في ظل التغيرات السياسية والاجتماعية الاقليمية والعالمية التي طرأت في السنوات الأخيرة، برز دور وسائل الاعلام التقليدي والاجتماعي في نقل الاخبار والتأثير في آراء الناس.

Ad

وبالرغم من حداثة نشأتها، واشتداد حدة المنافسة بين مختلف الوسائل الاعلامية لجذب أكبر عدد من المشاهدين، تمكنت قناة "سكاي نيوز عربية" من تقديم تغطية إخبارية شاملة وموضوعية شفافة للأحداث الاقليمية والعالمية باستخدام أحدث الوسائل التقنية. وفي هذا اللقاء الخاص مع مدير عام "سكاي نيوز عربية" نارت يوسف بوران، الذي وصف الاعلام الكويتي بالشجاع واشاد بالحرية الاعلامية في دولة الكويت، نسلط الضوء على مزيد من المواضيع، وفيما يلي نص الحوار:

• ما أبرز التحديات التي تواجه مؤسسة سكاي نيوز؟

- "سكاي نيوز عربية" مؤسسة جديدة عمرها اكثر من سنتين وتعمل في بيئة تنافسية بين عدد من القنوات الاخبارية في العالم والوطن العربي في ظل تغيرات سياسية واجتماعية، مما يحتم علينا تقديم مادة مميزة ومختلفة لتعطينا اسبقية عن الآخرين ولنحافظ على ثقة المشاهدين. التحدي الأكبر يكمن في تقديم الافضل والطريقة الوحيدة لذلك ان تكون التوجهات الاعلامية لاي مؤسسة متوازنة وموضوعية، حيث اصبحت بعض المؤسسات  منحازة معظم الاحيان نتيجة ضغوط معينة. فكلما ازدادت نسبة الموضوعية لديك، ازدادت فرص نجاحك.

والتحدي الثاني هو ظهور وسائل الاعلام الاجتماعي التي لم يعد يطلق عليها "وسائل اعلام جديدة" حيث أصبحت وسائل اعلامية بحد ذاتها، تستقطب عددا من المشاهدين الراغبين في الحصول على مصادر الاخبار. وهذا يتوجب علينا ان نستوعب الواقع الجديد وان نكون بالقرب من الجماهير، لذلك نحن ننظر الى انفسنا كمنصة اخبارية ولسنا مجرد قناة وهذه المقاربة التي نتبعها تعتمد على المحتوى الاعلامي وطريقة توزيعه بأحدث الوسائل التكنولوجية مع الحفاظ على مضمون الرسالة الاعلامية.

• كيف تمكنتم من الحفاظ على الحيادية في ظل هذا الاستقطاب الاعلامي في المنطقة؟

- نحن في غرفة الاخبار ورئيس التحرير المسؤول لا نطرح موضوعا من غير الحصول على آراء مختلفة ومتباينة حول نفس الموضوع. فكوننا قناة جديدة نسبيا ولدينا معايير اعلامية واخلاقية نتبعها ولديها اهدافها التجارية، كل هذه الامور تفرض علينا ان نكون مختلفين عن الآخرين.

وحول الاستقطاب الاعلامي في المنطقة  فأنه من السهل ان الانحياز إلى طرف معين ولكن من الصعب الحفاظ على المصداقية التي تحتاج الى كثير من الوقت والجهد. فمثلا، في سورية هناك طرف نزاع لا يتعامل مع الاعلام وطرف آخر اقفل مكتبنا في دمشق، الأمر الذي سبب لنا مزيدا من الصعوبات في التغطية الميدانية.

• ما العوامل التي تؤثر في توجهات المؤسسات الاعلامية؟

-  بعض المؤسسات لا تعير اي اهتمام للمعلن، في حين تعمل بعض المؤسسات جاهدة لجذبه. نحن نرى ان الوسطية هي الحل لما للمعلن من اهمية تجارية، ولكن في نفس الوقت المشاهد هو الاهم. وعلى المدى الطويل الرسالة الواضحة والمتوازنة تكون معادلة الاستدامة لأي مؤسسة اعلامية.

و في "سكاي نيوز" لدينا هيئة تحريرية او مجلس حوكمة خارجي مكون من شخصيات اعلامية معروفة ومرموقة ليس لها علاقة مباشرة بالمحطة لمراقبة والتحقق من اتباع المعايير المهنية والاخلاقية المثلى وهذه ركيزة اساسية من ركائز "سكاي نيوز عربية".

• ما نظرتكم إلى الإعلام الكويتي؟

- اذا راجعنا نشأة الاعلام الكويتي، لوجدنا ان للاعلام الكويتي تاريخا وباعا طويلا في المهنية والموضوعية تحت مظلة من الحرية. وللصحف الكويتية آراء متعددة ومختلفة بطرح مواضيع شجاعة لا تكاد تكون موجودة في معظم المؤسسات الاعلامية في المنطقة. من ناحية أخرى، يتميز الصحافي الكويتي بتقدمه عن العديد من اقرانه في معظم بلاد المنطقة من خلال الطروحات المختلفة والمفيدة للقضايا والمجتمع.

• كيف تتعامل "سكاي نيوز عربية" مع قوانين الاعلام المرئي والمسموع في الدول التي تعمل بها؟

- يجب على اي مؤسسة تطوير استراتيجيات للتعامل مع هذه القوانين ودراستها بعناية. وهناك مواقع كثيرة يمنعك القانون من تنفيذ بعض الامور التي يجب عليك احترامها. كما ان معظم قوانين الاعلام في منطقتنا غير واضحة ولكن، اذا التزمت المؤسسة بعض المعايير المعينة فيمكنها اداء رسالتها بنجاح.

• ماذا عن حماية الصحافيين في مناطق النزاعات والحروب؟

- نحن نوفر لفريقنا تدريبا متكاملا للعمل في مناطق النزاعات والحروب، ولكن في النهاية هناك وسائل تقنية اخرى يجب على العامل في هذا المجال معرفتها. ونحن كجزء من منظومة "سكاي نيوز" في بريطانيا نطلع ايضا على آخر المستجدات في هذا المجال، ولكن في النهاية هذه المهنة صعبة وشاقة ومحفوفة بالمخاطر، وهذا للاسف ما تعرض له افراد من طاقمنا المختفين منذ اكثر من 6 اشهر في سورية.