في الكويت ... الشوارع تلتهم البشر

نشر في 01-04-2014
آخر تحديث 01-04-2014 | 00:01
 يوسف عبدالله العنيزي جلست مع ولدي المهندس عبدالله، وبدأ نقاش جاد ونقد حاد لمقالي الأخير بعنوان "تعبنا من التحلطم"، الذي طالبت فيه بالتوقف عن ذلك، وما هي إلا أسطر قليلة حتى بدأت موجة أخرى من التحلطم كما هي العادة التي دأبت ودأب عليها عدد كبير من كتابنا الكرام في كل الصحف بكل اتجاهاتها بلا استثناء، وقد طالبني بتبني قضية من قضايا الوطن وحمل رايتها والدفاع عنها لتكوين رأي حولها؛ مع السعى إلى الحصول على دعم ومساندة بعض كتّاب الزوايا وقادة الرأي.

بعد هذا النقاش بدأت باستعراض بعض القضايا التي تواجه البلاد، وما الأولوية التي يمكن التركيز عليها ولا تحتمل التأجيل، فاستعرضت بعض القضايا مثل القضية الإسكانية، والتعليم، والصحة والأوضاع المتردية في المستشفيات، والطرق، والتركيبة السكانية، والرشوة، والخطوط الجوية الكويتية، وقائمة طويلة من القضايا في ظل حكومة قطعت الاتصال مع الشعب، فأصبحت خارج التغطية، وخرج من شاشات راداراتها، وغدت تعيش على قمة الجبل والشعب في قاع الوادي، فلم يعد يسمع إلا صدى صوته، أما مجلس الأمة فجزاه الله كل خير مشغول بعلاوة أولادنا وساحات الإبل وقضية الداو الأزلية، وأصبح رئيس مجلس الأمة السيد مرزوق الغانم يستجدي النواب لإكمال النصاب. وفي اليوم التالي وأنا أقود سيارتي متوجها إلى المنزل، فجأة تحول الشارع إلى بانوراما مأسأوية مؤلمة، شرطة المرور تتحرك بسرعة مطلقة أصواتها المرعبة تتبعها سيارات الإسعاف، ثم بعض سيارات المطافئ، وتوقفت الحركة تماما على الطريق، وبعد مضي بعض الوقت بدأنا بالتحرك البطيء حتى قاربنا على تجاوز مكان الحادث، وإذا هو سيارات تحولت إلى علب مضغوطة بعضها استقر فوق الأرصفة العالية، شظايا حديد وزجاج متناثر على مساحة الشارع، والأكثر إيلاما تلك الدماء التي تسيل على أرضية الشارع ورجال الإسعاف وهم يحملون ضحايا يعلم الله بحالهم، وعلى الرغم مما تجسده هذه المأساة فلم نكد نتجاوز مكان الحادث حتى تحولت السيارات من حولنا إلى قذائف صاروخية تحصد الأرواح، لم يتعظ أحد مما حدث.  لقد أصبحنا نخشى الطريق فما نكاد نخرج من المنزل حتى نشعر بأننا نرمي بأنفسنا في المجهول، فندعو الله أن نعود إلى أهلنا سالمين، وذلك في ظل طرق متهالكة واستهتار بلا حدود، فهل يمكن أن نتصور أن يقوم أربعة شباب بإجراء سباق في شارع الخليج العربي الساعة الواحدة والنصف ظهراً، وسط ذاك الازدحام الذي وصل إلى مداه.

أخي اللواء عبدالفتاح العلي لكم كل الشكر والتقدير على ما تقومون به من جهد طيب، ولكني على يقين بأنكم تدركون أن "يداً واحدة لا تصفق" فلن نصل إلى المعالجة السليمة إلا إذا تمت دراسة قانون المرور، وسد الثغرات ومعالجة أزمة المرور الأخلاقية، وتوافر الجهود بين كل الجهات المعنية، وقبل ذلك وبعده تعاون كل المواطنين والمقيمين بلا استثناء، فحياتنا هبة الرحمن لنا وأمانة منه، فأولى بنا أن نصون هذه الأمانة، فهل مشكلة المرور قضية لا تحتمل التأجيل؟!

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

نداء إلى صفاء

لقد أثلجت صدورنا بتوجيه السؤال عن طلب أسماء من استفاد بالحصول على القسائم الزراعية بدون وجه حق، فنداؤنا لك سيدتي الاستمرار وعدم الرضوخ للضغوط تقديراً لأمانة حمل تمثيل الشعب، ومع جل احترامنا وتقديرنا للدكتورعلي العمير وزير النفط إلا أن السؤال: لماذا أحلته إلى الفتوى والتشريع؟ وما الذي يمنع من نشر الأسماء، فقد جرت العادة على نشر أسماء من استحق سكناً حكومياً أو قرضاً إسكانياً أو علاجاً بالخارج، حتى صندوق المعسرين، ولم يحتج أحد؟ فهل لهذه الأسماء حصانة خاصة؟

 

back to top