كشف وزير الصحة د. علي العبيدي، عن تدشين برنامج وطني للصحة النفسية قريبا، لافتا إلى أن هذا البرنامج يهدف إلى التنسيق بين الجهات المعنية لخدمة المواطنين والمقيمين بالشكل الأمثل من خلال توسع أكبر وبشكل مدروس في تقديم الخدمات النفسية لمحتاجيها، بنظام الرعاية النهارية والإقامة خارج المستشفى وتفعيل التعاون بين مركز الكويت للصحة النفسية ووزارات الدولة المعنية في قطاع الصحة النفسية للأطفال والمراهقين وقطاع الصحة النفسية الجنائية والإدمان وقطاع الصحة النفسية لكبار السن.

Ad

وأكد العبيدي في تصريح للصحافيين صباح أمس على هامش حضوره ورعايته مؤتمر الكويت للصحة النفسية تحت عنوان «تكامل الطب النفسي في مراكز الرعاية الأولية»، أنه جار الآن اختيار أعضاء البرنامج، ومن ثم الإعلان عنهم والبدء في وضع اللائحة وإعداد الخطط الزمنية وتفعيلها بشكل مباشر.

وأضاف أن الوزارة ستعمل على التوسع في الخدمات العلاجية والوقائية للصحة النفسية في مراكز الرعاية الأولية، لافتا إلى أن «القرار الذي اتخذناه في بداية عام 2012 بفتح عيادات تخصصية للصحة النفسية، ما زلت أتابعه بنفسي خطوة بخطوة».

وأشار إلى أن هذه العيادات التخصصية تهدف إلى تخفيف العبء على المواطنين والمقيمين وتقريب الخدمات من مناطق سكنهم، إلى جانب تخفيف الضغط على المستشفيات العامة، مشددا على أن ذلك يتم من خلال التعاون مع مجلس الأمة من أجل توفير الاعتمادات المالية والتشريعات الملائمة والضرورية وعلى رأسها قانون الصحة النفسية، داعيا الى عدم إغفال التعاون مع القطاع الخاص في تطوير مجال الصحة النفسية في الكويت، وهو ما يتم حاليا العمل علي تذليل العقبات في طريقه، عبر اللجنة المشكلة في وزارة الصحة للنظر في شروط تراخيص مزاولة الطب النفسي في القطاع الأهلي.

النموذج الكندي

وعن تصريحاته أمس الأول بشأن تطبيق النموذج الكندي للحد من الوفيات في الكويت قال د. علي العبيدي إن ما تم هو زيارة من الفريق الكندي لعرض أبرز الملاحظات من خلال لقاءاتهم مع أقسام الطوارئ والحوادث، وقدموا لنا تصورا جميلا جدا، لذلك نحن نسعى إلى التعاون معهم في هذا المجال، على أمل الوصول إلى ما يخدم لحل هذه المشكلة.

من جانبها، قالت رئيسة المؤتمر ورئيسة قسم الاستشارات الخارجية بمركز الكويت للصحة النفسية مريم العوضي، أن المؤتمر يعتبر الأول من نوعه على مستوى الكويت كونه يدمج تخصصين في وقت واحد، هما الطب النفسي والرعاية الأولية، وهو يمس شريحة كبيرة من المتخصصين، مشيرة إلى أن أهم أهداف المؤتمر تتمثل في أن يكون هناك توعية في الوسط الطبي حول أهمية وجود الخدمات الصحية النفسية في المراكز الأولية، خاصة أن تواجد هذه العيادات في المراكز الصحية يساعد المريض كونها قريبة منه، ويخفف العبء على مركز الكويت للصحة النفسية، بدلا من أن يكون مستشفى واحد فقط هو المسؤول عن كل خدمات الطب النفسي في الكويت. وأوضحت العوضي أن الأمراض النفسية تشمل تقريبا 20 نوعا، وأن أكثرها انتشارا أمراض القلق حيث تصل إلى 25% من المجتمع، ويأتي بعدها أمراض المزاج حيث تصل إلى 15%، مضيفة أن أكبر شريحة تتأثر بتلك الأمراض من 19 إلى 35 عاما، ولذلك فإن أكثر شريحة منتجة في المجتمع هي الأكثر عرضة لهذه الأمراض.

بدوره، قال مدير مركز الصحة النفسية د. عادل الزايد إن المؤتمر خطوة جديدة نحو الانتقال إلى مرحلة جديدة في خدمات الصحة النفسية في الكويت، مبيناً أن معظم المؤتمرات في الفترة السابقة كانت تهدف إلى زيادة المعلومات الصحية في مجال الصحة النفسية الحديثة. وأشار إلى أن المؤتمر يعكس الروح الجديدة التي انبعثت بمركز الكويت للصحة النفسية على مدى السنوات الثلاث الأخيرة وهي روح الفريق الواحد والتعاون بين كل القائمين على مركز الكويت للصحة النفسية، فلم يعد هناك فارق بين مدير المركز أو رئيس القسم أو غيرهما وإنما المهم هو تحقيق النتائج الايجابية وتضافر الجهود وهذه الروح الايجابية يرعاها الجميع برغبة في تطوير العمل بمركز الكويت للصحة النفسية.