تشهد العلاقات المصرية - الأميركية تحسنا ملحوظا، بعد إعلان البنتاغون تزويد مصر بـ10 طائرات أباتشي، بالتزامن مع بدء زيارة وزير الخارجية المصري لواشنطن اليوم، في حين قتل ضابطان من الشرطة في حادثين إرهابيين منفصلين.
يبدأ وزير الخارجية المصري نبيل فهمي زيارة للولايات المتحدة الأميركية اليوم، تشمل مدينتي سان فرانسيسكو وواشنطن، يجري خلالها مباحثات مع نظيره الأميركي جون كيري، في زيارة يرى فيها مراقبون خطوة لإذابة الجليد في العلاقات بين البلدين، بعد التوتر الذي ساد منذ الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي في 3 يوليو الماضي.وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية السفير بدر عبدالعاطي، لـ"الجريدة"، إنه من المقرر أن يلتقي فهمي عددا من المسؤولين في الإدارة الأميركية، بما في ذلك أعضاء بارزون من الكونغرس بمجلسيه الشيوخ والنواب، وان اجتماعه بكيري سيكون الأحد المقبل.وفي سياق تحسن العلاقات بين البلدين، كشف مصدر عسكري لـ"الجريدة" أن قرار أميركي اتخذ باستئناف بعض المساعدات العسكرية لمصر، بعدما قالت وزارة الدفاع الأميركية إن وزير الدفاع تشاك هيغل أبلغ نظيره المصري الفريق أول صدقي صبحي، في اتصال هاتفي أمس، بقرار رفع تعليق تسليم طائرات الأباتشي إلى مصر.وذكر المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، ان القرار جاء عقب مباحثات عسكرية بين الطرفين، وأن هيغل أبلغ نظيره المصري، خلال الاتصال الهاتفي، أن الرئيس الأميركي باراك أوباما وافق على طلب البنتاغون والكونغرس إعادة طائرة "الأباتشي" المصرية المحتجزة في أميركا إلى القاهرة.ورحب قائد الجيش المصري بالخطوة الأميركية، مشددا على استقلالية قرار الإدارة المصرية، وأن الأخيرة لن تقبل تدخل أي طرف في شؤونها الداخلية، وأنها مستمرة في حربها على الإرهاب، مطالبا الجانب الأميركي بتفهم ذلك.من جهته، أكد مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير هاني خلاف لـ"الجريدة" أن التقارب الأميركي المصري الأخير يعكس إدراك واشنطن المتزايد لمدى إحكام النظام المصري الحالي قبضته على مجريات الأمور، وأن الرهان على جماعة "الإخوان" لم يعد يجدي.وأضاف خلاف: "يبدو أن إدارة أوباما حسمت أمرها بضرورة التنسيق مع الرئيس القادم، في ملفات عدة، أهمها محاربة الإرهاب في سيناء واستعادة دور مصر في الملف الفلسطيني.ويشير الموقف الأميركي الجديد إلى أن واشنطن على استعداد كامل للتعاون مع الرئيس الجديد للبلاد، والمفترض انتخابه في يومي 26 و27 مايو المقبل، خاصة أن هيغل أكد لصبحي أن واشنطن تسعى لزيادة تعاونها العسكري مع مصر، عقب الانتهاء من الانتخابات الرئاسية.واقتربت إجراءات الانتخابات الرئاسية من إعلان قائمة المرشحين النهائية 3 مايو المقبل، بعد إغلاق باب الطعون على المرشحين أمس، وينحصر السباق الرئاسي على كل من وزير الدفاع السابق المشير عبدالفتاح السيسي ومؤسس "التيار الشعبي" حمدين صباحي، اللذين فضلت حملتهما الانتخابية عدم تقديم أي طعون في المنافس الآخر، ما يعني عدم وجود أي مفاجآت عند إعلان القائمة النهائية للمرشحين الرئاسيين، في انتخابات يتوقع على نطاق واسع ان يحسمها السيسي لصالحه بسهولة.مقتل ضابطينفي الشأن الداخلي، قتل ضابطا شرطة أمس، أحدهما برتبة عميد في حادثين منفصلين، ما يشير إلى تواصل عمليات استهداف أفراد الجيش والشرطة المصرية، من قبل جماعات متشددة، تكثف هجماتها المسلحة منذ الإطاحة بالرئيس السابق.وشيعت في القاهرة أمس جنازة الضابط بالإدارة العامة للأمن المركزي العميد أحمد زكي، الذي قضي إثر انفجار عبوة ناسفة أسفل سيارته، عندما كان يستقلها أثناء توجهه إلى محل عمله بمدينة "6 أكتوبر" صباح أمس.وقالت وزارة الداخلية إن عميد الشرطة قتل فور وقوع الحادث، بينما أصيب مجندان كانا برفقته، وتكثف الأجهزة الأمنية جهودها لكشف ملابسات الحادث وضبط مرتكبيه، بينما فحص خبراء المفرقعات موقع الانفجار للوقوف على طبيعة المادة المستخدمة في العبوة الناسفة.إلى ذلك، قتل ضابط شرطة وإرهابي مسلح خلال حملة أمنية نفذتها قوات الشرطة صباح أمس في مدينة الإسكندرية الساحلية، حيث داهمت قوات الأمن مخبأ للإرهابيين بمنطقة برج العرب غرب المدينة، ما أسفر عن تبادل لإطلاق النار أسفر عن مقتل ضابط برتبة ملازم أول، وأحد العناصر الإرهابية، بحسب مديرية أمن الإسكندرية.وبينما تسعى جماعة "الإخوان" لإنهاء إجراءات حشد أنصارها من أجل تظاهرات الغد التي تتزامن مع احتفالات عيد تحرير سيناء، وقعت اشتباكات بين طلاب "الإخوان" وقوات الأمن في محيط جامعات "الأزهر"، و"القاهرة" و"عين شمس" و"حلوان"، ما دفع قوات الأمن إلى استخدام قنابل الغاز المسيلة للدموع لتفريق الطلاب الذين حاولوا قطع الطرق أمام الجامعات.وضبطت أجهزة الأمن في القاهرة 6 طلاب "إخوان" بجامعة الأزهر، بحوزتهم سلاح ناري وقنابل مولوتوف وأدوات تصنيع القنابل اليدوية، بينما ألقت الشرطة القبض على طالب بكلية الشريعة والقانون، بحوزته بندقية خرطوش متعددة الطلقات، عقب قيامه بإطلاق النيران على كمين أمني بحي مدينة نصر، شرقي القاهرة.في سياق منفصل، قررت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة تأجيل دعوى قضائية تطالب باعتبار دولة قطر من الدول الداعمة والممولة للإرهاب إلى جلسة 30 الجاري، وجاء قرار المحكمة بعد احالتها لدائرة أخرى لنظرها.وقال محام يدعى سمير صبري في دعواه إن "قطر تحتضن عددا من الإرهابيين الهاربين من العدالة، ورفضت تسليمهم إلى مصر باعتبارهم مطلوبين من الإنتربول"، مختصما في الدعوى الأمين العام لجامعة الدول العربية ورئيس الجمهورية ورئيس الوزراء.
دوليات
فهمي إلى واشنطن... ومقتل ضابطي شرطة في عمليتين
24-04-2014