كارين رزق الله: انتظروني قريباً في عمل عربي مشترك مع هيفا وهبي

ما أصداء مسلسل «اخترب الحي»؟

جميلة جداً، أحب الجمهور الجوّ الجميل في هذا المسلسل وواقعيته، ورأى فيه تصوّراً حقيقياً للشارع اللبناني الذي تكثر فيه الزحمة والمشكلات.

لماذا يُعرض عند السابعة مساء، رغم أن هذا التوقيت مخصص لمسلسلات غير محلية؟

أردنا توجيه رسالة أننا نريد عرض إنتاجات لبنانية في هذا التوقيت المسائي،  وأنه ليس حكراً على مسلسلات تركية أو أجنبية مثلا، خصوصاً أننا نستطيع تقديم مستوى يضاهي  الأعمال الأجنبية.

يمتدّ المسلسل على 180 حلقة، هل انتهيت من كتابتها أم تنتظرين اصداء الشخصيات لتفعيل الأحداث وتطويرها؟

لم أنه الكتابة بعد، ليس لانتظاري أصداء الشخصيات وإنما لصعوبة إنهاء كتابة هذا الكمّ  من الحلقات خلال فترة زمنية قصيرة، خصوصاً أن انطلاقة هذا المسلسل كتابة وتصويراً كانت سريعة، بعد قرار شاشة {أم تي في} اللبنانية عدم ترك توقيت السابعة مساء حكراً على الإنتاجات الأخرى.

هل جاء تنفيذ المسلسل عند حسن توقعاتك؟

طبعاً، المخرجة جسيكا طحطوح موهبة واعدة، وأحببت عملها وكيفية تحريكها الممثلين أمام الكاميرا، فضلا عن روعة صورتها، لذا أتمنى لها التوفيق وأن ينعكس المسلسل خيراً على مسيرتها المهنية.

علام أردت الإضاءة في هذا العمل؟

طرحت قصصاً واقعية غير بعيدة عن مجتمعنا والتركيبة البشرية بحد ذاتها، فنحن نصادف هذه الأحداث يومياً، مثل تسلط الأب الذي يؤدي بأبنائه إلى الوقوع في الخطأ، تخلي الفتاة عن خطيبها بسبب تعرفها إلى شاب آخر وندمها لاحقاً...

ما الأسلوب الذي اتبعته في عرضها؟

لم أعظ الناس، بالطبع،  بل أضأت على الأمور تاركة الاستنتاج إلى المشاهد.

 

تكتبين أعمالاً درامية وكوميدية، فكيف توفّقين بين الكتابة والتمثيل؟

لست منظمّة في الحياة، عادة،  وأقع أحياناً في مشكلات بسبب هذا الأمر، لكن في النهاية يمشي الحال.

ما سبب استمرارية مسلسل {عيلة ع فرد ميلة} ( كتابتك وفادي شربل، إخراج ألين باز) مواسم جديدة؟

يعكس هذا المسلسل حياة العائلة اللبنانية وكيفية تعاطي الزوجين مع بعضهما البعض ومعالجتهما مشكلات الأولاد، والعلاقة بين الجيران، لذا هو مستمر عبر شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال، ويحقق نسبة مشاهدة مرتفعة. فضلا عن طرحه قصصاً من صلب الحياة اليومية، لذا ليس موجهاً لفئة عمرية محددة أو لطبقة اجتماعية أو ثقافية من دون غيرها.

يبدو الزوج في هذا العمل منكسراً أمام رغبات زوجته، فهل المرأة اللبنانية متسلطة إلى هذا الحد؟

إنها شخصية المرأة، عموماً، وليس اللبنانية فحسب، وهذه سنّة الحياة، كونها  تتولى إدارة المنزل الزوجي بتسليم من زوجها، وتحاشيه الدخول في جدل بيزنطي معها.

كيف تفسّرين عدم الاكتراث بكتابة أعمال تلفزيونية موجهة إلى كل أفراد العائلة؟

لا أعرف، رغم أننا أثبتنا، من خلال {عيلة ع فرد ميلة}، أن المسلسل الموجه إلى افراد العائلة محبوب ومرغوب ويحقق نسبة مشاهدة مرتفعة، ففي خلال عشر سنوات تجدد هذا المسلسل أكثر من سبع  مرات، أي تخطى مئتي حلقة تلفزيونية، ولا يزال يتجدد، وهذا تأكيد على تحقيقه نسبة مشاهدة مرتفعة. فضلا عن أن مسلسل {حلوة وكذابة} يحقق نسبة مشاهدة عالية أيضاً، لأنّه صوّر جوّ العائلة، وهذا دليل على أن الطفل يهتمّ بمتابعة المسلسل الذي يطرح قصصاً عائلية.

