حقـائق عن «داعش»
دعاية مجانية يقدمها الإعلام إلى "داعش"، فأعْلامه السود باتت تحتل يومياً شاشات كل الفضائيات الكونية، وهذا الإعلام يواصل الترويج للمذابح البشعة التي يرتكبها، ويريد من خلالها إثارة الرعب لدى الذين يستهدفهم ويهاجمهم، وهذا أسلوب معروف، ولجأ إليه الإسرائيليون أكثر من مرة، كما لجأ إليه "القرامطة" و"الحشاشون" والمغول وغيرهم.والمفترض أن يبادر الإعلام العربي النظيف إلى الاتفاق على ميثاق شرفي تلتزم بموجبه الفضائيات العربية تحديداً بعدم إغراق شاشاتها بأعلام "داعش"، وصور العنف الدموي الذي يرتكبه هذا التنظيم من قطع الرقاب إلى تفجير الجماجم واستعراض القوة العسكرية، إضافة إلى اغتصاب النساء والترويج لنهبه مئات الملايين من الدولارات من البنوك العراقية في الموصل.
كان "القرامطة" و"الحشاشون" يلجأون إلى هذه الأساليب ويسعون إلى ترويج التبشيع بخصومهم وإلى أنهم لا يوفرون أطفالاً ولا نساءً ولا مساجد، ولذلك فإن مجرد ذكر اسمهم كان يثير الرعب، ويجعل المستهدفين يفرون بأرواحهم وأرواح أطفالهم، تاركين أرزاقهم وأنعامهم، وهذا ما يفعله "داعش" الآن، إلى حد أن أربع فرق من جيش نوري المالكي في الموصل تركت أسلحتها في المخازن والشوارع والساحات العامة، رغم أن عدد من هاجموها، كما يقال، لم يتعد 500 "داعشي"! ولعل ما تجب الإشارة إليه هنا أن "داعش" لم يُهاجم، إنْ في العراق وإنْ في سورية، إلا المناطق الضعيفة التي تُعتبر بالأساس ساقطة، وفقاً للعلم، والمناطق التي لا وجود فيها للدولة، والأقليات الضعيفة غير القادرة على الدفاع عن أرواح أبنائها وعن مراكزها الدينية وبيعها كالأيزيديين في العراق، والتركمان في شمال حلب وشرقها.والمؤكد أن نظامي نوري المالكي وبشار الأسد استغلا هذه الظاهرة الـ"داعشية" بأبشع صورها، عندما سلَّم النظام السوري تسليم اليد منطقة الرقة كلها، لهذا التنظيم، ومنطقة دير الزور بما فيها المناطق النفطية. وهذا ما فعله رئيس الوزراء العراقي السابق عندما كان يسحب قواته من مدن عراقية رئيسية، ولم يكن همه سوى الحفاظ على بغداد العاصمة والمناطق الجنوبية، وأغلب الظن أن دوافعه بالنسبة إلى هذا الأمر طائفية ومذهبية!وفي ظل الصورة التي استطاع "داعش" أن يرسمها لنفسه في الفضائيات العربية والعالمية فإنه أصبح نقطة استقطاب لأعداد كبيرة من المهمشين من العرب والأجانب، الذين لم يجدوا ما يعالجون به عقد النقص والدونية التي يعانونها إلا بالانضمام إلى هذا التنظيم الذي استطاع من خلال الدماء التي أسالها أن يفرض نفسه على الإعلام العربي والأجنبي.كما أن التنظيم أصبح نقطة استقطاب لكثير من المرتزقة الذين أسالت لعابهم مئات الملايين من الدولارات التي تمكن من الحصول عليها، من بنوك الموصل وآبار النفط التي سيطر عليها في منطقة دير الزور السورية.