فيصل وشعيب ووزارة الإعلام

نشر في 09-02-2014
آخر تحديث 09-02-2014 | 00:01
 مظفّر عبدالله دخل الإعلام الجديد بلدنا دون رغبة منّا وفعل الكثير في المشهد الإعلامي، وأصبحت المعلومة توظف سياسياً واجتماعياً لأغراض المنافسة والتحشيد، وتؤثر في الرأي العام كثيراً مقابل اختفاء شبه كامل لإعلام الدولة.

أول العمود:

نحن أمام تداول برلماني حكومي للاتفاقية الأمنية ومطلوب ممن يؤيد أو يعارض أن يبين حججه ولا يكتفي بالقول إنها لا تعارض أو تتوافق مع دستور الدولة ويصمت.

***

على قدر الأحداث المتسارعة التي تجري في الكويت فإن تأصيل ما يجري بالبحث والدراسة العلمية يكاد يكون صفراً، لذلك نحن نعيش التغيير لكننا لا نفهمه!

ماذا يجري اليوم في مجال انتقال الخبر- المعلومة؟ من الواضح أن ما يسمى بالإعلام الجديد ومنصاته المختلفة (مدونات صوتية، منتديات، صحف إلكترونية، "تويتر"، "فيسبوك"، "يوتيوب"، "انستغرام" وغيرها) تضاهي في سرعتها وتفاعل الناس معها كل ما تقوم به وزارة الإعلام من جهد وراءه جيش من الموظفين وملايين للرواتب وغيرها من المصروفات.

ويذكّرنا ظهور وسائل الإعلام الجديد اليوم بما فعلته ظهور الصحف المطبوعة في القرن الـ17 وتسببها في ثورة الإصلاح السياسي، وقبلها في القرن الـ15 حين ظهر الكتاب المطبوع وحدث الإصلاح البروتستانتي أو الديني بالعموم. الإعلام الجديد باختصار يداوي عنصر القلق عند الإنسان وحبه لبناء فرديته.

معركة تفجر المعلومات تأتي على أعتاب مرحلة سابقة هي ثورة الاتصالات، وليس لوزارة الإعلام أو وكالة الأنباء الرسمية أثر في مجاراتها، ولن تستطيع لسبب بسيط وهو أن عامل الحرية منقوص، إضافة إلى عوامل أخرى.

أتابع شخصياً أداء كل من الشابين فيصل البصري وشعيب الهاجري، لا للمقارنة، فكلاهما متفقان على هدف واحد وهو الارتقاء بتفاصيل الحياة اليومية، فيصل وشعيب (الأخير يقوم بحملة إنسانية لمصلحة اللاجئين السوريين)، وربما غيرهما، يستطيعان اليوم تعويم أي حملة تريدها الدولة باقتدار وبتكاليف أقل من أي حملة تديرها وزارة الإعلام، ولأسباب عديدة أولها يكمن في كونهما شابين تغازل رسائلهما ونكاتهما ولزماتهما أغلب الشباب من الجنسين، هذا هو روح الإعلام الجديد.

مرض التخلف عن السرعة في ترويج المعلومة في الإعلام التقليدي يتسبب اليوم في عدم رغبة المتلقي لكم المعلومات التي كان يحصل عليها من صفحة كاملة من جريدة تحوي 1000 كلمة، يكفيه ظهور شاب أو شابة في الفراش أو في الشارع أو المطعم يبث رسالة لثوانٍ على "الانستغرام" ليشد انتباه آلاف المتابعين نحو قضية معينة أو توجيه رسالة ما ضمن حدث محدد كحركات الاحتجاج في عدد من الدول اليوم.

ربما لا يشعر الناس بقيمة هذه الوسائل في حال الاستقرار والثبات، لكن من المؤكد أن الرغبة في التفاعل معها تصبح جامحة في أوقات الحدث، مهما كان نطاقه أو شكله (حريق، أو سقوط طفلة في حفرة، أو ثورة أو أي حدث آخر).

دخل الإعلام الجديد بلدنا دون رغبة منّا وفعل الكثير في المشهد الإعلامي، الصحف تخلفت بسبب غزو مثيلتها الإلكترونية، وأصبحت المعلومة توظف سياسياً واجتماعياً لأغراض المنافسة والتحشيد وتؤثر في الرأي العام كثيراً مقابل اختفاء شبه كامل لإعلام الدولة الذي يفترض فيه المبادرة والتفاعل على الأقل في حفظ ما تحرص عليه كل الحكومات وهو الأمن العام.

عمر المدونات 11 سنة، بينما عمر الصحافة الإلكترونية وغزوها لمثيلتها الورقية 5 سنوات، وها هي شبكات التواصل تدخل عامها الرابع لتنتج إعلام "الانستغرام" و"التويتر" وغيرها ويظهر لنا فيصل وشعيب وتغيب الدولة عن الإعلام.

back to top