تؤكد سارة عبد العزيز أنها كتبت المسودة الأولى لهذا الفيلم في أواخر التسعينيات في عنوان «بيت»، وتتمحور حول جدتها وعلاقتها بالبيت، ويتضمن جزءاً تسجيلياً تظهر فيه سارة بنفسها وهي في السادسة عشرة من عمرها.

Ad

وبعد التحاقها بالمعهد العالي للسينما، ناقشت فكرة الفيلم مع أكثر من أستاذ في المعهد من بينهم: علي بدرخان وعادل يحيى عندما كان عميداً للمعهد في أوائل 2008، وبدأت تطويره ليصبح فيلماً طويلا، إلا أنها عادت في أوائل 2011 للتحضير له كفيلم قصير، وأجرت تمارين مع الفنانة محسنة توفيق في دور الجدة، لكن المشروع برمته توقف، مشيرة إلى أن كثيرين اطلعوا على السيناريو من بينهم: مهندس الديكور عادل المغربي، آسر ياسين، ومدير التصوير رمسيس مرزوق.

تضيف أنها فوجئت بعد مشاهدة فيلم «فيلا 69» بتشابه أحداثه مع فيلمها  يصل إلى حد التطابق، متجاوزة فرضية التوارد، لذا تقدمت بشكوى إلى النقابة، ورفعت دعوى قضائية ضد مؤلفي الفيلم والجهة المنتجة له.

ورد وحسين

حول أوجه التشابه بين فيلمها وبين «فيلا 69»، تقول سارة إن ثمة أموراً عدة أبرزها الفكرة الرئيسة وهي العمود الفقري للفيلمين، إذ يدور «بيت ورد» حول سيدة مسنة تشعر بالإحباط والحزن والوحدة، وتعيش على أطلال الماضي، داخل البيت القديم المليء بذكرياتها، وترثي ضياع البيوت القديمة، وهي فكرة الفيلم أصلا.

تتابع: «يبدأ الفيلم بمحاولتها الانتحار بسبب قرار إزالة هذا البيت القديم الذي لم تخرج منه منذ فترة طويلة، إلى أن يقتحم شباب أغراب عالمها، فتتبدل الحياة داخل البيت إلى مظاهر البهجة، خصوصاًً عندما تتطرق الأحاديث إلى الوطن والشعر والموسيقى التي تكون وسيلة للتواصل بين الجيلين، فتتبدل حياة تلك السيدة الحزينة والمكتئبة، إلى سيدة مقبلة على الحياة، وينتهي الفيلم وهي تستعد للخروج من منزلها مرتدية ملابس زاهية، فتتواكب هذه اللحظة مع الاحتفالات بذكرى ثورة يناير».

 تلاحظ أن في فيلم {فيلا 69} تُستبدل شخصية ورد بشخصية حسين، رجل عجوز يعيش داخل عالمه متشبثاً ببيته القديم، ويعاني مرض السرطان، وهو مكتئب ويستعد لتوديع الحياة، إلى أن يأتي أقاربه من جيل الشباب، فتدب الحياة في هذا البيت القديم، وتُعقد جلسات يغلب الحديث فيها حول والشعر والطرب، فيتغيّر حسين ويخرج من بيته معهم ويمرّ بميدان التحرير في نهاية متطابقة مع {بيت ورد}.

تلفت سارة إلى أن أعضاء من اللجنة  التي منحت جائزة الدعم لفيلم {فيلا 69} في مهرجان القاهرة، وكان اسمه الأصلي {9 ميدان المساحة}، فوجئوا، عند عرضه، بتغييرات وإضافات لم تكن موجودة في الفيلم الأصلي، إنما هي موجودة بالتفصيل في فيلمها.

مشهد النيل

توضح سارة أن القيمين على {فيلا 69} غيروا مكان البيت من ميدان المساحة إلى فيلا على النيل، وهو موقع بيت ورد، كذلك وجود البيانو غير مبرر في {فيلا 69}، برأيها، لأن البطل مهندس معماري في حين أن وجوده في {بيت ورد} منطقياً، لأنها كانت أستاذة موسيقى.

قمة التشابه بين العملين هو التفاف هؤلاء الشباب حول ورد وهي تعزف على البيانو، فيما يؤدون أغنيه قديمة لعبد الحليم حافظ، وهو المشهد نفسه في {فيلا 69}، مؤكدة استحالة وجود توارد في الأفكار لهذه الدرجة.

تكشف أنها سجلت الفيلم مرتين، الأولى في 2009 والثانية في 2011 بعدما طورته، وذلك قبل تسجيل {فيلا 69}، ما يؤكد حقها الأدبي والمادي.

توارد أفكار

يوضح منتج فيلم {فيلا 69} محمد حفظي أن توارد الأفكار وارد في السيناريوهات السينمائية، ولا يعني ذلك أي اتهامات بسرقة الفيلم، مشيراً إلى أن {الأساس في فيلمنا هو حالة المرض التي يعانيها البطل ودفعته إلى سجن نفسه بإرادته في هذا المكان بانتظار الموت، معتزلا الناس والحياة، إلا أن اقتحام حفيد شقيقته وفرقته الموسيقية عزلته، جعله يعيد التفكير في حياته بعدما كان رضي بنصيبه فيها.

يضيف: {صحيح أن وجود الشباب عامل مهم في تغيير تعامل بطل الفيلم مع الحياة ومؤثر فيها، لكن إلى جوار ذلك كانت ثمة عناصر وشخصيات ساهمت في تقبله لمصيره}...

أخيراً يكشف نقيب المهن السينمائية مسعد فودة أن النقابة ستشكل لجنة للبحث في الشكوى التي تقدمت بها سارة، والتحقق منها، وإذا ثبتت صحتها  فستعمل على ردّ الحقوق إلى أصحابها، لأن هذا هو دورها.