بعد اللايت كوميدي {حلوة وكذابة} (بطولة داليدا خليل وزياد برجي)، كتبت مسلسلا درامياً، فهل كان خياراً عن سابق تصور وتصميم أم جاء بشكل تلقائي؟

من الطبيعي ألا يسير الكاتب في خطّ واحد بل أن ينوّع في أعماله، فمسلسل {عيلة ع فرد ميلة} كوميدي بامتياز، و{حلوة وكذابة}  كوميدي رومانسي، ولدي سيت كوم وكوميديا قيد التحضير، لذا فضّلت أن يكون {اخترب الحي} درامياً بسبب عدد حلقاته وتوقيته، مع أنني أضفت، لاشعورياً، نهفات كوميدية لدى بعض الشخصيات لأفشّ خلقي.

أيهما اسهل لديك، كتابة الدراما أم الكوميديا؟

لا شك في أن كتابة الدراما أسهل،  لأن الكوميديا يحتاج كل مشهد فيها إلى نهفة وخفة دم.

ما تفاصيل مسلسلك مع هيفا وهبي؟

هو عمل عربي مشترك ما زلت أكتبه. حصل اتفاق بين هيفا وهبي وبين الجهة المنتجة، لكن لم تتحدد هوية المخرج بعد.

أطلت هيفا في أعمال مصرية، فكيف تقيّمين أداءها؟

لا شك في أنها تتمتع بكاريزما، وإلا لما حققت هذه النجومية. شخصياً أراها خفيفة الدم وملائمة لدور {لايت وكوميدي}، وممثلة رائعة، فضلا عن أنها ستحكي باللهجة اللبنانية في هذا المسلسل لذا ستبدو مرتاحة أكثر في التعبير.

 هل انطلقت من شخصيتها الحقيقية لكتابة دورها؟

عندما علمت أنني أكتب لها دوراً فكرت بشخصية تليق بها، إنما لا يعني ذلك أن الشخصية تنطبق عليها في الحقيقة.

ما رأيك بالأعمال العربية المشتركة؟

يُطلب مني كتابة مثل هذه الأعمال لأنها باتت مطلوبة ولا مهرب منها، وهي  جميلة كونها تجمع بلداناً عربية مع بعضها البعض فينتشر العمل أكثر، لأن لكل ممثل مشاهديه الذين سيتابعونه أينما حلّ، وبالتالي تتسع دائرة انتشار المسلسل  لتشمل مختلف الدول العربية.

ماذا عن المسلسل مع يورغو شلهوب؟

كوميدي رومنسي أحد أجمل الأعمال التي كتبتها، من إخراج نبيل لبّس، سيعرض عبر المؤسسة اللبنانية للارسال. اقترب موعد تنفيذه. في الحقيقة تشبه شخصية البطل الممثل يورغو شلهوب لذا لم أتصوّر سواه في هذا الدور، عندما تواصلنا أحب المسلسل واتفقنا، وأنا فرحة لأنه الخيار الأفضل. فضلا عن ثقتي بتنفيذه بحرفية عالية على يد شركة MandMproduction.

تتعاونين مع شركات إنتاج ومخرجين وتعرض أعمالك عبر شاشتين لبنانيتين متنافستين، هل أنت محظوظة بهذا التنويع الذي يؤمن انتشاراً أكبر؟

طبعاً، أنا محظوظة بعرض أعمالي عبر شاشتين مهمتين، خصوصاً أن التعاون معهما عائلي وجميل. فضلا عن تنفيذ أعمالي على يد شركات إنتاج محترمة.

هل تضعين جانباً الممثلة في داخلك عندما تكتبين أم تستقين منها الشخصيات؟

عندما أكتب شخصيات لممثلين آخرين، أضع جانباً الممثلة في داخلي لأنني أفسح في المجال أمام خيال الممثل لتحريكها، لكن عندما أكتب أدواري أرى نفسي فيها واكتب ما أحب أن أعبّر عنه.

هل ستلتزمين التمثيل في أعمالك الخاصة؟

احب التمثيل في نصوص لكتّاب آخرين، لتجربة ماهية إيصال فكرة كاتب آخر والتعبير عنها بأدائنا الخاص، وإضافة نكهة معينة إلى نصّ ليس من كتابتي.

في الماضي كان الكتاب اللبنانيون لا يتعدون أصابع اليد الواحدة، فيما نشهد راهناً انطلاقة كتاب جدد، ما رأيك؟

لكل كاتب بصمته وجوّه الخاص الذي يعكسه في أعماله. إنما من الطبيعي أن تقوى المنافسة كلما زاد عدد الكتاب، لأن كلا منهم سيسعى الى تحسين نوعية نصه وتطوير أسلوبه لمنافسة الآخرين، فضلا عن أهمية التنويع بالنسبة إلى المشاهدين الذين يرغبون في متابعة أفكار جديدة ومختلفة عمّا رآوه سابقاً.