ترى هويدا صالح أن من المهم للنقد أن يسعى إلى تحرير وعي النساء من خلال إعادة الاعتبار لإبداعاتهن، ورفع الغبن اللاحق بهن، عن طريق استجلاء ما يكتبنه واستكشاف الكيفيات التي يقاربن من خلالها عوالمهن النفسية والوجدانية والجسدية، في محاولة للإمساك بالاختلاف القائم ما بين إبداع المرأة/ الكاتبة وإبداع الرجل/ الكاتب، وتقصي الخصوصيات الكتابية التي قد تنقض الصورة النمطية الشائعة عن المرأة في ما يكتبه الرجال والنساء.
ويسعى كتاب صالح {نقد الخطاب المفارق... السرد النسوي بين النظرية والتطبيق} إلى تفكيك الخطاب الذكوري وقراءة الخطاب الثقافي في إبداع النساء، وهنا تلاحظ هويدا صالح أن ثقافتنا العربية الذكورية تهيمن على لاوعي الكتاب والكاتبات إلى درجة أن النساء أنفسهن (كما يقول عبد الله الغذامي) ساهمن في ترسيخ هذه الهيمنة.وتضيف أن زليخة أبو ريشة كشفت في كتابها {أنثى اللغة} عن ذكورية الخطاب في عمل كان لافتاً منذ سنوات، بل اعتبره بعض النقاد بداية موجة كتابة الجسد التي اعتبروها ميزة خاصة بأدب المرأة، وهي رواية {ذاكرة الجسد} لأحلام مستغانمي، وسبق لجورج طرابيشي أن قدم قراءة لرواية {مذكرات طبيبة} لنوال السعداوي، فلاحظ أنها تتبنى أيديولوجيا لاشعورية معادية للمرأة.يتضمن الكتاب مقدمة ومدخلا وأربعة فصول، الأول عنوانه {كتابة المرأة بين الروحية والاجتماعية}، والثاني {المرأة والوعي الجنساني}، والثالث {ملامح الكتابة النسوية}، والرابع {الخطاب الثقافي والجمالي في السرد النسوي}، وفيه تطبيق على عدد من الروايات منها {أشجار قليلة عند المنحنى} لنعمات البحيري، و{العربة الذهبية لا تصعد إلى السماء} لسلوى بكر، و{الخباء} لميرال الطحاوي، و{سلالم النهار} لفوزية شويش السالم، و{الأسود يليق بك} لأحلام مستغانمي.تؤكد المؤلفة فى كتابها على ضرورة إصدار سلسلة فكرية ثقافية تتبنى استراتيجية تقويض البنى الثقافية الذكورية واعتبار ذلك مشروع قومي لتخليص مجتمعاتنا من الثقافة الذكورية التي تضطهد النساء.
توابل
النقد الأدبي يسعى إلى تحرير وعي النساء
04-08-2014