بينما تستعد الإدارة المصرية الحاكمة ليوم عصيب غداً خلال "محاكمة القرن الثانية"، التي يحاكم فيها الرئيس المعزول محمد مرسي، تستقبل القاهرة اليوم وزير الخارجية الأميركي في زيارة هي الأولى له منذ عزل الرئيس السابق في 3 يوليو الماضي.
تدخل الإدارة المصرية غداً اختباراً من نوع خاص، إذ من المتوقع أن تشهد صراعاً شرساً بين النظام الحاكم وجماعة "الإخوان" المحظورة وحلفائها خلال "محاكمة القرن الثانية"، التي يحاكم فيها الرئيس المعزول محمد مرسي، بتهمة التحريض على قتل متظاهرين، بالإضافة إلى 16 من رموز نظامه، والمتوقع أن تتم في "معهد أمناء الشرطة" القريب من سجن "طرة". وزارة الداخلية بدأت تنفذ خطة تأمين المحاكمة التي يشارك فيها نحو 20 ألف ضابط ومجند من مختلف قطاعات الوزارة، ومجموعات من خبراء المفرقعات والكلاب البوليسية، وقال مصدر أمني مسؤول لـ"الجريدة" إنه تم نشر ضباط الأمن العام والوطني وخبراء المفرقعات حول مبنى معهد أمناء الشرطة، وتم تركيب 40 كاميرا مراقبة وبوابات إلكترونية على أبواب المعهد. وقال بيان أصدرته "الداخلية"، إنها رصدت الدعوات التي أصدرها عدد من عناصر "الإخوان"، والمخططات التي تستهدف إشاعة الفوضى، محذرة كل من يحاول المساس بالمنشآت الحيوية أو قوات الأمن أو المرافق العامة، بالتصدي له بكل حسم وحزم. وهدد وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، في تصريحات لصحيفة "المصري اليوم" الصادرة أمس كل من يحاول اختراق مقر محاكمة مرسي، بأنه "هالك لا محالة". ولم يحسم رئيس محكمة جنايات القاهرة المستشار أحمد صبري، قرار بث المحاكمة على الهواء مباشرة عبر التلفزيون المصري، على نحو ما حدث في محاكمة الرئيس الأسبق حسني مبارك، بينما قال رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون عصام الأمير إن "التلفزيون وفريق العمل المدرب جاهزون لنقل المحاكمة، بانتظار قرار قاضي مرسي، حول سرية أو علنية المحاكمة". كيري في القاهرة بعد أشهر من التوتر بين القاهرة وواشنطن عقب الإطاحة بالرئيس السابق وتعليق جزء من المساعدات العسكرية الأميركية لمصر، بقيمة 260 مليون دولار، وقبل ساعات من بدء محاكمة مرسي، يزور القاهرة اليوم وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في حين رفض مصدر مسؤول في السفارة الأميركية بالقاهرة، إعلان جدول مباحثات الوزير مع مسؤولين مصريين. ورغم أن الزيارة كانت مدرجة بعد غد، فإن ارتباط وزير الخارجية بجولة إقليمية تسبب في تبكير موعدها إلى اليوم عشية بدء محاكمة مرسي، ما دفع المتحدث باسم الخارجية المصرية السفير بدر عبدالعاطي إلى نفي وجود علاقة بين الزيارة والمحاكمة، مضيفاً أن "الطرف الأميركي لا شأن له بمحاكمة مرسي، وأن الزيارة تشمل الحوار حول القرار الأميركي بتعليق المساعدات، وقضايا دولية وإقليمية بينها الملف السوري". بالتزامن مع الزيارة، دعت حملة "امنع معونة"، الداعية لرفض المساعدات الأميركية لمصر، في بيان لها أمس، إلى المشاركة في وقفة تنظمها مساء اليوم في ميدان طلعت حرب وسط القاهرة، وعبّرت في بيانها عن رفضها لما وصفته بـ"تخاذل وخنوع النظام الحاكم وقبوله للابتزاز الأميركي". وبينما نقل مصدر قريب من المفوض بإدارة الشؤون السياسية لحزب "الحرية والعدالة" عمرو دراج قوله إن "وزير الخارجية الأميركي لم يطلب لقاء أحد من قيادات الحزب أو الإخوان، خلال زيارته للقاهرة"، قال القيادي بالتحالف مجدي قرقر "نحن لا نلقي بالا لتلك الزيارة، لأنها ليست ذات جدوى، ولن تقدم أو تؤخر، فهي عديمة الأهمية". تحركات في المقابل، أعلنت حركة "شباب ضد الانقلاب" التابعة للإخوان، أنها ستحاصر مقر محاكمة "مرسي"، كما أنها تجهز عدداً من المفاجآت، في السياق، كثّفت قوات الأمن من رجال الجيش والشرطة أمس وجودها في الميادين المهمة، والمتوقع أن يحاول مناصرو مرسي اقتحامها، بينما أعلنت صفحات "الإخوان" تنظيم مسيرات ووقفات احتجاجية في مختلف شوارع القاهرة والجيزة والاسكندرية، وحذر "تحالف دعم الشرعية" في بيان له على الـ"فيسبوك" من حملة الاعتقالات الواسعة التي قامت بها قوات الأمن ضده، خصوصا بعد اعتقال 27 فتاة في الإسكندرية أمس الأول، واعتقال 12 فرداً في أحداث أسبوع "محاكمة إرادة شعب". المتحدث الإعلامي مجدي قرقر قال إن "الأحرار سيستمرون في التظاهر حتى الإفراج عن الرئيس مرسي، ولن توجد أي اعتصامات، كما أن التحالف يستعد ليوم غير مسبوق من الحشد غداً، فيما أطلق عليه يوم الحرية العالمي". على صعيد آخر، أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير التعليم العالي حسام عيسى، أمس، أنه سيتم إلغاء حظر التجوال مع رفع حالة الطوارئ في 14 نوفمبر الجاري.
دوليات
مصر: كيري في القاهرة اليوم ومرسي يدخل «القفص» غداً
03-11-2013