحد؟

بالطبع لن آتي على ذكر مرشحي "الإخوان المسلمين"، فهؤلاء كل سنة وأنت طيب كلهم في السجن يتمتعون في ربوع سجون السيسي بتهم مضحكة مبكية في آن واحد، فقيادات الإخوان بدءاً من الرئيس محمد مرسي و وزرائه ومستشاريه يواجهون تهم أمن دولة بالتخابر مع دول خارجية!

ويحاكم بقية أعضاء "الإخوان" بتهم معلبة أقلها الانضمام إلى حزب محظور!

طيب يوجد المرشحون السابقون أحمد شفيق وعبدالمنعم أبوالفتوح وحمدين صباحي هل سينافسون السيسي في حال ترشحه؟

أيضاً قرأت أن رئيس الأركان السابق سامي عنان أُعلن أنه مرشح محتمل للرئاسة إن لم يترشح السيسي، وإذا ترشح عنان فمن الممكن أن ينجح ويكون رئيساً ذا صلاحيات محدودة ويستمر السيسي حاكماً فعلياً من وراء الستار، ويعني هذا استمرار المؤسسة العسكرية في الإمساك بحكم بلاد النيل، ولن أستغرب أي صيغة تأتي بها المؤسسة العسكرية، فالبقاء للأقوى، وهم الأقوى في الساحة السياسية في مصر.

السيسي قام بعدة جولات شبه انتخابية في عملية علاقات عامة واضحة آخرها زيارته مناطق القبائل في مطروح، والرجل واضح أنه يتعامل ويتم التعامل معه على أنه السيد الرئيس!

لذلك فإن الانتخابات الرئاسية القادمة ستكون محسومة إن ترشح فيها الفريق عبدالفتاح السيسي، وستبقى مجرد صيغة لتقلده الحكم بطريقة مقبولة أمام العالم، كرئيس أتى عبر صناديق الاقتراع بطريقة ديمقراطية، هكذا يريد المجتمع الدولي، وهو الذي سينفذه السيسي إن أراد الرئاسة رسمياً ولم يكتفِ برئاسته الحالية كحاكم وراء الستار... وعلى قول عمرو موسى "حنخليه يترشح"!

معنى ذلك إن حصل، فإن ثورة 25 يناير انتهت في أدراج المؤسسة العسكرية.

كل ثورة وأنتم بخير.